* نعمل على تخفيض فاتورة الأدوية بحوالي 45 بالمائة
أكد، أمس الاثنين، عبد الرحمان بن بوزيد، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، على وضع استراتيجية وطنية لإقامة أقطاب طبية والتوجه إلى إنشاء مستشفيات للاستعجالات الطبية المتخصصة، وتغطية احتياجات ولايات الهضاب العليا والجنوب، عملا بتعليمات رئيس الجمهورية، لمسايرة الطب الحديث، مشيرا إلى أن هذا التوجه سيسمح مستقبلا بتخفيف الضغط على المستشفيات وتقليص مدة العلاج إلى حدها الأدنى، مشيرا في هذا الصدد إلى أن نسبة شغل الأسرة بالمستشفيات والعيادات الطبية لا يتجاوز 39 بالمائة، مع تسجيل تفاوت في هذه النسب حسب الكثافة السكانية.
و أشار، الوزير خلال زيارته التفقدية لولاية برج بوعريريج، إلى أن التفرغ من خطر وباء كورونا و ربح معركة مكافحته على مدار العامين الفارطين، بعدما استهلك الكثير من الاهتمام و الجهد والمال، للحفاظ على الاستقرار الصحي وحماية المواطنين من مخاطر العدوى، وبعد تسجيل تحسن في الوضع يتوجه القطاع حسب ما أضاف إلى تجسيد برنامج الاصلاح بتطبيق قرارات الرئيس لإنشاء أقطاب صحية، والتوجه أكثر إلى الاستعجالات المتخصصة، بانجاز مستشفيات جديدة على المستوى الوطني، تتوفر على مختلف التجهيزات والمعدات الطبية و مختلف التخصصات، لتقديم المتابعة والعلاج اللازم على مستوى نفس المؤسسة الاستشفائية، دون عناء إرسال المرضى وتحويلهم إلى مستشفيات أخرى متخصصة أو لإجراء التحاليل والكشف بالأشعة.
وأضاف أن كل هذه الخدمات سيتم توفيرها مجتمعة مستقبلا في مؤسسات استشفائية استعجالية متخصصة، ما يسمح بالتخفيض من فاتورة العلاج وربح الوقت، و تمكين المرضى من العلاج الشامل في وقت وجيز، ومن ذلك تخفيض نسبة شغل الأسرة بالمرافق الصحية، مشيرا في هذا الصدد أن الإشكال الحالي لا يتعلق بتوفير المنشآت الصحية، بقدر ما هي بحاجة إلى ضبط وحسن التسيير، مستدلا بنسبة شغل الأسرة على المستوى الوطني التي لا تتجاوز 39 بالمائة، مع تسجيل فارق وتفاوت في النسب حسب الكثافة السكانية بالمدن الكبرى، والاختلالات في التغطية الصحية بين ولايات الشمال والجنوب، مشيرا إلى وجود مستشفيات ببعض البلديات بطاقة استيعاب بين 60 إلى 120 سريرا، غير أن عدد المرضى بها لا يتجاوز 12 مريضا يوميا.
و أكد الوزير على توجه الاهتمام أيضا لتوفير التغطية الصحية لولايات الجنوب، من خلال التوأمة مع مستشفيات الشمال، على أن تكون فترة زيارة الأطقم الطبية المتخصصة متواصلة ومستمرة وغير منقطعة، كما تم منح الأطباء العامون بمنطقة الجنوب والهضاب العليا الممارسين لمدة خمس سنوات إمكانية التكوين في أي تخصص يرغبون فيه، مقابل ضمان العمل بهذه الولايات لمدة 6 سنوات، كما أشار إلى رفع عدد الناجحين في مسابقات التخصص، للتمكن من تحقيق وفرة تدفعهم إلى التوجه لولايات الجنوب وتغطية الاحتياجات بالمناطق التي تعاني من نقص في التأطير الطبي المتخصص بما في ذلك الولايات الداخلية والشمالية، ناهيك عن عمل الوزارة على رفع أجور الأطباء والأخصائيين وتحسين ظروفهم الاجتماعية في هذه المناطق تشجيعا للاستقرار بها.
وفي نفس السياق أكد الوزير على إيلاء أهمية خاصة لقطاع التكوين الصحي، لتوفير التغطية الصحية الشاملة، في إطار مساعي الدولة لتعزيز و تثمين الموارد البشرية، كاشفا عن تسطير مديرية التكوين عددا من الأهداف لتكثيف وتحسين المستوى من خلال التكوين الأولي و المتواصل و رفع عدد المقاعد البيداغوجية في الشبه الطبي، كما كشف عن تخرج 1500 قابلة خلال السنتين الفارطتين، وتوقع تخرج أكثر من 6 ألاف قابلة خلال الخمس سنوات المقبلة، و تخرج 750 عون تخدير وإنعاش و تعزيزها خلال السنتين القادمتين بـ 2300 عون من مخرجات التكوين، ما يسمح بتغطية جميع الاحتياجات.
أما أعوان شبه الطبي فأشار إلى تخرج 10980 و سيتم تخرج 20 ألف عون خلال السنوات الثلاث القادمة حسب المدة المخصصة للتكوين، بالإضافة إلى تخرج 5500 مساعد تمريض خلال هذه السنة، وتوقع تخرج 12120 مساعدا خلال السنة المقبلة من ممرضين ومشغلي الأجهزة الطبية، وعدم إهمال الجانب المتعلق بتكوين الأساتذة المكونين والمؤطرين، كاشفا عن تخرج 200 أستاذ تكوين شبه طبي خلال العام الفارط.
من جانب آخر كشف الوزير، عن متابعة ملف الأدوية، مشيرا إلى أن الإجراءات المتخذة والدراسة المنجزة ستسمح بتخفيض فاتورة الأدوية بحوالي 40 إلى 45 بالمائة، كاشفا عن تخصيص 1200 مليار سنتيم لتوفير 12 صنفا من الأدوية للمصابين بالأمراض النادرة وحوالي 60 بالمائة من ميزانية الدواء موجهة لمرضى السرطان.
ع/ بوعبدالله
