سطر مركب سيدار الحجار للحديد والصلب بعنابة، برنامجا لتصدير 230 ألف طن من الحديد المسطح، نحو الخارج خلال العام الجاري 2023 ورفع حجم الصادرات بعد تسجيل عمليات تصدير خلال العام الماضي بنحو 172 ألف طن، دون احتساب الإنتاج الذي سيوجه للسوق الوطنية من حديد البناء والمشتقات الأخرى.
واستنادا لخلية الاتصال بمركب سيدار الحجار، فإنه و على الرغم من المشاكل التي واجهت المركب السنة المنقضية، والمتعلقة بالتأخر في توريد الفحم الحجري «الكوك» والمواد واسعة الاستهلاك، وكذا التوقفات بعد الانقطاعات المختلفة في إمدادات المياه الخام للمركب، فقد تمكنت سيدار الحجار من تصدير 172 ألف طن، من الصفائح واللفائف المدرفلة على الساخن وعلى البارد، الدفعات الأولى وجهت لكل من إيطاليا، و النيجر بمجموع 27 ألف طن، بالإضافة إلى المنتجات نصف المصنعة، منها البالطات وحديد الزهر المقولب والمكسر، قدرت بـ 45 ألف طن وجهت إلى إيطاليا وتركيا ومصر، وكذا المنتجات الأخرى كالخبت الحبيبي بكمية 98 ألف طن صدرت إلى فرنسا وهولندا.
ويقوم مركب الحجار بتوجيه إنتاجه من حديد الخرسانة (حديد البناء) للسوق الوطنية، حيث لا يقوم بتسويق هذا النوع من المواد الطويلة المنتجة بالمركب إلى الخارج، وأولويته تلبية حاجيات السوق الوطنية من المنتجات الطويلة المستخدمة في البناء، و يتركز تصديره على اللفائف الحديدية والأسطوانات، التي تدخل في تصنيع قطع الغيار وهياكل السيارات، ومختلف الصناعات التحويلية التي تعتمد على الحديد.
و وفقا لمصادرنا فإن التوجه إلى إنتاج الحديد المسطح وتصديره كلفائف يرجع للطلب الكبير عليه من قبل الزبائن، و تتكفل سلسلة الإنتاج بنحو 70 بالمائة من المواد المسطحة، مقابل 30 بالمائة لحديد البناء. ونتيجة الركود الذي عرفه سوق حديد الخرسانة سنة 2020 واجه المركب مشاكل في تسويق المنتجات الطويلة الموجهة للبناء على المستوى المحلي، بسبب ارتفاع تكلفته، وعزوف المتعاملين المحليين على شرائه لغلاء ثمنه مقارنة بالحديد المستورد. ومع ارتفاع سعر مادة الحديد في السوق الدولية وتقلص حجم الاستهلاك المحلي، بسبب الانكماش الاقتصادي الناجم عن أزمة الوباء، قفز سعر حديد الخرسانة إلى أكثر من الضعف، ما جعل مركب الحجار يحقق مكاسب إضافية من ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب على منتجاته، مقابل توجيه جزء كبير من الإنتاج الوطني بمركبي بلارة وبطيوة من حديد الخرسانة إلى التصدير.
ويشهد مركب سيدار الحجار في الأشهر الأخيرة، عدة زيارات علمية وبيداغوجية من قبل طلبة من عدة جامعات جزائرية، منها باتنة و قسنطينة و الطارف، قاموا بزيارة وحدات الفرن العالي، والمفولذة الأوكسجينية رقم 2 ورشات للميكانيك، و ورشتي الدرفلة على الساخن والدرفلة على البارد، و المخبر المركزي لوحدة الأنابيب غير الملحمة.
حسين دريدح