وقّعت الجزائر والصين على خطة جديدة للتعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين والتي تمتد إلى غاية سنة 2026، حيث تعد الخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل منذ إقامة علاقة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر في عام 2014. وتهدف إلى مواصلة تكثيف التواصل والتعاون بين الجزائر والصين، في كافة المجالات، إضافة إلى تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين.
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية في بيان، أمس، التوقيع على خطة جديدة للتعاون الاستراتيجي الشامل بين الجزائر والصين الشعبية والتي تمتد إلى غاية سنة 2026، وحسب ذات المصدر، فقد أعلن كل من وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، مستشار الدولة، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، وانغ يي، بشكل مشترك، عن التوقيع على “الخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل بين الجزائر والصين للسنوات 2022-2026.
وتعتبر هذه الخطة، حسب نفس المصدر “الثانية من نوعها في مجال التعاون الاستراتيجي الشامل التي تم التوقيع عليها بين البلدين منذ إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة” بين الجزائر والصين. وأوضح ذات البيان أن هذه الخطة تهدف إلى “مواصلة تكثيف التواصل والتعاون بين الجزائر والصين، في كافة المجالات بما فيها الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء والصحة والتواصل الإنساني والثقافي، إضافة إلى تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين”.
ويعتزم الطرفان انتهاز فرصة تنفيذ هذه الخطة الخماسية “لتعميق التعاون العملي بينهما في كافة المجالات، بما يضمن استمرار إثراء مقومات علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، ويعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الصديقين”.
وكانت بكين قد أكدت رغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية مع الجزائر في عديد المجالات، حيث ذكر مسؤول في السفارة الصينية بالجزائر، أن بلاده تولي «اهتماما كبيرا» لتطوير العلاقات مع الجزائر, مذكرا بالتقدم الكبير الذي أحرز خلال السنوات الأخيرة بين البلدين في شتى مجالات التعاون. وذكر القائم بأعمال سفارة الصين بالجزائر, السيد كيان جين, خلال مداخلته بمناسبة إحياء الذكرى ال73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، شهر سبتمبر الماضين أن «الصين تولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات مع الجزائر, حيث طورت الصين والجزائر في سنة 2022 صداقتهما التقليدية بشكل اكبر, و عززتا تضامنهما و تعاونهما وبالتالي تحقيق تطور جديد هام في علاقاتنا الثنائية».
وأعلن الدبلوماسي الصيني، عن التوقيع المقبل على المخطط الخماسي للتعاون الاستراتيجي الشامل, ومخطط العمل الخاص بالمشاركة في إقامة مبادرة «الحزام والطريق» والمخطط الثلاثي للتعاون في مجالات هامة. مشيرا إلى حصيلة تعاون «براغماتي ومثمر» بين البلدين, مشيرا خاصة إلى برقيات التهنئة التي وجهها قادة الصين وفي مقدمتهم الرئيس, شي جين بينغ, بمناسبة الذكرى ال60 لاستقلال الجزائر.
كما ذكر بمشاركة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, عبر تقنية التناظر المرئي عن بعد, في الحوار رفيع المستوى للتنمية العالمية الذي نظمته الصين و كذا مشاركة الجزائر أيضا بصفتها عضوا هاما في مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية. أعرب الدبلوماسي الصيني عن ارتياحه للتعاون الثنائي سيما في مجال الصحة عبر إنتاج اللقاحات مع مجمع صيدال وإنجاز المنشآت القاعدية والطاقة والمناجم. وكشف بأن الجزائر ستكون ضيف شرف الطبعة ال29 للمعرض الدولي للكتاب ببكين.
كما رحبت الصين بانضمام الجزائر إلى عائلة البريكس، حيث أعلن وزير الخارجية الصيني عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, على هامش الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة, أن «الصين تدعم الجزائر في دورها في الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية وفي إنجاح القمة العربية المرتقبة في الجزائر, وترحب بانضمام الجزائر لعائلة البريكس». كما أوضح رئيس الدبلوماسية الصينية من جانب أخر, أن بلاده «على استعداد للعمل مع الجزائر من أجل لعب دور بناء في تحقيق السلام والتنمية
العالمية».
ع سمير