أكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، النقيب مراد يوسفي، أمس، على المهنية والاحترافية العالية التي يتمتع بها جهاز الحماية المدنية، في تسيير الكوارث و الأزمات، مشيرا إلى التجربة والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها فرق الحماية المدنية في هذا المجال بالإضافة إلى التكوين داخل الوطن وخارجه، لافتا إلى الإشادة الكبيرة بالمجهودات الجبارة التي قامت بها عناصر الحماية المدنية الجزائرية، في عمليات البحث والإنقاذ بالمناطق المتضررة من الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا، موضحا في هذا الشأن «لم نذهب إلى تركيا و سوريا من أجل التنافس على المرتبة الأولى بل هو عمل إنساني».
وأبرز النقيب مراد يوسفي المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية في تصريح للنصر، أمس، الخبرة والتجربة الكبيرة التي اكتسبتها فرق الحماية المدنية الجزائرية فيما يخص تسيير الكوارث و الأزمات والقيام بعمليات البحث والإنقاذ.
وبخصوص العمليات والمجهودات التي قامت بها عناصر الحماية المدنية الجزائرية، خلال عمليات الإنقاذ في سوريا وتركيا، أوضح النقيب مراد يوسفي، المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، أنه بعد وقوع الزلزال، تنقلت فرقتان من الحماية المدنية إلى البلدين الشقيقين سوريا وتركيا وبالنسبة للفرقة المتواجدة في تركيا لديها الشارة الدولية التي تحصلت عليها في 2017 ،لافتا إلى أن الفرقتين لديهما عدة اختصاصات ومنها تخصص القيادة والمناجمنت، قيادة تسيير العمليات والاتصال وكذلك فرقة للتدخل للإنقاذ تحت الردوم ، فرقة الأطباء المختصين في طب الكوارث والطب الاستعجالي وفرقة أعوان الحماية المدنية الممرضين، مشيرا إلى وضع مركز قيادي طبي على مستوى كلتا القاعدتين في تركيا وسوريا وكذلك الفرقة السينو تقنية التي تستخدم الكلاب المدربة في عملية البحث عن الأشخاص المفقودين تحت الأنقاض وكذلك فرقة التدخل في المواد الخطيرة، سواء المواد الكيمياوية و الاشعاعية إن وجدت وكذلك فرقة تحلية المياه.
وأضاف أن أول طائرة، حطت بمطار حلب بسوريا، كانت طائرة جزائرية، تحمل الاعانات الإنسانية وعناصر الحماية المدنية ومباشرة بعد وصول أفراد الحماية المدنية تم استقبالهم من طرف محافظ حلب وكانت هناك جلسة عمل في الساعات الأولى وتم تحديد منطقتين من أجل القيام بعمليات البحث والإنقاذ تحت الردوم حيث تمكن عناصر الحماية المدنية من إنقاذ رجل ، فيما تم انتشال 34 جثة.
و أشار النقيب مراد يوسفي، إلى زيارات لعدة وفود في حلب بسوريا الى عناصر الحماية المدنية الجزائرية ومنها زيارة رئيس منظمة الصحة العالمية وكذلك الرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة إلى العديد من الهيئات الذين انبهروا بكيفية التنظيم والعمل الدائم والمستمر لأفراد الحماية المدنية 24 ساعة على 24 ساعة مشيرا إلى أنه كان هناك تناوب بين فرقتين.
وفي خيمة الأطباء يتم معالجة المتضررين من الزلزال وكذلك مواطنين سوريين كانوا يغتنمون الفرصة للمجيئ إلى الأطباء الجزائريين للعلاج.
و نفس العمل كان أيضا في تركيا كما أضاف، حيث كانت الطائرة الجزائرية من بين الطائرات الأولى التي حطت في تركيا والتي كانت تحمل 89 عون حماية مدنية بمختلف الرتب و قد تم استقبالهم في المطار، حيث كان هناك مكتب استقبال وتوجيه يحدد المناطق التي يتدخلون فيها وخصوصيات تلك المناطق من حيث المناخ وغيرها، لافتا إلى أنه تم إنفاذ 13 شخصا تم اخراجهم من تحت الأنقاض أحياء وكذلك تم انتشال 94 جثة .
ومن جهة أخرى، أشار إلى أن خصوصية الفرقتين الجزائريتين وهي الاستقلالية التامة لمدة 10 أيام، سواء من ناحية الايواء أو الاطعام أو الماء، حيث توجد فرقة لتحلية المياه وكذلك يوجد أخصائيين نفسانيين لفائدة أعوان الحماية وكذلك المتضررين.
و أضاف قائلا : نتشرف باحتلالنا المرتبة الأولى وأكيد أننا لم نذهب الى تركيا وسوريا من أجل التنافس على المرتبة الأولى بل هو عمل إنساني و جاء ذلك عن جدارة واستحقاق كون هذه الفرق، تكونت سواء داخل الوطن من إطارات الحماية المدنية وكذلك خارج الوطن وهي دائما كل سنة تقوم بتمارين تطبيقية ومناورات يشرف عليها المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف.
كما أكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، النقيب مراد يوسفي أن العتاد الذي جهزت به الفرقتان هو عتاد جد متطور و يواكب العصرنة و التكنولوجيا.
وأضاف أن الحماية المدنية الجزائرية تلجأ إليها بعض الدول لاكتساب خبرتها في تسيير مثل هذه الأزمات والكوارث بالنظر لاحترافيتها العالية في تسيير الأزمات والكوارث، مضيفا في السياق ذاته، أن الفرق التي توجهت إلى سوريا وتركيا وبعض الفرق الموجودة في الجزائر اكتسبت تجارب وخبرات، لافتا إلى مشاركة فرق الحماية المدنية الجزائرية في عمليات الانقاذ بعدة دول تعرضت الى كوارث طبيعية ومنها الزلازل سواء في المكسيك وحتى في تركيا في 1999 وكذلك في مصر وحتى في زلزال بومرداس، بالإضافة إلى التكوين المتواصل، سواء في الخارج وكذلك التكوين القاعدي في الجزائر من طرف الضباط والمسؤولين على مستوى جهاز الحماية المدنية وعلى رأسهم المدير العام للحماية المدنية.
وأشار إلى الإشادة الكبيرة بمجهودات الحماية المدنية على غرار الواشنطن بوست التي نوهت بالمجهودات الجبارة والعمل المحترف لرجال الحماية المدنية الجزائرية.
مراد -ح