حسم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الجدل القائم حول طريقة إخراج زكاة الفطر وقال إن لجنة الفتوى تحدثت عن إخراجها قيمة، داعيا إلى عدم الدخول في جدال هو من اختصاص العلماء والفقهاء.
وقال بلمهدي في تصريح له على هامش افتتاح فرعين من جائزة الجزائر لحفظ القرآن ولإحياء التراث الإسلامي لعام 1444 هجرية بدار الإمام بالجزائر العاصمة أمس إن "الشعب الجزائري مسلم بفطرته وهو يؤدي زكاة الفطر كما كنا نؤديها واليوم لجنة الفتوى تحدثت عن إخراجها قيمة".
وأضاف بأن بعض المجامع الفقهية خارج الجزائر كانت تقول بوجوب إخراجها قوتا، واليوم هاهم يرجعون إلى فتوانا لذلك لابد ألا نتحدث أكثر، موضحا بأن هذا جدل فقهي وخلاف علمي ومن المفروض يحل عند العلماء والفقهاء وليس من قبل العامة في مكان عام.
واستنكر الوزير إقدام بعض العامة من الناس على إقحام أنفسهم في هكذا مسائل والقول للناس بأنهم إذا أخرجوا زكاتهم نقدا فهي باطلة، معتبرا ذلك تجن على الله.
وذكر في السياق بأن الشعب الجزائري "شعب وسطي ولحمة واحدة" ولا يجوز لا شرعا ولا طبعا ولا عرفا ولا قانونا التفريق بين جماعة المسلمين.
و بخصوص موضوع اللقاء أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن أكبر معركة اليوم هي "معركة الوعي واليقظة والحذر والحيطة"، مضيفا بأن أكبر تحد لشباب الجزائر اليوم وللأمة جمعاء هو "تحصيل العلم والمعارف وتطوير التقنيات والتحكم في التكنولوجيا، ومعرفة تاريخنا، وتلمس معالم حضارتنا، والتمسك بهويتنا وثقافتنا"، منبها إلى أن سلاح الحياة هو العلم والعمل، داعيا في نفس الوقت إلى العمل بإتقان و ذكاء واستماتة وحيطة ويقظة كبيرة.
وقال بلمهدي إن الشعب الجزائري حرص على مر التاريخ على تعلم القرآن في كل الظروف التي مر بها، وأن الأمة الجزائرية ترسخ في خلدها ووجدانها شعور عميق بالتمسك بهويتها ومرجعيتها الدينية الوطنية، فهي ملاذها حين أراد الغاصبون طمسها، وهي حصنها حين تكالب أعداؤها لتشويه تاريخها.
وشدد على أن الأمة الجزائرية انتصرت في معركة وجودها بفضل القرآن الكريم الذي حمى عقيدتها ولسانها وانتماءها لهذا الوطن بوسطية سمحاء وبفهم عميق بعيدا عن الغلو والتطرف.
وردا على أبواق الفتنة وأسواق الربا قال بلمهدي إن الفتنة أشد وأكبر من القتل، لكن الجزائر وطن ملتحم جيشه وشعبه ومنسجم دلوله وصعبه، مندمج شرقه وغربه، وهو وطن واحد شماله وجنوبه وأطرافه وجنبه، ولذلك فإن ما تسعى إليه أبواق الفتنة ما هي سوى صرخة في واد ونفخة في رماد.
وكشف الوزير بأن مسابقة جائزة الجزائر لحفظ القرآن ولإحياء التراث الإسلامي هذا العام في فرعيها، حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، و فرع المسابقة التشجيعية لصغار الحفظة، تجمع 400 متنافس، كما تحدث عن تنظيم الوزارة مسابقات طيلة الشهر الفضيل في كامل التراب الوطني بالاشتراك مع قطاعات أخرى على غرار العدل والتضامن الوطني بمشاركة نحو 50 ألف متسابق.
إلياس -ب