ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات المبكرة، أمس، بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ ثمانية أشهر، الأسبوع الماضي، متأثرة بارتفاع الدولار ومخاوف من أن تؤدي الزيادات الحادة في أسعار الفائدة على مستوى العالم إلى ركود والإضرار بالطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 86.32 دولاراً للبرميل ، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 78.95 دولارًا للبرميل.
وتراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر، في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، عقب رفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مجدداً بنسبة لافتة، ليخسر خام برنت نحو 4.8 بالمائة ويبلغ عند التسوية 86.15 دولارا للبرميل، مسجلاً رابع انخفاض أسبوعي على التوالي، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ ديسمبر.
وقال محللون إنه من المتوقع أن يجد النفط الخام بعض الدعم بعد أن عززت روسيا قواتها للحرب على أوكرانيا، ومن المقرر أن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر. فيما تتجه الأنظار إلى ما قد تفعله منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، والتي يطلق عليها اسم أوبك +، عندما يجتمعون في الخامس من أكتوبر المقبل، بعد الاتفاق على خفض الإنتاج بشكل متواضع في اجتماعهم الأخير.
وتبدو مخاوف الركود الاقتصادي أقل تأثيراً على أسعار النفط من الصدمة التي تتعرض لها الأسواق بفعل التصعيد الروسي الأخير لحشد مئات آلاف المقاتلين للحرب في أوكرانيا، وكذلك القلق من وقف الرئيس فلاديمير بوتين بيع النفط حال فرض الغرب سقفاً سعرياً عليه، والتحول الأوروبي للاعتماد على النفط ومشتقاته خاصة الديزل كبديل للغاز الذي قفزت أسعاره إلى مستويات حادة غير مسبوقة بفعل تقليص موسكو إمداداته رداً على العقوبات الغربية بحقها عقب غزو أوكرانيا، فضلاً عن عودة الانتعاش إلى الصين.
وبحسب أكبر بنوك الاستثمار الأمريكية، فإن هذا الانخفاض قد يكون مقدمة لصعود صادم، لا سيما أنّ الطلب على النفط لا يزال قوياً على عكس ما يشاع من تباطؤ الطلب، ما يؤشر إلى ارتفاع للأسعار بين 95 دولاراً للبرميل و125 دولاراً بنهاية 2022.
وتوقع بنك مورغان ستانلي الاستثماري الأميركي أن يرتفع سعر خام برنت في لندن إلى 95 دولاراً للبرميل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، وهو أدنى مستوى للأسعار مقارنة مع بنكي «جيه بي مورغان»، الذي رجح وصول السعر إلى 101 دولار للبرميل، وبنك «غولدمان ساكس» الذي توقع بلوغ مستوى 125 دولاراً للبرميل، مقتربا من ذروة الأسعار التي سجلها الخام بعد أيام من اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا نهاية فبراير الماضي. وتربك هذه المستويات حسابات الكثير من الدول المستهلكة الكبرى، التي راهنت على التباطؤ العالمي لملء خزاناتها من جديد على غرار ما حدث خلال فترة تهاوي الأسعار إبان ذروة جائحة فيروس كورونا.
وانخفض النفط الخام أكثر من 20 بالمائة في الربع الثالث، وسط انتشار المخاوف الاقتصادية الكلية، ورفع البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، ما أدى إلى صعود الدولار إلى مستوى قياسي، وتسبب في رياح معاكسة للسلع.
ووفق وكالة الطاقة الدولية، فإنّه من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار مليوني برميل يومياً في 2022 وحوالي 2.1 مليون برميل يومياً العام المقبل. كما لا تزال أوبك ترى في أحدث توقعاتها أن النمو الاقتصادي العالمي سيظل قوياً عند 3.1 بالمائة هذا العام و3.1 بالمائة أخرى العام المقبل، مما يشير إلى أن المنظمة لا تزال تتوقع نمواً صحياً للطلب على النفط على الرغم من مخاوف السوق من الركود.
ع س