أعلن رئيس الاتحادية الوطنية لأولياء التلاميذ سعدي حميد أمس عن التحضير لحملة جديدة لتأمين المحيط المدرسي وفئة التلاميذ من المخاطر التي تهدد صحتهم النفسية والجسدية، عبر إشراك القطاعات المعنية لمحاربة الشبكات الإجرامية التي تستهدف القصر.
ودعا المصدر في تصريح «للنصر» إلى ضرورة تنسيق الجهود بين جميع التنظيمات الممثلة لأولياء التلاميذ، إلى جانب وزارات التربية والتضامن والصحة وكذا مصالح الأمن، لتأمين المتمدرسين من الجرائم الإلكترونية، إلى جانب تفعيل دور المحيط الأسري، الذي يعد المسؤول الأول عن سلامة الطفل.
وأعلن المتدخل عن التحضير لإطلاق حملة تحسيسية واسعة لفائدة الآباء بخصوص التهديدات الناجمة عن الاستعمال المفرط وغير المؤطر للوسائل التكنولوجية، قائلا إن الوضع يفرض على الجميع التحلي بالحيطة والحذر اتجاه الظواهر التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة، ومصير المجتمع بأسره.
وحمل رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ الآباء مسؤولية مرافقة الأبناء القصر لحمايتهم من الاستغلال من قبل الشبكات التي تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا إن التنظيم يدق ناقوس الخطر بسبب انتشار بعض الظواهر السلبية التي قد تتحول إلى تهديدات فعلية في حال عدم تكاتف الجهود لمواجهتها.
وأكد المصدر بأن الطفل ليس بمأمن عن المخاطر الناجمة عن استعمال الوسائل التكنولوجية، بسبب سهولة استدراجه من قبل الشبكات الإجرامية، مما يستدعي من الآباء الانتباه والمتابعة المستمرة للأبناء القصر، وعدم رمي كل المسؤولية على المؤسسة التعليمية، لأن المرافقة خارج المحيط المدرسي تقع على عاتق الأسرة.
وحث السيد سعدي حميد جمعيات أولياء التلاميذ على النزول إلى الميدان، والعمل في إطار من التعاون والانسجام لحماية فئة المتمدرسين من كافة المخاطر والتهديدات التي قد تواجههم، عبر تحسيس الآباء بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بهدف إبعاد المؤسسة التعليمية عن كل ما من شأنه أن يزعزع استقرارها، أو يتلاعب بمصير الأجيال القادمة.
وثمن المتدخل الجهود التي قام بها عناصر الأمن الذين تمكنوا في ظرف قياسي من إحباط الجريمة التي استهدفت أطفالا في الطور الابتدائي، عبر استدراج تلاميذ في المستوى الابتدائي من قبل أفراد العصابة بواسطة منصات التواصل الاجتماعي لأغراض غير أخلاقية، مضيفا أنه لو لم تتفطن الجهات الأمنية المختصة في رصد الجرائم الإلكترونية للجريمة قبل أن تقع، لحدثت الكارثة.
ودعا رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ الآباء إلى رصد تصرفات الأبناء وتتبع سلوكاتهم بصفة يومية، لا سيما وأن استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة أصبحت بمثابة إدمان بالنسبة للكثير من الأطفال في سن التمدرس، مؤكدا بأن الشبكات الإجرامية تستعمل في كل مرة طرقا جديدة لاستدراج القصر، على غرار لعبة الحوت الأزرق التي أدت إلى حوادث مأساوية.
وشدد المتحدث على أهمية الالتفاف حول جمعيات أولياء التلاميذ، لتأطير الجهود والأنشطة الرامية إلى حماية المدرسة والتلميذ من شتى أشكال التهديدات، موضحا بأن الكثير من الآباء يقصدون جمعيات أولياء التلاميذ إلا في حال واجهتهم مشاكل مع إدارة المؤسسة التعليمية.
وأضافت من جهتها ممثلة الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ فتيحة باشا في اتصال معها بأن تأمين التلاميذ من المخاطر المحدقة بهم هي مسؤولية الجميع، لا سيما الأولياء، في وقت أصبح المجتمع يواجه الكثير من التحديات، قائلة إن التحرك الميداني يعد أمرا ضروريا لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأوضحت السيدة باشا بأن الجمعية التي تنتمي إليها نظمت عديد الندوات للتحسيس بما يجب القيام به لحماية التلاميذ من المخاطر الإلكترونية والحفاظ على حقوق الطفل، وهي تستعد لإطلاق مبادرات جديدة للقضاء على جميع الظواهر السلبية التي تهدد المؤسسة التعليمية.
وتعد الوسائل التكنولوجية الحديثة سلاحا ذي حدين وفق المتحدثة، وعلى الأولياء مساعدة الأبناء على الاستفادة من جوانبها الإيجابية، مقترحة أيضا على السلطات المخولة حجب المواقع المشبوهة، مع الردع الصارم ضد كل من يسعى إلى المساس بمبادئ المجتمع وقيمه
الأخلاقية. لطيفة بلحاج
