وجّهت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، تعليمة إلى مدراء التربية للولايات الجنوبية للتنسيق مع الجهات المعنية، بغرض إعادة النظر في الجدول الزمني لتلاميذ المنطقة، بما يتلاءم مع طبيعة الظروف المناخية، رافضة تأجيل الدخول المدرسي بأقصى الجنوب بسبب الحرارة، و على أساس استحالة استئناف الموسم الدراسي عبر مرحلتين.
رفع أولياء التلاميذ لوزيرة التربية الوطنية انشغال سكان الولايات الواقعة في أقصى الجنوب، الذين اشتكوا صعوبة استئناف الدراسة يوم 6 سبتمبر المقبل على غرار كافة باقي الولايات، بدعوى الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، بما يجعل من الصعب على التلاميذ التنقل إلى مؤسساتهم التعليمية لمزاولة الدروس تحت درجات حرارة تفوق الأربعين، وهو المطلب الذي تفهمته الوزيرة، لكنها أبدت رفضا قاطعا لاعتماد تاريخين مختلفين لبداية السنة الدراسية، بدعوى أن ذلك لم يحدث في أي دولة، ولا يساعد على تعزيز اللحمة والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، لكنها اقترحت إحالة هذا الملف على مدراء التربية للولايات الجنوبية لدراسته، ووضع التدابير التي يمكن إدخالها حيز التنفيذ، في حين أصر الأولياء على الوزيرة في اللقاء الأخير الذي جمعهم بها، على ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية في حال إدخال أي تعديل على الجدول الزمني، كتسبيق موعد الالتحاق بالأقسام، وأن يكون ذلك بداية الساعة السابعة صباحا مثلا، وقال السيد علي بن زينة رئيس منظمة أولياء التلاميذ للنصر، بأن تعجيل الالتحاق بالأقسام، يتطلب التنسيق مع المصالح الأمنية، لضمان الحماية التامة للتلاميذ، فضلا عن تسبيق وقت الإطعام المدرسي، وكذا دعم النقل المدرسي وجعل الحافلات تنطلق باتجاه المؤسسات التعليمية في وقت مبكر، وأيّدت هذه المنظمة موقف الوصاية، و اعتبرت أن تأجيل الدخول المدرسي في الجنوب سيؤدي إلى تفاوت ملحوظ في تقدّم الدروس بكيفية يصعب تداركها .
ورحّبت منظمة أولياء التلاميذ بإلغاء الوجبات التي كانت تمنح للتلاميذ يوم الثلاثاء على مستوى المطاعم المدرسية، بحجة أن غالبية المتمدرسين يغادرون الأقسام باتجاه منازلهم على الساعة الحادية عشرة والنصف، وأن الوجبات التي يتم إعدادها لا تذهب لمستحقيها ولا يعرف في ذات الوقت مصيرها، و ذكرت بأن هذا المطلب رفع منذ مدة لوزيرة التربية التي استجابت له أخيرا، وأن الغرض منه منع الفساد والتلاعب بالوجبات الخاصة بالتلاميذ. كما رحبت المنظمة كذلك بفتح المطاعم المدرسية بداية من يوم الأحد المقبل،أي خلال أول يوم من الدراسة، بعد أن كانت العملية تشهد تأخرا لا يقل عن عشرين يوما بعد انطلاق الموسم الدراسي.
ويقترح رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد تأخير الدخول المدرسي بالولايات الجنوبية، وتقليص العطلة الربيعية والشتوية إلى أسبوع واحد فقط، مراعاة لطبيعة الظروف المناخية التي تميز المنطقة، قائلا بأنهم طرحوا هذا الانشغال على الوزيرة التي وعدت بالتكفل به، وانتقد الأولياء عدم إعطاء نورية بن غبريط الأهمية اللازمة للولايات الجنوبية، رغم طبيعة الظروف بها، مقترحين أن يجتمع كافة مسؤولي القطاع بالمناطق الجنوبية لاتخاذ قرارات جماعية فيما يخص تحديد تاريخ الدخول المدرسي وموعد العطل، شريطة اعتماد 32 أسبوعا للدراسة، مثل باقي الولايات، وعلى عكس السيد بن زينة عبر خالد أحمد عن قلقه بسبب إلغاء وجبة يوم الثلاثاء من المطاعم المدرسية، بدعوى أن هذا الإجراء سيسبب إشكالا حقيقيا لمن ليس لديهم وسيلة نقل، داعيا إلى ضرورة تعويض الوجبة بضمان النقل مباشرة بعد خروج التلاميذ من الأقسام.
للإشارة، التحق صباح أمس الثلاثاء، الأساتذة و المعلمون في مختلف الأطوار بمناصبهم عبر التراب الوطني تحسبا للدخول المدرسي 2015 -2016 الأحد المقبل.
لطيفة بلحاج
