أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس بأن قطاع التربية شهد عدة مستجدات هذا الموسم، بعد أن تمكن بنجاح من تجاوز جائحة كورونا، ليدخل مرحلة تحقيق مدرسة الجودة، والارتقاء بالمنظومة التربوية وتحسين أدائها، تنفيذا لمخطط عمل الحكومة.
وأفاد بلعابد في رسالة وجهها لأساتذة الأطوار التعليمية الثلاثة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمعلم، بأنه في ظل انفراج الوضع الصحي والعودة إلى نظام العمل العادي للتدريس، والخروج من النظام الاستثنائي الذي دام سنتين، أقر القطاع عدة تدابير جديدة مع الدخول المدرسي لهذه السنة، من شأنها المساهمة في الارتقاء بالمنظومة التربوية وتحسين أدائها.
واعتبر وزير التربية بأن إدراج مادة اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة ابتدائي، وتوظيف ما يزيد عن 5 آلاف أستاذ تأطير الأقسام المعنية بها، يعد من بين أهم المستجدات التي عرفها قطاع التربية خلال هذا الموسم الدراسي، مذكرا بأن الأساتذة المكلفين بتلقين هذه المادة تم توظيفهم بصيغة التعاقد.
كما عرفت السنة الدراسية الجارية يضيف المصدر، استحداث شعبة الفنون بخياراتها الأربع، وفتح ثانوية وطنية لاستقطاب الراغبين في هذا التخصص، فضلا عن تجسيد إجراءات غير مسبوقة لتخفيف وزن المحفظة في المرحلة الابتدائية، باعتماد النسخة الثانية للكتاب المدرسي، وتوفير خزانات وأدراج لحفظها.
وعاد الوزير إلى القرار المتعلق بتزويد أزيد من 1600 ابتدائية عبر مختلف أنحاء الوطن بلوحات رقمية، في انتظار تعميم العملية تدريجيا على كافة المؤسسات، بهدف الرقي بالمدرسة الجزائرية وتلبية تطلعات المواطنين، والوصول إلى مدرسة الجودة، عبر المساهمة الفعالة للأساتذة في تحقيق الأهداف والبرامج المسطرة.
وذكر المصدر بجملة الإجراءات المتخذة لتحسين الظروف المهنية والاجتماعية للأساتذة، من بينها إعادة النظر في القانون الأساسي الخاص بإشراك المنظمات النقابية المعتمدة، وكذا قرار مراجعة مرتبات المعلمين بداية من سنة 2023، الذي أعلن عنه مؤخرا رئيس الجمهورية في لقائه بالولاة.
وأضاف بلعابد بأن السلطات العليا للبلاد وضعت العناية بالمعلمين على رأس أولوياتها، وكذا ضمن عملية الإصلاح التي تشكل إحدى محاور مخطط عمل الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية، الذي شدد على ضرورة الوقوف على مسافة متساوية بين المصلحة التربوية والبيداغوجية، والمصلحة الاجتماعية المهنية لموظفي القطاع.
وأوضح المتدخل بأن تحقيق هذا الهدف الأسمى، يتم من خلال تحسين ظروف عمل الأساتذة ومراجعة رواتبهم، تعزيزا لمكانتهم في المجتمع، وكذا الارتقاء بمستوى مهارتهم تربويا وتقنيا، لتمكينهم من مواكبة التغيرات المتتالية في مجالات العلوم والتربوية والمعلوماتية والتعليم الرقمي.
كما شملت العناية بالمعلم يقول الوزير، توفير العدد الكافي من الأساتذة لتأطير أزيد من 10 مليون تلميذ في الأطوار الثلاثة، فضلا عن تحسين مهنة التدريس وتوفير بيئة مدرسية آمنة ومحفزة، عن طريق توفير الموارد البيداغوجية من دعائم أكاديمية ومذكرات وأدلة، وضمان التكوين البيداغوجي المسبق والتحضيري وأثناء الخدمة، تكملة لتكوينهم في المدارس العليا والجامعات.
كما خصص القطاع أزيد من 36 ألف منصب مالي بعنوان 2022 للترقية إلى رتبتي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون للمراحل التعليمية الثلاثة، مع دراسة وإثراء مشروع القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة للقطاع، بتنظيم سلسلة جلسات مع مختلف النقابات المعتمدة، تم تمديدها مؤخرا لتعميق التفكير حول المشروع وإعطائه فرص النجاح.
وأفاد بلعابد بأن الاحتفال باليوم العالمي للمعلم تحت شعار «التحول في التربية يبدأ من المعلمين»، يؤكد التحديات المطروحة للارتقاء بالممارسات المهنية للمعلمين، بهدف تعزيز مهنة التدريس وتطويرها وفق ما جاء في مخطط عمل الحكومة، بعضها تم تجسيده في بداية هذا الموسم.
لطيفة/ب
