أبدت شركات ايطالية استعدادها لإقامة مشاريع هامة بالجزائر، وهي الرغبة التي أعلنها الرئيس المدير العام لمجمع “أدلر” الإيطالي باولو سكودييري، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر. حيث أكد باولو سكودييري رغبة المجمّع في تجسيد “مشاريع كبيرة في الجزائر”، مشيرا إلى استعداده للاستثمار في تصنيع قطع غيار مختلف أنواع السيارات، إلى جانب صناعة النسيج.
تباحث وزير الصناعة، أحمد زغدار, الاثنين, مع الرئيس المدير العام لمجمع « أدلر» الإيطالي, باولو سكودييري, الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر مرفوقا بخبراء من المجمع, أفاق التعاون الصناعي وتحديد فرص الاستثمار والشراكة، حيث استهل السيد زغدار هذا اللقاء الذي جرى بمقر الوزارة, بعرض أبرز ما جاء في المنظومة الجديدة للاستثمار من تسهيلات ومزايا للمستثمرين المحليين والأجانب.
و في هذا الصدد, نوه الوزير بالإمكانيات والمؤهلات الطبيعية و الجغرافية و الاقتصادية والبشرية الضخمة التي تزخر بها الجزائر والتي تمكنها من استقطاب أكبر المشاريع لتلبية احتياجات السوق المحلية والتوجه نحو التصدير للأسواق العربية والإفريقية.
كما أبرز رغبة الجزائر في إقامة شراكات مع الايطاليين في عديد المجالات الصناعية و الفلاحية و الطاقوية. وبالنسبة للقطاع الصناعي، أشار الوزير إلى الصناعات الغذائية، النسيجية والميكانيكية، التي تشكل فرصا للشراكة المثمرة للجانبين، وفق مبدأ رابح-رابح. من جانبه، أبدى السيد سكودييري رغبة المجمع الايطالي في «تجسيد مشاريع كبيرة في الجزائر ببعدها الإفريقي»، مشيرا إلى أن زيارته إلى الجزائر جاءت «لتحديد المشروع أو المشاريع التي يمكن أن تكون محل شراكة مربحة للجانبين الجزائري والإيطالي، كمرحلة أولى في قطاع غيار الميكانيك لمختلف أنواع السيارات، وبمرافقة تكنولوجية إلى جانب صناعة النسيج». ويمتلك مجمع «ادلر» 100 شركة عبر 34 دولة في العالم، ويشتغل في قطاعات السيارات، الصناعات الكيماوية، الطاقة، قطاع الطيران، والصناعات الغذائية.
وتأتي زيارة الوفد الاقتصادي الايطالي إلى الجزائر، في سياق الديناميكية القوية التي تشهدها العلاقات بين البلدين والتي ستشهد دفعة قوية مع الزيارة المرتقبة لرئيسة الوزراء الايطالية، جيورجيا ميلوني، إلى الجزائر، والتي ستسمح بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إضافة إلى الحركية الاستثمارية التي شهدت تطورا لافتا بعد التوقيع على اتفاقية لإقامة أول مصنع لصناعة السيارات بالجزائر تحت علامة «فيات» الايطالية».
ومن المنتظر أن يدخل مصنع سيارات «فيات» في مرحلة التصنيع خلال العام الحالي بمعدل 10 سيارات كل ساعة، ما سيعادل 60 ألف سيارة في السنة في مرحلة أولى. وسيتم رفع قدرة الإنتاج بشكل سريع لتبلغ 15 سيارة في الساعة ما يعادل 90 ألف سيارة في السنة. ومن المرتقب أن يتم الإعلان في الفترة القادمة عن تفاصيل إضافية تتعلق بخطوط الإنتاج ونسبة الإدماج المحلي. وتؤكد الزيارات المرتقبة لمسؤولين ايطاليين ورجال أعمال وأصحاب شركات كبرى إلى الجزائر، وجود مؤشرات واضحة لجدية الشراكة الاقتصادية الجزائرية الإيطالية، التي بدأت تتجسد بخطوات فعلية على أرض الواقع في عدة مجالات، في ظل علاقات سياسية بين البلدين بلغت مستوى غير مسبوق من التقارب والقوة والكثافة. ع سمير
