الأربعاء 9 أفريل 2025 الموافق لـ 10 شوال 1446
Accueil Top Pub

الوزير والدبلوماسي الأسبق محمد العيشوبي: الـذكاء الجيوستراتيــجي للجزائر أصبح أكثــر وضوحا


أكد الوزير والدبلوماسي الجزائري الأسبق، محمد العيشوبي، أول أمس الخميس، أن الجزائر اليوم تحمل رؤية وإستراتيجية مهيكلة وليست عشوائية ، معتبرا أن الذكاء الجيواستراتيجي للجزائر أصبح أكثر وضوحا من ذي قبل.
وأوضح الديبلوماسي والوزير الأسبق محمد العيشوبي في محاضرة موسومة بـ "الاضطرابات الدولية والتوترات الجيوسياسية: العوالم القادمة"، والتي احتضنها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الثقافية و  الاجتماعية "كراسك" بوهران، أنه يوجد حاليا مؤشرات مبشرة لاستشراف تموقع الجزائر في النظام الجديد المنتظر، مضيفا أن بلادنا تعرف اليوم انتعاشا كبيرا ونجاحا للمشاريع وتحسنا كبيرا في الأوضاع بفضل اللغة الواقعية المنتهجة وتطور وتنوع علاقات الجزائر مع القوى الكبرى في العالم، مشددا أن "الأهم هو أن هذه العلاقات مبنية على الأهداف التي سطرتها دولتنا وليس التي يمليها الغير عليها وهذا هو الذكاء المتوخى"، وأضاف المتحدث أنه يجب الاعتراف أن هناك تقدما كبيرا فقد "انتقلنا من سياسة ووضعية دفاع وتصدي إلى سياسة أكثر ذكاء وجرأة مضمنة بأهداف مضبوطة ومحددة".
و أشار العيشوبي أيضا، أن رفع التحدي الذي يعتمد على الشباب، ليس سهلا بالنسبة للدولة التي تكون في طريق النمو، كون التطور لا يقع بين ليلة وضحاها بل الأمر يتطلب تضافر جهود الجميع وهذا أيضا لا يتحقق إلا بوجود الصراحة والقبول والذكاء، ومن هنا يأتي، مثل ما قال، دور النخبة في التعامل مع هذه الانشغالات والعمل على إقناع المجتمع وجعله يساهم في تحريك القوى، وأن يصل شباب الجزائر لإنتاج الذكاء الذي أصبح قوة كبيرة لإنجاح كل المشاريع التي تسطرها الدولة وعالم من العوالم القادمة، مردفا أنه على النخب أن لا تتوقف على إنتاج الأفكار عندما تتقاعد إداريا، ، منبها أنه  لمواجهة التحدي الذي تفرضه التحولات العالمية، يجب أن يتجند الجميع وأن تكون المحاور الكبرى للبلاد ترمي للعمل على كيفية اكتساب أكثر قوة وأن لا تقف عند الحيثيات البسيطة التي لا تجدي نفعا وتجاوزها الزمن.
و قال ذات المتحدث بأن كل المحللين الموضوعيين، يقرون بأن للجزائر مقومات وقدرات هائلة والتحدي هو كيف يمكن ترسيخ الجدية والموضوعية في استغلال هذه القدرات وبناء قوة، ووفق المحاضر، هذا يكون مثلا في المجال الاجتماعي بعصرنة المجتمع والإقليم  ، أما اقتصاديا فالأمر يستدعي وجود سوق داخلي قوي أي رفع نسبة الاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الداخلي مما سيسمح بالخروج للمنافسة الدولية، بينما المشاريع أصبحت واضحة اليوم.   
وتطرق السفير الأسبق، لجانب الديبلوماسية التي قال إن دورها يشهد نهضة وأصبح أكثر ذكاء وأكثر فعالية لتسيير هذه الرؤى، وتكمن فعاليتها في ارتكازها على معطيات ميدانية واقعية خلال مرافعتها في الهيئات الدولية، بالاستدلال على انعدام المديونية، و البرامج المنجزة في مختلف المجالات، خاصة البنية التحتية وشبكة الطرقات التي تعتبر نبض التجارة والحركية الاقتصادية وغيرها من الدلائل القطعية التي ترفع مصداقيتها وتعطيها الأدوات الإقناعية التي تدفع بها إزاء بعض النقائص والسلبيات التي تعتبر عادية في ظل هذه الحركية، ويفضل الديبلوماسي الأسبق محمد العيشوبي، أن يتكرس عالم آخر ومفاهيم أخرى وأدوات دولية جديدة حتى داخل الأمم المتحدة التي تتخبط اليوم في صعوبات وتناقش داخلها أفكار متعددة ما بين أصحاب القوة في مجلس الأمن وأيضا خارجه.
وفي ظل الاضطرابات التي ترسم معالم النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، تعد الجزائر سائرة في الطريق الصحيح المواكب للمعطيات الجيوإستراتيجية الحالية، وأن انضمامها للتكتلات العالمية  التي تتوافق وإستراتيجيتيها سيمكنها من إعطاء دفع لمسيرتها نحو الرقي، حيث دعا العيشوبي لضرورة الاهتمام أكثر بإنتاج الذكاء، وهذا الأمر لا يتعلق بالفرد بل هو شبكة مرتبطة بكل الميادين الإنتاجية والاقتصادية.
وأفاد المحاضر أن الدول الغربية لم تضبط بعد تموقعها النهائي من النظام الجديد، فمنها من اندمج فيه ومنها من يفضل إعادة هيكلة النظام الحالي، "فهم مهددون في وجودهم بسبب تراجع الإنجاب وضعف اليد العاملة التي تقدم سنها"، وحسب التقديرات وفق الأستاذ العيشوبي، فإن إفريقيا ستشكل قطبا نهضويا مستقبليا بفضل قوتها الشبانية ، وعليه فالغرب يعمد الآن على اقتراح بعض المفاهيم على الدول النامية وغير المتطورة لإلهائها عن التركيز على ما هو أهم لتقدمها ورقيها والوصول للهيمنة عليها، ومن بين المفاهيم التي ركز عليها المحاضر، الديموقراطية التي قال أنهم يميعونها وحاولوا دمجها في المجتمعات تحت مسميات عديدة منها "الربيع العربي" و"ثورة الألوان" وغيرها، في الوقت الذي يتعاملون هم معها بحزم في بلدانهم، حيث أنهم يعتبرون الدول التي لم تلتحق بركبهم متخلفة ويسوقون لها أفكارا تكرس التخلف عكس ما يطرحونه علنا.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com