أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني عبد الرحمان حمزاوي أمس، أن الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، عرفت تجربة ديمقراطية وتنموية رائدة أساسها انتقال سياسي سلس وواعي نابع من الإرادة الشعبية والمبادئ الدستورية، جنب البلاد منعرجا خطيرا، حيث حققت البلاد خلال ثلاث سنوات طفرة اقتصادية مؤسسة على تثمين القدرات الوطنية وتحرير المبادرات الإبداعية والطاقات الشبانية، وهذه التجربة أضحت نموذجا يحتذى به ويحظى بإشادة الهيئات الدولية التي طالما نوهت عبر تقاريرها بالنتائج الإيجابية للسياسة الحكيمة للجزائر.
وأوضح حمزاوي في كلمته التي ألقاها بمناسبة لقاء جهوي للمجتمع المدني احتضنته قاعة سينما المغرب بوهران، تحت شعار "المجتمع المدني دعامة لمسيرة الإصلاح و النماء"، أن هذا الموعد "جاء متزامنا مع الذكرى الثالثة لانتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، وهذا بعد حراك تاريخي طالب بالتغيير والإصلاح، فوضع الشعب ثقته في برنامجه الذي تضمن 54 تعهدا من أجل رؤية جزائر مهابة دوليا، متماسكة وقوية داخليا، في ظل العدالة والديمقراطية وتكريس القانون والحريات، فلقد التف الشعب والمجتمع المدني ومختلف القوى الحية في البلاد، حول رؤية إستراتيجية أهم محاورها استعادة الشعب لثقته في دولته وضمان استقرارها ومستقبلها مع استعادة هيبة الدولة من خلال الاستجابة للتطلعات العميقة والمشروعة للشعب نحو التغيير"، و ثمن حمزاوي الإنجازات المحققة في مسيرة الجزائر الجديدة، التي "استرجعت مكانتها ودورها على الصعيد الدولي بحركية دبلوماسية مميزة أسست لها بقوة استقرارها وأمنها التي ضمنها تلاحم بين الشعب وجيشه الشعبي الوطني، وتضامن منقطع النظير بين أبناء الشعب في أحلك الأزمات والكوارث، وكذا تسيير حكيم ورشيد يحسن من أداء مؤسسات الدولة والخدمة العمومية من يوم إلى آخر، وإنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية".
وقال رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، إن "الجزائر استكملت بناءها المؤسساتي وكرست أخلقة الحياة العامة ومكافحة الفساد و استقلالية العدالة، و ارتسمت عليها معالم الجزائر الجديدة في سنة 2022 من خلال تجسيد التزامات رئيس الجمهورية، في جو التشاور والتوافق بين جميع الشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، حول القضايا الوطنية المهمة و مختلف التحديات الراهنة، رغم آثار جائحة كورونا والمناخ الجيوسياسي و الاقتصادي المتأزم والصعب".
و أشاد حمزاوي بالمؤسسات الدستورية التي تعززت، مثلما أفاد، بالعديد من الهيئات لاسيما المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب، مما "خلق ديناميكية جديدة في المجتمع والمؤسسات، وجعل المواطن في صلب الأولويات وعليه تم تدعيم الطابع الاجتماعي للدولة من خلال التدابير الكفيلة بدعم القدرة الشرائية للمواطن، رغم الظرف الاقتصادي الصعب الذي أفرزته تداعيات الأزمة الصحية العالمية".
و أردف حمزاوي، أن هذا اللقاء ينعقد أيضا تزامنا و الذكرى 62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، وهي "المحطة التاريخية الهامة التي أثبت فيها الشعب الجزائري للعالم تلاحمه وإصراره على استعادة سيادته، وهو اليوم الذي جاء بعد كفاح ونضال مرير وبطولي للشعب الجزائري الذي دفع أغلى ثمن من أجل الحرية"، مبرزا أن تجمع فعاليات المجتمع المدني من ولايات الغرب الجزائري، هو فرصة لتعزيز العلاقة بين الاعتزاز بالذاكرة الوطنية وواقع الإنجازات والمكتسبات المحققة في ظل الجزائر الجديدة، وهو مناسبة أيضا لإبراز دور المجتمع المدني في تثمينها وترقية الوعي المجتمعي والوطني إزاء رهانات المستقبل.
و اعتبر حمزاوي أن المجتمع المدني الذي "أضحى دوره مهما في تعزيز القيم الوطنية و في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة، هو اليوم متكامل مع السلطات العمومية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وأن المجتمع المدني لايزال في المقدمة وحاضرا دوما في كل المحطات المهمة للبلاد"، و أن لقاء أمس هو رد حسب حمزاوي على من يريدون أن ينقصوا من همة النشطاء الجمعاويين، وأن يجعلوا منه مسألة فرعية.
يذكر أن لقاء أمس للمجتمع المدني الذي جمع ولايات الجهة الغربية، هو بداية للقاءات جهوية أخرى عبر كل ربوع الوطن، وحضر اللقاء أمس ممثلون عن المجلس الأعلى للشباب ومندوب وسيط الجمهورية وفعاليات المجتمع المدني من عدة ولايات. بن ودان خيرة
