أكد وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أن قطاعه بصدد إعداد مشروع مرسوم خاص باستحداث منصب «الصيدلي المساعد» و تحديد شروط عمله، وقال في رده عن سؤال لعضو من مجلس الأمة أول أمس إن مشروع هذا النص سيرسل إلى الأمانة العامة للحكومة للدراسة وذلك بهدف القضاء على ظاهرة الاستعانة بالباعة لتقديم خدمات صحية على مستوى الصيدليات.
وسيمكن صدور هذا النص يضيف الوزير- أصحاب الصيدليات من الاستعانة بصيادلة في أداء مهامهم بموجب عقد عمل، بدلا من اللجوء إلى بائعين غير حاملين لشهادة صيدلي لتفادي الوقوع في أي مشكل يخص توجيه المريض، وهذا بالنظر لأهمية مهنة المساعد الصيدلي التي لا ينبغي أن تمارس من قبل أشخاص لا يملكون المؤهلات العلمية لذلك كما ينص قانون الصحة.
وشدد بن بوزيد على أن دور الصيدلي لا يقل أهمية عن دور الطبيب كونه المسؤول الأول عن الاستعمال الآمن والفعال للأدوية، ودوره لا ينحصر فقط في صرف الأدوية المكتوبة في الوصفات الطبيبة بل يتعداه إلى تقديم المعلومات والنصائح اللازمة حول الطرق الصحيحة لاستخدام هذه الأدوية، لذلك فهو يكمل عمل الطبيب ويشارك في تقديم العلاج للمريض.
وردا عن سؤال لعضو آخر حول التغطية الصحية بالجنوب أكد بن بوزيد أن قطاعه يعمل من أجل توفير تغطية صحية شاملة للسكان في مناطق الجنوب والهضاب العليا، وهي من الأهداف الرئيسية للقطاع.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يقول الوزير، فقد سخرت الدولة الإمكانيات اللازمة، على غرار إنجاز عدة مرافق صحية بإعطاء الأولوية لهذه المناطق من خلال فتح مناصب مالية لتوظيف الأطقم الطبية وشبه الطبية مع وضع نظام تحفيزي للأجور، كما أنه من بين الإجراءات الأخرى المتخذة اعتماد نظام الخدمة المدنية التي فرضتها الدولة على الأطباء المتخرجين للعمل بهذه المناطق.
إلا أنه أوضح أن فرض الخدمة المدنية كحل لضمان وفرة الأطباء بهذه المناطق لم تتمكن إلى اليوم من تلبية كل الاحتياجات رغم التحفيز المالي المقدم عن طريق الأجور المدفوعة للأطباء المتخصصين حسب كل منطقة والمنحة والسكن، وذلك لعدة أسباب منها عدم التحاق بعض المتخرجين بمناصب عملهم، وكذا عدم استقرار البعض منهم، ذلك أن التحفيز المالي وحده لا يكفي فهناك عوامل أخرى قد تكون مرتبطة بالجانب الاجتماعي ونمط العيش والتي قد يصعب حلها في الوقت الراهن- يضيف بن بوزيد.
ولتفادي هذا النقص وعملا بتعليمات رئيس الجمهورية، أكد الوزير اتخاذ عدة تدابير منها منح أبناء مناطق الجنوب والهضاب العليا العاملين لمدة 5 سنوات بهذه المناطق كطبيب عام، إمكانية الاستفادة من التعليم المتخصص للحصول على شهادة الدراسات المتخصصة في العلوم الطبية شريطة العودة للعمل في الأماكن التي يقطنون بها، وفتح 286 منصبا بيداغوجيا للتعليم المتخصص لصالح الأطباء العامين العاملين بالجنوب والهضاب العليا مستقبلا في الاختصاصات ذات الأولوية كالإنعاش والتخدير و طب النساء والتوليد وطب الأطفال والطب الداخلي، وأخيرا اتفاقيات التوأمة مع مستشفيات الشمال لدعم التغطية الطبية المتخصصة في الجنوب والهضاب. إلياس -ب