* يجـــــــب الـــــــــعودة الطوعيــــــــة لاحـــــــترام التدابــــــــير الوقائــــــية
أكد خبراء في الصحة أن الوضعية الوبائية الحالية الناجمة عن الانتشار المحدود للمتحور الجديد "BA.5 " في بلادنا، لا تدعو للقلق، مقارنة بالوضع السائد في العديد من بلدان العالم، التي ينتشر فيها ذات الفيروس المتحور عن " أوميكرون " بشكل سريع مخلفا عددا كبيرا من الإصابات.
وفي هذا الصدد أكد البروفيسور كمال جنوحات رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة ورئيس المخبر المركزي لمستشفى رويبة بولاية الجزائر، أن منحنيات الإصابة بهذا المتحور في بلادنا لا تدعو للقلق، بحيث أن عدد المصابين الذين تستدعي حالتهم الصحية الاستشفاء قليل جدا وأغلبهم من كبار السن، مؤكدا بأنه "لا يمكن القول أننا على أعتاب موجة خامسة في ظل وجود بين 2 إلى 3 مرضى في المستشفيات"، كما أن الوضع الوبائي غير خطير ولا يشكل حاليا أي تحد للصحة العمومية سيما إذا وضعنا في عين الاعتبار أن عدد الذين قضوا بسبب هذا الوباء في مدة أربعة أشهر لا يتعدى 3 أشخاص، مقابل المئات يوميا بالبلدان الغربية.
كما أكد البروفيسور جنوحات في تصريح للنصر، أن أعراض الإصابة بالمتحور الجديد، أقل خطورة من تلك التي ارتبطت بانتشار متحور " دلتا " ثم "أوميكرون"، مبرزا أن المصابيين المحتاجين للاستشفاء قليل جدا باعتبار أن الأغلبية يعانون حالة وهن و من صداع وحمى وسعال خفيف، فيما يصاب 30 بالمائة منهم بإسهال.
وأضاف المتحدث " إن ما يجعلنا نقول أن الحالة الوبائية في بلادنا غير خطيرة تعود إلى المنحى التصاعدي الذي يسير ببطء ولا وجود لما يعرف بالمنحى الأُسٍّي الذي يتضاعف خلاله حجم انتشار الفيروس بشكل مضاعف ومقلق".
وفي سياق ذي صلة سجل البروفيسور جنوحات أن هذا المتحور وجد صعوبات كبيرة في تشكيل بؤر عدوى سواء داخل العائلة الواحدة أو داخل المجتمع إذ يمكن أن تجد مصابا واحدا وسط أسرة أو عائلة دون أن ينقل العدوى للآخرين، كما أن حجم انتشار الفيروس أو انتقال العدوى في الشركات الكبرى مثلا قد تراجع من 70 بالمائة بسبب تفشي متحور "أوميكرون " إلى حوالي 5 بالمائة أو أقل في ظل انتشار المتحور الحالي " BA.5".
ويعزو الأخصائي في علم المناعة، الوضع الوبائي الحالي " غير الخطير " في بلادنا إلى المناعة الجماعية التي اكتسبها الجزائريون بسبب تعرض أغلبيتهم للإصابة بفيروس " أوميكرون"، محذرا في ذات الوقت بأن الذين لم يتعرضوا للإصابة بأوميكرون ولم يتلقوا اللقاح أكثر عرضة للإصابة بهذا المتحور الجديد.
كما حذر من أن الفئات الهشة وخاصة كبار السن هم المعرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالمضاعفات الخطيرة والوصول إلى تلقي العلاج المكثف في المستشفيات، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة تجنب اقتراب المصابين بالفيروس من كبار السن وتوفير الحماية والوقاية اللازمة لهم والعودة للالتزام الطوعي بتدابير وإجراءات الوقاية من الفيروس سيما في الأماكن العمومية المغلقة.
وبالنسبة للبروفيسور كمال جنوحات فإنه من غير المؤكد القول بأننا على أعتاب موجة خامسة من فيروس كورونا المستجد.
من جهته دعا الدكتور محمد ملهاق، وهو باحث في علم الفيروسات وبيولوجي سابق في مخابر التحاليل الطبية، في تصريح للنصر، إلى العودة الطوعية لتطبيق واحترام تطبيق التدابير الوقائية، سيما الالتزام بوضع الكمامة في الأماكن العمومية المغلقة وتلقيح الفئات الهشة من المجتمع بجرعة معززة، باعتبار أن هذا المتحور الجديد " BA.5 «يستهدف – كما قال – الفئات الهشة أكثر من غيرها.
وفي تقدير الدكتور ملهاق فإننا نشهد حاليا " بداية موجة خامسة من انتشار فيروس كورونا المستجد"، وهو ما يستدعي – كما أضاف – العودة الطوعية وغير الإجبارية للالتزام بالتدابير الوقائية في ظل وجود " مخاطر الإصابة بكوفيد على المدى الطويل"، وحث بالمناسبة المرضى المزمنين والمسنين الذين مضى على تطعيمهم 6 أشهر إلى الإسراع لتلقي جرعة معززة من اللقاح ضد فيروس كورونا.
من جانبه سجل الدكتور محمد محساس الأخصائي في الأمراض الصدرية، بأن الأعراض التي ظهر بها المتحور الجديد، " BA.5" المتمثلة في حالة الوهن والحمى وآلام الرأس والاضطرابات الهضمية، دون فقدان حاستي الذوق والشم، غير خطيرة ما ترك الكثيرين لا يلجؤون لتشخيص المرض و يعتمدون فقط على بعض العلاجات البسيطة.
ودعا الدكتور محساس في تصريح للنصر إلى ضرورة اللجوء إلى فحص " البي سي آر" لكل شخص تظهر عليه الأعراض المشار إليها باعتبار أننا خارج فترة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية من أجل جمع المعطيات اللازمة عن هذا المرض، وعن حجم انتشاره كي نتجنب كما قال " الذهاب إلى دخول اجتماعي صعب". وشدد الدكتور محساس بدوره الدعوة إلى ضرورة عودة المواطن الطوعية لتطبيق إجراءات وتدابير الوقاية في الأماكن المغلقة، التي ما تزال سارية المفعول قانونيا ولم يتم إلغاؤها، رغم أن المعطيات الموجودة اليوم – كما قال - تؤكد أننا لن نذهب لنفس الأخطار السابقة الناجمة عن تفشي متحور " دلتا " ومتحور " أوميكرون". كما أكد المتحدث أنه لا يوجد الخطر الفردي والصحي بنفس الحجم السابق لتوفر الدولة على وسائل الوقاية والمواجهة، غير أن الحذر – كما قال – يجب أن يبقى مطلوبا. ع.أسابع