خرج سكان قالمة، مساء أمس الأحد، في مسيرة صامتة تنديدا بالمجزرة الرهيبة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 18 ألفا من المدنيين العزل، عقب مسيرة سلمية قبل 77 عاما احتفاء بنهاية الحرب العالمية الثانية و مطالبة الاستعمار بالخروج من أرض الوطن و الإقرار باستقلال البلاد.
و قد انطلقت المسيرة من النصب التذكاري الكرمات المخلد، لضحايا المجازر، تتقدمها الكشافة الإسلامية التي كان لها شرف النضال و قيادة مسيرة ذلك اليوم الدامي الذي غير مجرى التاريخ و مهد لحرب تحرير مقدسة، دحرت قوات الاستعمار و كسرت شوكتها بعد ليل طويل استمر 132 عاما.
و مرت المسيرة من نفس المسار الذي اتخذته مسيرة 8 ماي 1945 عبر شارع عنونة ثم باب سكيكدة و ساحة الشهداء، وصولا إلى نهج 8 ماي 1945 و إحدى زوايا شارع أول نوفمبر أين سقط حامد بومعزة، أول شهيد لتلك المجزرة المروعة التي استمرت عدة أشهر مخلفة آلاف القتلى و الجرحى و المفقودين، في واحدة من أبشع المجازر ضد الإنسانية في القرن العشرين. و ارتدت النساء الزي الأسود تعبيرا عن الحزن الذي خيم على المنطقة و مدينة قالمة على وجه الخصوص قبل 77 عاما، و رفع بعض أهالي الضحايا صورا لذويهم الذين أعدموا دون محاكمة مطالبين بالاعتراف و الاعتذار.
و قد شاركت السلطات المدنية و العسكرية في المسيرة تعبيرا عن التضامن مع أهالي الضحايا و تعزيزا للوحدة و الذاكرة الوطنية، التي ستبقى تنير درب الأجيال القادمة حتى لا تنسى ما وقع في تلك الحقبة الدامية من تاريخ الجزائر المليء بالأحداث و المآسي و الانتصارات.
فريد.غ