سجلت نقابات في قطاع التربية الوطنية اهتماما لافتا من قبل تلاميذ الأقسام النهائية بالحضور إلى المؤسسات التعليمية لمتابعة الدروس التي يلقيها الأساتذة، عكس السنوات الماضية، مستغلين الظروف المريحة التي وفرها نظام التدريس بالأفواج للإلمام بما تبقى من البرنامج الدراسي.
أكد الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية جهيد حيرش تسجيل عودة لافتة للطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا إلى الأقسام لمتابعة الدروس الحضورية، خلافا لمواسم ماضية، حيث كان الطالب يغادر المؤسسة مع بداية الفصل الثالث ويتوجه إلى الدروس الخصوصية، في رحلة البحث عن النجاح.
وأوضح الأستاذ حيرش «للنصر» بأن التلاميذ المنضبطين والحريصين على تحقيق النجاح في الامتحانات الرسمية، أظهروا هذه السنة إقبالا على الدروس الحضورية التي تجري بالمؤسسات التعليمية، بعد أن كانوا في سنوات سابقة ينفرون من الأقسام، ويتوجهون إلى الدروس الخصوصية اعتقادا منهم بأنها السبيل الأفضل للفوز بشهادة البكالوريا.
وأفاد المتدخل بأن نظام التدريس الاستثنائي القائم على نظام التفويج سمح بتحسين ظروف الدراسة، لأنه خفف من ظاهرة اكتظاظ الأقسام التي كانت تعاني منها الكثير من المؤسسات التعليمية لا سيما بالمدن الكبرى، لذلك فإن الطالب المترشح لاجتياز شهادة البكالوريا وجد راحته هذه السنة بالمؤسسة التعليمية التابع لها، فأضحى أكثر حرصا على الحضور اليومي لإتمام البرنامج الدراسي، ومعالجة المشاكل أو الصعوبات التي قد تعترضه أثناء المراجعة، وذلك تحت إشراف الأساتذة المدرسين.
ولم ينف المصدر استمرار التغيب عن الأقسام من طرف المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية بهدف متابعة الدروس الخصوصية، لكنه لاحظ بأن الظاهرة التي بلغت مستويات مقلقة في السنوات الأخيرة، أخذت في التراجع نوعا ما، بعد أن تأكد للطلبة استحالة أن تعوض الدروس التي تجري خارج المعايير البيداغوجية تلك التي يقدمها الأساتذة في الأقسام.
وأضاف من جهته رئيس النقابة الجزائرية لثانويات الجزائر زبير روينة، بأن الكثير من الطلبة يبحثون عن بدائل أخرى في التحضير للامتحانات الرسمية، عبر التوجه إلى الدروس الخصوصية التي لا تعتمد على المعايير البيداغوجية في تقديم الدروس وحل التمارين، كما أنها تعود الطالب على نمط معين من المسائل قد لا يصادف ما يشبهها في مواضيع البكالوريا.
وانتقد الأستاذ روينة بشدة الأولياء الذين لا يحرصون على مرافقة أبنائهم خلال هذه الفترة الحساسة من الموسم الدراسي، ويشجعونهم على الدروس الخصوصية لتحقيق النجاح، لأن ذلك سيقضي، حسبه، على روح الانضباط لدى الطالب، مؤكدا بأن الدروس التي تجري في المرائب لا يمكنها أبدا أن تعوض ما يقدمه الأستاذ في القسم.
ويلجأ التلاميذ المتغيبين إلى تقديم شهادات مرضية إذا تجاوزت مدة الغياب شهرا كاملا، وبحسب رئيس نقابة «الكلا» فإن قانون الغيابات الحالي يحتاج إلى مراجعة وتشديد للإجراءات التي ينص عليها، من أجل دفع التلميذ إلى الحضور اليومي إلى غاية اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، مع تسليط عقوبات صارمة على المخالفين لتدابيره، بما يقضي تماما على الظاهرة التي أرقت الأساتذة.
ونبه الأستاذ روينة بالمناسبة التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط، بضرورة التحلي بالانضباط واحترام قوانين المؤسسة التعليمية، فضلا عن تجنب العادات التي قد تفقدهم التركيز خلال إجراء الفروض التي تتم حاليا بمختلف المؤسسات، أو في يوم الامتحان.
كما نصح المتحدث الطلبة بعدم الإفراط في متابعة منصات التواصل الاجتماعي، وتخصيص أغلب الأوقات للمذاكرة والمراجعة، داعيا الأولياء إلى القيام بدور المرافق والمتابع للطالب خارج أسوار المؤسسة التعليمية، لاستكمال مهمة الأساتذة وما يبذلونه من جهود.
لطيفة بلحاج