أكد متدخلون، أمس ، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، مجمعين أن الصور التي ينقلها العالم الافتراضي عن الحياة المثالية الموجودة في الضفة الأخرى (أوروبا)، هي أحد الأسباب التي تشجع الشباب على الهجرة.
خلال ملتقى وطني موسوم بـ «الحرقة تأشيرة الموت»، نظمه المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحقوق الإنسان بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحقوق الإنسان كمال معاشو ضرورة وضع إطار منظم للبحث عن أسباب هذه الظاهرة وإيجاد حلول سلسة لها وبطريقة هادفة وقانونية.
وطالب المتحدث، بضرورة إيصال رسالة توعية من خلال الإتحاد بين المواطنين والسلطات العمومية، وكذا تسليط الضوء على هذا الموضوع الشائك الذي فقدت بسببه الكثير من العائلات أبناءها، منهم من توفوا ومنهم المفقودون ومن وصلوا ولم يجدوا سبيلا للرجوع.
وأكد الأستاذ بالمعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب والرياضة رفيق فرحاتي، أن الهجرة غير الشرعية أصبحت مبرمجة في أذهان غالبية الشباب منذ زمن بعيد وقد دخلت في قيد التنفيذ في السنوات القليلة الماضية، مرجعا ذلك حسبه إلى عدم فهم الشباب مقاصد المواطنة وكذا عدم زرع ثقافة حب الوطن في أوساط المجتمع والمدرسة.
وأضاف المتحدث، أن التكنولوجيا الحديثة استحوذت على ذهنيات غالبية الشباب من خلال الترويج للعواصم الأوربية وانفتاحها في جميع الميادين وخاصة الحقوق والحريات الفردية، مما تسبب في تحويل طاقة الشاب الإيجابية إلى سلبية.
وكشف سبر أراء أجراه الأستاذ عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال تاريخين متباعدين الأول كان في نوفمبر 2018 والثاني في جوان 2022 ، أن من بين الأسباب التي جعلت من الشباب يغامرون بحياتهم هو نقص الوعي بمخاطر الهجرة و حب الثراء السريع بالإضافة إلى وجود أطراف مجهولة الهوية تعمل على تخريب عقول وصحة الأفراد.
ومن الآليات التي اقترحها الأستاذ للتقليل من هذه الظاهرة، خلق منابر مفتوحة داخل مؤسسات تعليمية وتكوينية وجمعية ودينية يقودها مؤثرون إيجابيون، تنظيم قوافل وحملات تحسيسية ومعارض صور في المساحات العمومية بالمدن التي تنتشر فيها الهجرة عبر قوارب الموت.
وفي نفس السياق ذكرت الناشطة الجمعوية ورئيسة مكتب للمنظمة الوطنية للمجتمع المدني بقسنطينة عديلة عوالي، أنه وبسبب تشعب أسباب الهجرة غير الشرعية تعذر على جل الباحثين الإلمام بهذه الظاهرة وحصر أسبابها في مجال محدد.
وأشارت الأستاذة، إلى أن الهجرة لها أثار واسعة على البلدان والمؤسسات، إضافة لتأثيرها على المهاجر نفسه الذي قد يتعرض للموت خلال رحلته عبر قوارب الموت.
وأكد إمام مسجد سلمان الفارسي بالخروب خالد العابي، أن الشباب في وقتنا الحالي أصبحوا غرقى في عالم افتراضي آخر غير عالمنا لذلك وجب حسبه تصحيحهم وتوجيههم من خلال الخطاب الموجه بغية تقليص نسبة الإقبال على الهجرة غير الشرعية.
لينة دلول