أكد المشاركون في الندوة التاريخية التي نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة حول نضالات عبد الكريم الخطابي، مؤسس جمهورية الريف بالمغرب، أن الخيانة متجذرة لدى النظام المخزني الذي يقوم على أساس الرشوة و خدمة مصالح الأجانب.
وتأتي هذه الندوة التي نظمها المعهد بمناسبة الذكرى 60 لوفاة الخطابي، لتسليط الضوء على نضالات هذا الرجل الثائر في منطقة الريف بالمغرب والبعد المغاربي في مقاومة الاستعمار.
وكانت الندوة فرصة للمشاركين من دبلوماسيين وباحثين ومختصين ومؤرخين لإبراز خيانات المخزن على مر التاريخ وتآمره على شعبه وجيرانه خدمة لمصالح الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية الأجنبية التي تستهدف أمن و استقرار المنطقة. وفي هذا الاطار، أكد مدير معهد الدراسات الاستراتيجية الشاملة، عبد العزيز مجاهد، أن المخزن «موظف لخدمة مصالح قوى خارجية وليس لخدمة مصالح شعبه، كما يفترض»، مبرزا بأن الشعب المغربي «ضحية تاريخ المخزن المحزن والمخزي»، مستدلا بالوضع الذي يعيشه المغرب في الوقت الحالي.
و أوضح في السياق أن المخزن ينادي بحسن الجوار وفي الوقت ذاته يعتدي على جيرانه، متسائلا: «هل نحن من يصدر المخدرات للخارج ومن يعمل الصالح والطالح في المنطقة؟». وفي حديثه عن ثورة الخطابي وبعدها المغاربي، أكد السيد مجاهد أن الحرية والكفاح من أجل انهاء الاحتلال هو من وحد كل مقاومات المنطقة المغاربية، مشيرا إلى أنه لفهم ما يحدث و استشراف المستقبل يجب قراءة التاريخ بتعمق. من جهته، أكد الأمين العام لمجلس شورى الاتحاد المغاربي، سعيد مقدم، أن الذاكرة المغاربية حافلة بآمال الشعوب المغاربية في تحقيق التكامل والوحدة، «لكن للأسف التصرفات اللامسؤولة والأطماع أعمت المخزن وحالت دون تجسيد هذا الحلم الاستراتيجي الحضاري، بأبعاده المختلفة -الإنسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية-».
كما أكد أن «المنطقة المغاربية ما زالت تعاني من تأخر كبير في هذا المجال، بسبب المغرب الذي فضل التوجه نحو شراكات أخرى»، في إشارة الى الكيان الصهيوني.
كما تحدث السيد مقدم عن نضالات الشعب المغربي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يهدف لضرب استقرار المنطقة ككل، وهو الآن «يضع كل امكانياته من جوسسة وضغوط للمساس بأمن المنطقة»، مشيرا إلى أن المغرب «قد وجد غايته في ظل الوضعية السائدة في المملكة من اتجار بالبشر وهجرة غير شرعية وغيرها».
وبخصوص نضال عبد الكريم الخطابي، أكد أن مساره لا يختلف عن مسار الأمير عبد القادر في الجزائر، وعمر المختار في المنطقة المغاربية، حيث لطالما حلموا ببناء وحدة مغاربية بين أبناء الشعب الواحد، مضيفا بأنه «كانت هناك محاولات عديدة من أجل السير نحو اندماج وتكامل مغاربي قوي، لكن الخيانات أجهضت مشروع التكامل المغاربي و استمرت حتى اليوم في ظل نظام مغربي يقوم على الاستبداد والرشوة والفساد والمؤامرات».
بدوره، أكد الجامعي أحمد كاتب أن «الخيانة متجذرة في نظام المخزن، لأن تركيبته تقوم على الولاء للأجنبي بدل التوافق مع أبناء المنطقة»، مشيرا إلى أن هذا النظام «يتحالف مع الغير ضد شعبه»، وأن الركيزة الأساسية التي يقوم عليها هي الفساد والرشوة التي ولدت عدة فضائح ك"ماروك غايت" و التجسس عبر البرنامج الصهيوني «بيغاسوس».
وأج