أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة ، أمس، بأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ارتقى في رؤيته بمقام الشهداء وأبناء الأسرة الثورية، إلى أعلى بكثير من بعض الامتيازات المادية، مؤكدا بأنه في عديد المناسبات وفي لقاءات الحكومة، يقف على التقدير الكبير الذي توليه الدولة للأسرة الثورية، مستشهدا بالأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء، في مراجعته الشخصية والمباشرة، لكل المسائل التي ترتبط بالمجاهدين مع الأمانة العامة لمنظمة أبناء المجاهدين.
و أكد، ربيقة، في كلمته بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، أمس، خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى الولاية، قبل أيام قليلة عن إحياء الجزائر ذكرى اليوم الوطني للشهيد 18 فيفري، بشعار "عز الأمة وعهد الرجال"، بأن الشهداء صفحة ناصعة في التاريخ، بوقوفهم في وجه المعتدين والظالمين، من أجل الحرية والاستقلال، مشيرا إلى أن اسم الجزائر مقرون بمليون ونصف المليون شهيد، قدموا أرواحهم في سبع سنوات ونصف للثورة التحريرية.
ليذكر بعدها برسالة الشهداء، حتى تتخذ الأجيال الجديدة، الرصيد التاريخي، مرجعية في عملها وفكرها وتشييدها للحاضر المجيد والمستقبل المشرق، متبعا قوله بأن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالوحدة ورص الصفوف والعمل بإخلاص وموضوعية، والتسلح بالعلم وحب الوطن حتى تتبوأ الجزائر مكانة جديرة، مع تحمل المسؤولية لتحقيق حلم الشهداء لبناء الجزائر الجديدة، وإعادة هيبتها وتحقيق نهضتها وازدهارها، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي ارتقى بمفهوم حفظ أمانة الشهداء وصون وديعتهم، من تدبيج الشعارات والألفاظ إلى منظمة القيم والمبادئ التي أساسها العمل والجد والوفاء لتضحيات أبناء الوطن، في ثورة التحرير وعبر مختلف محطات تاريخها المجيد، من خلال عمادها المتمثل في الترسيخ المتواصل للمقومات التي تحفظ ذات الأمة وتوطد انتماءها، داخل حيز الثوابت التي لا يحق التنازل عنها في كل الظروف والأحوال.
بدوره، دعا الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، خليفة سماتي، في كلمته الافتتاحية للندوة الجهوية الأولى المنظمة، بشعار "الحصيلة الوطنية والتطلعات المستقبلية والوفاء لرسالة الشهداء"، إلى ضرورة تعديل قانون المجاهد والشهيد، وتحيين مواده التي أكد بأنها أصبحت لا تستجيب للمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، مشيرا إلى الاستعداد للمساهمة في إنجاز هذا العمل.
و أضاف، بأن المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، تدعو إلى تنصيب المجلس الأعلى للذاكرة، المنصوص عليه في قانون المجاهد والشهيد، والمبادرة إلى تحقيق هذه الخطوة التي تضاف إلى ما تحقق بقرار رئيس الجمهورية، باسترجاع جماجم قادة المقاومة الوطنية، والإصرار على استرجاع الأرشيف الوطني، وجعل التاريخ ودائرة الأمة الجزائرية خطا أحمرَ، مؤكدا رفض وجود ذاكرة مشتركة مع مستعمر، مارس أبشع الجرائم في الجزائر، والمطالبة بالاعتراف بجرائمه في حق الإنسانية، وليس الاعتذار الذي يتبعه النسيان.
وأدان الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، تهريب مطلوبة من العدالة، بطريقة سرية، بتواطؤ من ديبلوماسيين فرنسيين، معتبرا هذا العمل خرقا للسيادة وتطاولا على الأعراف الديبلوماسية الدولية، واستفزازا يؤكد عدم جدية هذه الدولة في بناء علاقات ندية، كما ثمّن، سماتي، ما حققته الديبلوماسية الجزائرية بإرجاع القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي، ودعمها اللا مشروط لكفاح الشعب الصحراوي من أجل تمكينه من تقرير مصيره لبناء دولة مستقلة. خ. ل
