أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، على أهمية إطلاق مشاريع في مجال البنية التحتية ومنها ما تعلق بخطوط السكة الحديدية والتي اعتبروها من الأولويات لتحقيق معدلات نمو مرتفعة وخلق ديناميكية اقتصادية، ونوهوا في هذا السياق بالمشاريع المقررة في هذا المجال، و من جانب آخر، أشاروا إلى إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح، سيما في ظل التدابير و التسهيلات التي وفرتها الدولة لفائدة الفلاحين، و أبرزوا في السياق ذاته، أهمية تحقيق الأمن الغذائي، من خلال رفع قدرات الإنتاج الوطني، باستغلال كل الإمكانيات المتاحة وإدخال التقنيات الحديثة.
وأوضح الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة في تصريح للنصر، أمس، أن خطوط السكك الحديدية، تعتبر من البنية التحتية التي يحتاجها كل اقتصاد في العالم لما توفره من هدف ربط النشاطات الاقتصادية مع بعضها البعض وتوزيع المنتوجات وكذلك انتقال الأشخاص، الشيء الذي يعمل على تقليل التكلفة من جهة وكذلك ربح الوقت، مضيفا في السياق ذاته، أن الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال تمثل للجزائر مكسبا، كون أن هذه الخبرات، تعمل على نقل التكنولوجيا والإدارة السهلة والمرنة لهذه الخطوط من أجل بناء قاعدة اقتصادية ترتكز عليها النشاطات الاقتصادية، ومنها الصناعة والتجارة والخدمات والسياحة وغيرها.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن مد السكك الحديدية أولوية قصوى، من أجل ربط جميع مناطق الوطن، بحيث يكون هناك تنوع في النشاط الاقتصادي و وصول السلع لمختلف المناطق وتسهيل النقل للمتعاملين الاقتصاديين.
ونوه البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة، بإطلاق العديد من المشاريع في هذا الخصوص وهو ما يأتي بالفائدة على صناعات أخرى ومنها صناعة الحديد وكل المواد التي تدخل في صناعة السكك الحديدية.
ومن جانب آخر، أشار الخبير الاقتصادي ، إلى إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح في غضون الأشهر القادمة، مضيفا أن نزول الأمطار يساهم في زيادة المحصول الزراعي، أضف إلى ذلك الإجراءات و التسهيلات التي وفرتها الدولة لفائدة الفلاحين، وهو ما يبشر بموسم فلاحي ناجح.
وعلى صعيد آخر، يرى الخبير الاقتصادي، أن المؤشرات الإيجابية المتوقع تحقيقها هذه السنة هي نتيجة للمجهودات التي بذلت العام الماضي، حيث تم تحقيق عدة نتائج إيجابية كلها تعمل على تحقيق الغاية المنشودة والمتعلقة برفع القدرة الشرائية للمواطن وتوفير جميع السلع والخدمات التي يحتاجها وبأسعار تتناسب مع مداخيله.
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد الحيدوسي في تصريح للنصر، أمس، أن قطاع الأشغال العمومية والبنية التحتية، يعتبر من القطاعات المهمة والاستراتيجية لأي إقلاع اقتصادي تريده أي دولة، لافتا إلى أن المراحل الأولى للتنمية الاقتصادية للدول، مرت عبر إنشاء بنيتها التحتية وعلى رأسها السكة الحديدية ومنها التجربة الأمريكية، حيث كانت السكة الحديدية نقطة تحول في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرز الخبير الاقتصادي، أهمية إقامة مشاريع في البنية التحتية والربط بالسكة الحديدية في الجزائر، بهدف تطوير و تحقيق معدلات نمو مرتفعة و من أجل الاستغلال الأمثل للإمكانيات والموارد المتاحة على المستوى الوطني، خاصة مع اتساع الرقعة الجغرافية.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن الوصول إلى ربط وطني شامل بالسكك الحديدية و وصل الشمال بالجنوب، سيزيد التلاحم الاجتماعي والترابط بين مختلف جهات الوطن ومن الناحية الاقتصادية، يسهم في خلق ديناميكية اقتصادية.
ومن جهة أخرى، أشار الدكتور أحمد الحيدوسي، إلى أهمية تحقيق الأمن الغذائي، من خلال رفع قدرات الإنتاج الوطني باستغلال كل الإمكانيات المتاحة وإدخال تقنيات حديثة، سواء على مستوى نوعية البذور أو طريقة الحرث باستعمال المكننة واستعمال الأسمدة.
وللتذكير، أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء الثلاثاء الماضي، بالإسراع في إنشاء شركة مختلطة لصناعة السكك الحديدية بالتعاون مع الخبرات الأجنبية المتخصصة في هذا المجال وذات السمعة العالمية بهدف الوصول إلى ربط وطني شامل بالسكك الحديدية ووصل الشمال بالجنوب وتسهيل النقل للمتعاملين الاقتصاديين.
كما شدد رئيس الجمهورية، على أن يكون مدّ السكك الحديدية أولوية قصوى، لا سيما على امتداد ورقلة ـ تمنراست، غرداية ـ المنيعة، وغار اجبيلات ـ بشار، نظرا للأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لهذه المحاور.
وبخصوص قطاع الفلاحة، وجه السيد الرئيس، الحكومة بمضاعفة المجهودات لزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية خاصة القمح ورفع نسبة إنتاجه في الهكتار الواحد إلى 30 قنطارا، بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي في هذه المادة الاستراتيجية، بأقرب وقت على اعتبار أن كل الظروف مهيأة لبلوغ الهدف هذا الموسم.
مراد - ح