* زيارة لإعطاء نفس جديد للعلاقات مع البرتغال
التقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الاثنين، مع ممثلين عن الجالية الوطنية المقيمة بالبرتغال، و أكد في كلمته أمامهم حرصه الدائم على إبقاء صوت الجالية مسموعا و التكفل بانشغالاتها، و ذكر بالإجراءات التي تم اتخاذها لفائدة الجالية الوطنية بالمهجر التي تلعب أدوارا هامة ولها مكانة مميزة في المسار التنموي الذي تخطوه الجزائر.
و في أول محطة له خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى البرتغال، و تجسيدا للسنة التي دأب عليها في كل زياراته و خرجاته الدولية ، التقى الرئيس تبون عددا من ممثلي أفراد الجالية الوطنية بالبرتغال.
و أكد الرئيس تبون خلال هذا اللقاء، أن الجزائر دخلت في اقتصاد جديد يعود بالخير على أبناء الوطن، اقتصاد مبني على ركائز صحيحة و ليست وهمية ، و ذكر الرئيس بالاستثمارات التي منحت للجالية للاستثمار في الجزائر و كذا التعليمات التي أسديت لتأسيس هيئة للمحاماة تأخذ على عاتقها قضايا الجزائريين الذين تعرضوا للتعسف و انشغالاتهم .
و بخصوص أسعار تذاكر الطيران أكد الرئيس تبون أن الدولة أخذت على عاتقها بعين الاعتبار هذا الانشغال بما يضمن أسعارا في متناول أفراد الجالية عبر الخطوط الجوية و البحرية.
و استمع الرئيس تبون باهتمام إلى انشغالات الجالية و اقتراحاتها مؤكدا سعيه لتثبيت الروابط التاريخية بين الجزائر و البرتغال و الحاضر الذي يحمل الكثير من الايجابيات من خلال شراكة ثنائية مثمرة مفتوحة في كل المجالات.رئيس الجمهورية أبرز أن الجزائر تحرص على انتماءاتها الثلاثة العربي و الافريقي و المتوسطي، و تحاول أن تكون صلة وصل بين بعض الدول و أن سمعتها هي التي بوأتها المكانة و الثقة اللازمة و الاحترام الدولي، مشددا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
و من جهتهم ثمن أفراد الجالية الوطنية بالبرتغال لقاءهم برئيس الجمهورية مشيدين بالاهتمام البالغ الذي يوليه للجالية.
عبد الرزاق.م
زيارة برهانات اقتصادية وجيوسياسية
الرئيس تبون في البرتغال لإعطاء نفس جديد للتعاون الثنائي
بدأ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، زيارة دولة إلى جمهورية البرتغال، تدوم يومين، تهدف لتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي مع هذا البلد الذي تمتلك معه الجزائر علاقات تاريخية قوية. كما ستكون الزيارة مناسبة لعقد لقاء يجمع بين رجال أعمال البلدين بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي ودفع حركة الاستثمارات.
شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في زيارة دولة إلى البرتغال تدوم يومين، وأورد بيان لرئاسة الجمهورية أن زيارة الرئيس تبون للبرتغال تندرج في إطار “تعزيز علاقات الصداقة التاريخية والتعاون وحسن الجوار بين البلدين ودفعها نحو آفاق جديدة ومجالات أوسع لمنفعة الشعبين الجارين”.
ويرافق رئيس الجمهورية وفد وزاري هام. و ستكون الزيارة مناسبة لعقد لقاء يجمع بين رجال أعمال البلدين بهدف تبادل المعلومات والتعارف بين المؤسسات التي تنشط في مختلف الميادين والقطاعات.
وذكرت الرئاسة البرتغالية من جانبها أنّ هذه الزيارة تأتي في إطار منظور مشترك لتعميق العلاقات الممتازة بين البلدين، و”سيتخلل الزيارة عقد اجتماع بين الرئيسين في المقر الرئاسي بيليم (لشبونة)، حيث سيتم التطرق إلى الملفات المدرجة على جدول الأعمال الثنائي بين البلدين وسبل تطويرها، خاصة ما تعلق بالقضايا الدولية والإقليمية”.
وستعقد خلال الزيارة حزمة من اتفاقيات التنسيق السياسي، تخص تعزيز حركة الأفراد والنقل، والتعاون الاقتصادي والتجاري، كما سيجري تنظيم منتدى أعمال جزائري برتغالي في العاصمة لشبونة، يشارك فيه 60 رجل أعمال من الجانب الجزائري، كان قد بدأ التحضير له منذ الثاني من مارس الماضي، ويسمح بإعطاء دفعة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، تقدم فيه الجزائر فرص الاستثمار، وعرضاً عن تطور مناخ وبيئة الاستثمار في الجزائر، لاستقبال الاستثمارات البرتغالية المباشرة، وزيادة حجمها الذي لا يتجاوز حالياً 60 مليون دولار، حيث تنشط 80 مؤسسة برتغالية في قطاعات عدة بالجزائر.
وللبلدين أهمية كبيرة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تطبع الثقة المتبادلة التعاون بينهما، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وفي مجال الأمن والاستقرار في المنطقة وإرساء علاقات حسن الجوار بين الدول والشعوب. وتتقارب وجهات نظر البلدين بخصوص مختلف المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما يتقاسمان نفس المبادئ الدبلوماسية القائمة على مبدأ الاحترام المتبادل والندية واحترام إرادة الشعوب، لاسيما وأن البرتغال أدرجت في دستورها مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
كما يساهم البلدان في تطوير التنسيق السياسي والأمني والتشاور في إطار منظمات التعاون الإقليمي ويتشاطران منتديات مشتركة من بينها مجموعة 5+5. وتسعى قيادتا البلدين إلى توطيد العلاقات الجيدة في المجالين السياسي والدبلوماسي والارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي إلى آفاق أوسع. وقد تعزز التعاون الدبلوماسي البرلماني في مارس 2022 بتنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-البرتغالية التي من شأنها تمتين علاقات الصداقة بين الشعبين والارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور.وفي المجال الاقتصادي، تسعى الجزائر إلى تعزيز مكانتها كأهم شريك للبرتغال في القطاع الطاقوي وتطمح إلى توسيع التعاون إلى مجالات أخرى، على غرار الطاقات المتجددة والصناعة والأشغال العمومية والمؤسسات الناشئة والفلاحة والسياحة، وذلك من خلال إعطاء نفس جديد للتعاون القائم بين البلدين وفق مبدأ المنفعة المتبادلة.
واحتضنت الجزائر، الأسبوع الماضي، أشغال الدورة السادسة لفريق العمل المشترك للتعاون الاقتصادي الجزائري البرتغالي، برئاسة وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون، ووزير الاقتصاد والبحر البرتغالي، أنطونيو كوستا سيلفا، لوضع أسس جديدة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجزائر والبرتغال.
وأكد الوزير البرتغالي رغبة بلاده في مضاعفة الاستثمارات في الجزائر، خمس مرات خلال السنوات الخمس المقبلة. كما زار خلال الفترة نفسها الجزائر، نائب وزير الخارجية البرتغالي المكلف بالتجارة الدولية والاستثمارات الأجنبية، برناردو إيفو كروز، لمناقشة تفاصيل اتفاقيات التعاون المقرر التوقيع عليها بين البلدين خلال زيارة الرئيس تبون، وتنظيم منتديات أعمال للمتعاملين الاقتصاديين في البلدين لبحث وتحديد فرص الشراكة والاستثمار المثمرة.
وتعد الجزائر من المزودين الرئيسيين للبرتغال بالغاز عبر الأنبوب الرابط بينها وبين إسبانيا حيث تغطي عموما حوالي 40 بالمائة من حاجيات هذا البلد من الطاقة، كما تقيم معها عدة شراكات في قطاعات المالية والمحروقات والصناعات الدوائية. ووفق إحصائيات رسمية، توجد 80 شركة برتغالية مستثمرة تساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل في الجزائر، بينما وصل التبادل التجاري إلى 1.4 مليار دولار في 2022 مع فائض لصالح الجزائر.
وترغب الجزائر في الاستفادة، خاصة من التجربة البرتغالية في مجال الطاقات المتجددة (60 في المائة من إجمالي إنتاج الكهرباء في البرتغال يأتي من مصادر الطاقة المتجددة)، لتنفيذ خطط الحكومة في هذا المجال، خاصة أن الجزائر تستهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بحلول 2035. كما تسعى أيضا إلى تعزيز تواجد الاستثمارات البرتغالية في السوق الجزائرية عبر شراكات مربحة.
ع سمير