قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد أمس الأربعاء، إن هناك مكاسب وفرتها الدولة وجسدتها المحافظة السامية للأمازيغية، مضيفا أن دسترة اللغة الأمازيغية هي تعزيز لدعائم الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء لهذه الأرض وخصوصياتها الجزائرية في كنف الأمن، معتبرا أن الاحتفال بالربيع الأمازيغي مناسبة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية، كما أكد «مسعانا هو الوحدة الوطنية وسلامة الوحدة الترابية».
وأوضح سي الهاشمي عصاد في تدخله خلال ملتقى احتضنته جريدة الجمهورية بوهران، أن المغزى من الاحتفال بالربيع الأمازيغي الذي احتضنته هيئة رئاسية وهي المحافظة السامية للأمازيغية، مناسبة لاستحضار الشعور الوطني وإحياء الشعلة الوطنية وتقاسم القيم العليا ومنها «الأمازيغية للجميع»، وأفاد في هذا السياق «نريد أمازيغية القيم التي تعبر عن الجزائري الأصيل وليس أمازيغية التجريح و التزمت والانغلاق»، وهذا تماشيا وسماحة الدين الإسلامي الذي ينبذ التعصب والفتنة، وأن الرسالة هي زرع هذه القيم في الشباب والأجيال القادمة.
ومن جانب آخر، ركز عصاد على أن المغزى أيضا من الاحتفال بالربيع الأمازيغي هو الاعتراف بالنضال الإيجابي على غرار مجهودات الراحل مولود معمري، الذي بنى قاعدة للمحافظة على الأمازيغية بالعلم والترويج للتراث اللامادي في كل المناطق مما ترجم البعد الوطني للغة الأمازيغية، مردفا أن المحافظة تبنت هذه الفكرة وقامت في 2017 بتنظيم احتفالية مئوية مولود معمري، وتم من خلالها تحقيق مجموعة من المكاسب، منها إعادة طبع كتب مولود معمري وترجمة أعماله من اللغة الفرنسية للغة الأمازيغية، والأهم دبلجة فيلم «العفيون والعصا» للأمازيغية، وهو المشروع الذي، قال عنه بأنه ولد في وهران، التي سيتم فيها «الترويج لهذا العمل الفني في انتظار السعي لدبلجة كل روائع السينما الجزائرية للأمازيغية».
وأكد سي الهاشمي عصاد، أن الدولة سخرت إمكانيات وآليات من أجل تطوير المتغيرات اللسانية في بلادنا وأنه لا يوجد أي إشكال في اعتبار أن «تمازيغت» لغة واحدة ولكن هناك روافد تختلف من منطقة لأخرى مما يزيد من ثراء هذه اللغة، وحسب المتحدث فإن بعض المتغيرات اللسانية مهددة بالاختفاء والاندثار لعدة أسباب، منها هجرة البعض في وقت الاستعمار إلى دول أخرى ومنها دول الجوار، وأن صدمة الإرهاب تركت عدة آثار سلبية أيضا من خلال الهجرة الجماعية للسكان نحو مناطق أكثر أمانا وأساسا المدن الكبرى مما ساهم في التلاشي التدريجي للمنطوق اللساني الأمازيغي لهؤلاء، مشيرا أن هناك عمل ينجز من أجل تطوير لغة جامعة، حيث تعكف المحافظة السامية للأمازيغية على إنجازه رفقة المخابر الجامعية والبحثية، مبرزا أن المحافظة قامت بعمل ميداني كونها مؤسسة تابعة لرئاسة الجمهورية، ولكن يجب تجنيد وإشراك الجامعة والإعلام بشكل قوي من أجل حماية بعض متغيرات اللغة الأمازيغية التي تؤول للزوال، معتبرا أن العمل يجب أن يرتكز على تدوين هذه الأمازيغية وجمعها في إصدارات لحمايتها وترقية المتغيرات اللسانية لها، كما وجه سي الهاشمي عصاد رسالة لكل المواطنين وخاصة الموجودين في المناطق التي لسانها أمازيغي، من أجل تثمين التراث اللساني المحلي قصد القيام بعمل ميداني يساهم في حمايتها وإعادة الاعتبار لها.
وثمن عصاد الموافقة على تنظيم الطبعة الثالثة لجائزة رئيس الجمهورية للغة والأدب الأمازيغي واعتبرها مكسبا في مسار ترقية اللغة الأمازيغية وأن الإعلان عن الولاية التي ستحتضن هذه الدورة سيكون في ماي المقبل، كما كشف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أن هناك مشاريع كبرى وضعت على السكة لتجسيدها، خاصة التكوين، وأنه سيتم تنظيم ملتقى علمي للترويج لفكرة أن التنوع اللساني في الجزائر ثراء، وهذا تزامنا والاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب وأيضا احتضان وهران فعاليات الطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران، حيث سيتم استغلال فرصة تواجد الضيوف من الدول المتوسطية لتعريفهم بأن للجزائر كنوز ثقافية وجغرافية وغنية بعناصر التراث اللامادي التي تفتخر بها وسيتم بالمناسبة تقديم للضيوف إصدارات ذات جودة، وسيتم أيضا استغلال الحضور الإعلامي القوي من أجل توظيف اللغة الأمازيغية في الومضات الإشهارية للتواصل، ودعا عصاد لضرورة مساهمة الجميع في الحدث المتوسطي الكبير الذي ستحتضنه وهران هذه الصائفة، لأنه «يمثل صورة البلاد».
بن ودان خيرة
