أعلن وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني أمس عن شروع قطاعه في إحصاء الإنتاج الوطني الخاص بمختلف الشعب، بهدف ضبط حجم الموارد البشرية والاحتياجات من شتى المواد، وكذا تقييم مكانة الجزائر في السوق العالمية.
وأكد زيتوني بأن عملية إحصاء الإنتاج الوطني والنسيج البشري، من شأنها أن تقدم صورة شاملة عن القدرات الإنتاجية في مختلف الشعب، وكذا عدد اليد العاملة التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني، فضلا عن ضبط احتياجات السوق من شتى المواد الاستهلاكية.
وتهدف وزارة التجارة من خلال القيام بحوصلة شاملة للقطاع الاقتصادي، لتشكيل صورة واضحة عن مكانة الجزائر في السوق العالمية، وتحديد الأليات المناسبة للتحكم في وتيرة الاستيراد، عبر تحديد بدقة الكميات التي ينبغي استيرادها في مختلف الشعب لتغطية الاحتياجات.
كما ستسمح عملية الإحصاء التي أطلقتها وزارة التجارة بالتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين، بحماية المنتوج الوطني، وتأمين الاقتصاد الوطني، عن طريق الحفاظ على العملة الصعبة، من خلال عقلنة عملية الاستيراد.
وأضاف الوزير في مداخلته بأن إحصاء سلاسل القيم أو قدرات الاقتصاد الوطني، لا سيما ما تعلق بالعنصر البشري، فضلا عن استشراف المستقبل فيما يخص الأيدي العاملة المكونة في المجال التكنولوجي والعلمي، سيمكن من تطوير مختلف الشعب.
وأكد بأن الحديث عن القدرات الإنتاجية وما يمكن تصديره إلى الخارج، مرهون بتحديد حجم النسيج البشري والصناعي، مما سيسمح بتقييم موقع الجزائر وحصصها في السوق العالمية، مضيفا بأن العملية الإحصائية بلغت مراحلها النهائية، وبموجب النتائج التي تتمخض عنها سيتم تسطير جملة من الأهداف تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية.
كما تطرق الطيب زيتوني في إطار نفس الفعاليات، إلى أهم الشعب الإنتاجية التي حققت فيها الجزائر خطوات هامة، من ضمنها شعبتي زيت الزيتون والتمور، مؤكدا بأن نشاط تصدير المادتين ما يزال يحتاج إلى مزيد من التكوين من أجل ولوج السوق العالمية وفرض المنتوج المحلي الذي حقق تقدما ملموسا.
وتحتل الجزائر المرتبة السابعة عالميا في مجال إنتاج التمور، وبحسب الوزير فإنه مع احترام سلاسل القيم التي اقترحها مكتب الدراسات، مع ضمان المرافقة للمتعاملين، يمكن مضاعفة الكميات المصدرة من التمور إلى خمس مرات، وذلك في إطار الحفاظ على النوعية، بالنظر إلى الخبرة و الوسائل المتوفرة، بكيفية ستفاجئ المنتجين والمصدرين.
وأكد زيتوني بأن الجزائر بلد قارة وهي من أهم الدول المنتجة لزيت الزيتون أيضا، التي يعد من المنتجات التي يمكن فرضها في السوق الخارجية، لكنه أكد بأن مجال التصدير ينقصه هو الآخر التكوين لتحصيل حصص في السوق العالمية.
وجدد الوزير التأكيد على أهمية مرافقة عملية التصدير، من أجل ولوج أسواق جديدة، مشيدا بما تم تحقيقه في مجال الصناعة الكهرومنزلية، خاصة بعد الجائحة، بفضل الخبرة والتجربة التي اكتسبها العنصر البشري، قائلا إن التقدم الذي تم إحرازه في هذه الشعبة يمكن أن يساهم في مضاعفة الإنتاج.
ودعا المتدخل إلى ضرورة وضع خارطة طريق خاصة بالصناعة الكهرومنزلية، لبلوغ حوالي 200 مليون دولار في مجال الإنتاج والتصدير، موضحا بأن هذا القطاع يشغل حوالي 40 ألف عامل، أغلبهم تم تكوينهم في المدرسة الجزائرية، وهو ما جعل الجزائر تشكل قطبا في هذا المجال.
لطيفة بلحاج