أكد، أمس الأحد، سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية، على التحضير لتنظيم لقاء وطني يهدف إلى تقييم وضعية تدريس اللغة الأمازيغية، ووضع خريطة عمل لتعميمها من خلال إعداد مقترح لمراجعة المخطط التوجيهي للمدرسة، بما يساعد على تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، وإبعادها عن الشرط الموضوع في المخطط الصادر منذ سنة 2008، الذي يجعل منها مادة اختيارية.
وقال، عصاد خلال لقائه بفعاليات المجتمع المدني، على مستوى المكتبة العمومية بعاصمة ولاية برج بوعريريج، بدعوة من جمعية نوميديا الثقافية، إن المقترح تم عرضه على رئيس الجمهورية، في وثيقة بعنوان (الأمازيغية أفاق 2030)، مشيرا إلى أن هذا المسعى يندرج ضمن جهود المحافظة السامية للغة الأمازيغية، لتعزيز تواجدها في المؤسسات التربوية والجامعة ومراكز التكوين المهني، بما يتماشى والمكاسب المحققة في دستور 2020، والمجهودات الكبيرة والإمكانيات التي توفرها الدولة لتعميم الأمازيغية وتكريسها عبر المؤسسات الرسمية.
وأضاف أن الوثيقة، تتضمن عدة محاور، لا سيما ما يتعلق منها بالتدرج في تدريس الأمازيغية، بين الأطوار التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة، و ضمان التنسيق لإنجاح هذا المقترح بين وزارة التربية الوطنية، و وزارة التعليم العالي، و وزارة التكوين والتعليم المهنيين، مع المطالبة بإعادة النظر في صيغة تعليم اللغة الأمازيغية، باعتبارها مادة أساسية مثل باقي المواد، و وضع تحفيزات لدراستها واتقانها، من خلال مراجعة المعامل، للحد تدريجيا من حالة العزوف عن دراستها.
ودعا سي الهاشمي عصاد، إلى تشجيع الترجمة من و إلى الأمازيغية وبالأخص مع اللغة العربية، مستدلا بترجمة القرآن الكريم والدستور والوثائق الإدارية، مشيرا إلى تقديم ملف للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لتحقيق هذا المطلب، وتقديم طلب لاعتماد الترجمة الفورية للأمازيغية، في مجال الاتصال، وإصدار جريدة عمومية باللغة الأمازيغية، فضلا عن الدعوة لاعتماد التكوين في مجال الإعلام باللغة الأمازيغية.
وقال ذات المتحدث، أن تحقيق هذه المطالب، سيعمل على قطع حبال المحاولات اليائسة للتفرقة، وتعزيز اللحمة الوطنية، وفقا لما تضمنه دستور 2020، و سد أفواه دعاة الفتنة و من يسعون لـ (تسييس ملف الأمازيغية) حسب وصفه، كما أنه يندرج ضمن ( بناء أساس متين للحفاظ على مقومات الأمة)، في إطار الثلاثية التي يقرها الدستور لأسس الهوية الوطنية وهي (الإسلام، العربية والأمازيغية )، مضيفا أن جهود المحافظة السامية للامازيغية ترمي إلى تعزيز الجبهة الداخلية، من خلال رؤية شاملة ترتكز على البعد التاريخي والعلمي والبيداغوجي، تحت شعار (أمازيغية هادئة جامعة).
وعاد عصاد إلى أهم المكاسب المحققة على مدار السنوات الفارطة، والجهود التي بذلتها الدولة، التي سمحت بترقية وتطوير واقع تعليم اللغة الأمازيغية على مدار 27 سنة كاملة، ما ساهم في زيادة عدد الولايات التي تدرس بها هذه اللغة، من سبع ولايات في البداية إلى 44 ولاية، مؤكدا على مواصلة العمل لبلوغ تدريسها وتعميمها على 58 ولاية، لتصل إلى كل ربوع الوطن. ع/ بوعبدالله