ضربت مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة موعدا جديدا يوم أول أمس الخميس مع الصحافة المحلية لإطلاعها على آخر ما توصلت إليه قلعة المعتمدية من تطور في مناهج التدريس و التحكم في التكنولوجيا و مبادئ العسكرية التقليدية، و توطيد العلاقات المفيدة مع المحيط المدني الذي يعتبره قادة المدرسة بمثابة العمق الاستراتيجي الذي يستند عليه الجيش الوطني الشعبي في مواجهة التحديات الوطنية و الإقليمية و الدولية بكفاءة و اقتدار.
و قد تحولت الزيارات الموجهة التي تنظمها المدرسة العريقة للصحافة المحلية إلى تقليد راسخ منذ عدة سنوات، توطدت بفضلها العلاقات بين المدرسة و وسائل الإعلام التي اكتسبت هي الأخرى خبرة و تجربة في التعامل مع المادة الإعلامية التي تخص الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، و تبليغها بكل أمانة و مسؤولية للأمة الملتفة حول جيشها، تمده بمزيد من الطاقات البشرية على مر الزمن و تسانده في كل القضايا المصيرية التي تهم مستقبل البلاد و أمنها و استقرارها الاقتصادي و الاجتماعي.
و كان قائد المدرسة العقيد أدمي حكيم في استقبال الصحفيين بالقاعة الشرفية رفقة مساعديه من كبار الضباط، و قدم نبذة عن تاريخ المدرسة و المهام الموكلة لها في تكوين الكوادر البشرية المتخصصة في علوم التسيير و الاقتصاد و الموارد البشرية و المالية، و الضبطية العسكرية، و غيرها من التخصصات الأخرى التي تمثل عصب التنظيم و التسيير داخل هياكل الجيش الوطني الشعبي و أجهزة أخرى أصبحت تعتمد على المدرسة العريقة لتكوين كوادرها كالدرك الوطني و الشرطة، فقد صارت هذه القلعة اليوم أشبه بكلية جامعية تعد الكوادر البشرية المتمكنة في علوم التسيير و الاقتصاد و التموين و الإمداد اللوجيستيكي في السلم و الحرب.
مناهج متطورة و طلبة من كل ولايات الوطن و الدول الشقيقة و الصديقة
تنتهج مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة نهجا جامعا و متوازنا عند فتح المسابقات السنوية للطلبة المنحدرين من الحياة المدنية، لإعطاء فرص لكل الشباب من 58 ولاية ليلتحقوا بها و يصبحوا ضباط صف على درجة عالية من التكوين، الذي يسمح لهم بدعم كل هياكل الجيش الوطني الشعبي بكفاءة و اقتدار.
كما تستقبل المدرسة أيضا الطلبة المنحدرين من الصف للحصول على تكوين متطور و رتبة أعلى، و طلبة من دول شقيقة و صديقة وجدت في قلعة المعتمدية بقالمة الوجهة المناسبة لتكوين إطارات جيوشها، و خاصة في مجال التسيير و التموين و الإمداد اللوجيستيكي.
و كل عام يتخرج المئات من ضباط الصف الجزائريين و الأجانب و يلتحقون بمهامهم الجديدة و حياة عسكرية عملية يطبقون فيها ما تحصلوا عليه، من معارف نظرية و تطبيقية، في مجال التسيير و المالية و التعليم العسكري الذي يكون منطلق المسيرة للطلبة المنحدرين من الحياة المدنية، منهم الذين بلغوا مستوى السنة الثالثة ثانوي و الحاصلين على شهادة البكالوريا، و منهم القادمين من جامعات الوطن الذين قرروا الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي كمهنة شرف و تضحية في سبيل الوطن و الأمة.
و قال مدير التعليم بالمدرسة المقدم هند الحاج بأن مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح التي أنشئت في شهر أوت 1982، تعد هيكلا من هياكل التكوين للمديرية المركزية للمعتمدية، مهمتها ضمان التكوين الفعال لصالح مختلف ضباط الصف لسلاح المعتمدية، كما تضمن تكوينا لمختلف القيادات و المديريات و المصالح التابعة لوزارة الدفاع الوطني، و جيوش الدول الشقيقة و الصديقة.
مضيفا بأن جهاز التكوين يعد حجر الأساس لتطوير الجيش الوطني الشعبي، و يسمح للفرد بتحسين أدائه و تعزيز قدراته، و من ثم دعم قوام المعركة بمورد بشري يتسم بالفعالية و الاستجابة للمتطلبات الجديدة التي تفرضها التحديات الأمنية الراهنة.
و نظرا لما تتوفر عليه المدرسة من قدرات بشرية و مادية في التكوين فهي تشارك في الدراسات و مشاريع التفكير المتصلة بالإدارة العسكرية في مختلف مستويات التنظيم، و تبادر بكل برنامج مقترح و موجه لتحسين مستوى التكوين و تطوير المناهج البيداغوجية، و تنظيم تربصات و ملتقيات و محاضرات طبقا للبرنامج المسطر في التوجيهات السنوية، إلى جانب تكوين و تأهيل ضباط الصف في الإدارة العسكرية لفائدة القوات البحرية و قوات الدفاع الجوي عن الإقليم.
البندقية و الحاسوب و لغات أجنبية
تقدم مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة تكوينا شاملا و متنوعا يجمع بين التعليم العسكري القاعدي و المتخصص، و التعليم العام، و من أهم دورات التعليم العسكري، القاعدي و المتخصص دورة التكتيك العام و دورة الإسناد التكتيكي، و دورة الإسناد اللوجيستيكي و دورة التربية البدنية العسكرية.
و في مجال التعليم العام تقدم المدرسة دورات في العلوم الاقتصادية و المالية و العلوم الإنسانية و الإعلام الآلي.
و قد دخلنا أقسام التدريس حيث الحاسوب كسلاح آخر لدى الطلبة، و هيئة تدريس تقدم أحسن ما لديها في مجال الرقمية و المالية تاريخ الجزائر، و اللغات الأجنبية التي صارت هي الأخرى سلاحا ضروريا لمواكبة التحولات المتسارعة، و قد بدأت الإنجليزية تكتسح اللغة الفرنسية بمدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة، في تحول جديد نحو العالمية و مزيد من المعارف و الاتصال.
و تعمل قيادة المدرسة على تعميم النظم الرقمية على مناهج التعليم، و خاصة في مجال التسيير و المالية، لتسهيل مهمة ضابط الصف و تطوير مهاراته في مجال الحاسوب الذي يوفر جودة العمل و السرعة و كفاءة الأداء.
و تولي المدرسة أهمية بالغة لعلوم الحاسوب و اللغات الأجنبية تماما، كالتعليم العسكري القاعدي و المتخصص، و هي تتطلع اليوم إلى مزيد من التطور في هذا المجال حتى تواكب التحولات التي تعرفها النظم العسكرية العالمية.
و تعتمد المدرسة على هيئة تدريس يقودها أساتذة ضباط و ضباط صف أساتذة و مدربين، و أساتذة مدنيين متعاقدين يدرسون مواد الإعلام الآلي و اللغات و التاريخ و الاقتصاد و المالية، و بها مخابر لغات و إعلام آلي تعمل على مدار السنة الدراسية وفق برامج مكثفة تضمن الجودة و الكفاءة لطالب المدرسة المنحدر من الصف و من الحياة المدنية.
رماية و سلاح إشارة و طبوغرافيا
بما أن طالب مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة هو عسكري ميدان قبل أن يكون مسيرا للمالية و التموين و الإعاشة، فإن التدريب القاعدي على مختلف أنواع الأسلحة يعد أساس التكوين حسب ما وقفنا عليه بأجنحة و أقسام الرماية و سلاح الإشارة و الطبوغرافية و تحليل الخرائط ثلاثية الأبعاد، و تفكيك و تركيب الأسلحة الخفيفة تحت إشراف مدربين لهم خبرة طويلة في هذا المجال.
كما تعد الرياضة أيضا من أهم البرامج بالمدرسة التي تتوفر على إمكانات هامة في هذا المجال، حيث توجد بها قاعة متعددة الرياضات تحتضن العديد من المنافسات الوطنية و الجهوية كل سنة، إلى جانب ملعب كرة قدم من الجيل الخامس، و منشآت أخرى تدعم الحياة اليومية للطلبة كالمكتبة المركزية و النوادي و قسم الصحة و قاعة المحاضرات و هياكل ترفيهية مفيدة لمجتمع القلعة العسكرية التي تواصل إمداد الجيش الوطني الشعبي بخيرة الكوادر البشرية على مدى 40 عاما.
المحافظة على البيئة و النظافة...مهام تتجدد كل يوم
تولي مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة أهمية كبيرة للبيئة و الصحة و نظافة المحيط، من خلال برامج للتشجير و تزيين المحيط الداخلي و تنظيف الطرقات و الأقسام و أجنحة الإيواء و فضاءات الرياضة و الرماية و حظائر العتاد و الساحات العامة، و أصبحت المساحات الخضراء في كل مكان تبعث البهجة و الراحة في النفوس.
و يرى قائد المدرسة العقيد أدمي حكيم بأن البيئة تعد من أولويات الحياة اليومية بالمدرسة و خارجها، مضياف للنصر بأن المدرسة تشارك باستمرار في حملات التشجير التي تنظمها السلطات المحلية، و يقف أفرادها في الصفوف الأمامية عند التصدي لحرائق الغابات، مؤكدا بأن الجيش الوطني الشعبي متخندق مع حماة البيئة و الصحة و الطبيعة و الحياة البرية و مصادر المياه، و يضع كل إمكاناته المادية و البشرية من أجل درء المخاطر البيئية و المناخية المحدقة بالبلاد. فريد.غ