دعا رئيس نقابة كنابست مسعود بوديبة أمس الأولياء إلى تحضير أبنائهم نفسيا لتلقي النتائج المدرسية مهما كانت طبيعتها، سيما ما تعلق بالامتحانات الرسمية، موضحا بأن المرافقة النفسية تساعد التلميذ على تقبل الإخفاق من أجل تحقيق الأفضل.
وأكد مسعود بوديبة في حديث «للنصر» بأن دور الأولياء يجب أن يتمثل في مرافقة الأبناء المتمدرسين أثناء التحضير للامتحانات الرسمية، وخلال فترة ترقب النتائج، وإعدادهم لتقبل خلاصة جهودهم، سواء تكللت بالنجاح أو الإخفاق، دون ممارسة الضغط النفسي الذي قد تكون عواقبه وخيمة.
وانتقد المتدخل طريقة تعامل الكثير من الأولياء مع الأبناء المعنيين باجتياز الامتحانات الرسمية، خاصة شهادة البكالوريا، بسبب ما ينقلونه لهم من قلق وضغط مما يؤثر سلبا على نفسيتهم وعلى مستوى أدائهم يوم اجتياز الامتحانات، وذلك بدل أن تكون العائلة سندا وعاملا مساعدا على تجاوز المحطات الصعبة.
وحث المصدر الآباء على تحويل مناسبة تلقي نتائج الامتحانات الرسمية إلى أمر عادي، لا يختلف عن استلام النتائج الفصلية، مع الحرص في ذات الوقت على تقاسم الإخفاق وما يتبعه من شعور بالأسى مع الأبناء، مع حثهم في ذات الوقت على ضرورة تكرار المحاولة، وبذل مزيد من الجهود لتحقيق ما هو أفضل.
وأضاف الأستاذ بوديبة بأنه كما تجتهد العائلة لتهيئة الأجواء للاحتفال بالنجاح، عليها أيضا أن تحضر أبناءها لتقبل النتائج السلبية أو الرسوب، دون ممارسة الضغط النفسي عليهم، لأن الإفراط في تحميل الابن مسؤولية عدم تحقيق النجاح يؤدي في كثير من الحالات إلى وقوع الكارثة، من بينها الانتحار أو الفرار إلى وجهة مجهولة خشية تلقي اللوم والعتاب من الأسرة.
وأضاف رئيس نقابة كنابست بأن المعدلات المحققة في الامتحانات الرسمية هي مرآة عاكسة لمستوى التلميذ في العام الدراسي، لا سيما ما تعلق بشهادة التعليم المتوسط التي ينتظر الإعلان عن نتائجها اليوم، فهي خلاصة جهود سنة كاملة، وما تم تحقيقه من معدلات فصلية من أجل الانتقال إلى الطور الثانوي.
وأضاف من جهته رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة، بأن تزامن الكشف عن نتائج شهادة التعليم المتوسط مع الاحتفال بعيد الأضحى، يفرض على الآباء التحلي بالصبر اتجاه الأبناء الذين قد يخفقون، لأن الإفراط في إلقاء اللوم على الراسبين ستكون عواقبه وخيمة، مذكرا بحالات الانتحار المسجلة في السنوات الأخيرة عقب الإعلان عن نتائج الامتحانات.
وأكد الأستاذ عمورة في تصريح «للنصر» بأن بعض الآباء لا يهتمون بتتبع أبنائهم خلال السنة، لكنهم يبالغون في تأنيبهم عند الإخفاق، في حين أنه من واجبهم ضمان المرافقة النفسية طيلة الموسم الدراسي، بما يساعد الأبناء المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية على تخطي الصعاب وتحقيق نتائج مرضية.
ونبه المصدر أيضا إلى ضرورة أن تتخلى الأسرة عن جعل مناسبة تلقي النتائج المدرسية إلى هاجس، لا سيما نتائج شهادة البكالوريا التي يتوقع الإعلان عنها يوم 20 جويلية المقبل، إذ ينتظر أن يشرع اليوم في تصحيح أوراق الامتحانات على مستوى المراكز المخصصة لهذا الغرض، في ظل إجراءات مشددة لضمان السير الحسن للعملية، التي جندت لها الوزارة كل الظروف والوسائل اللازمة.
وذكر المتدخل بأن المسار الدراسي لا ينتهي بمجرد الرسوب في الامتحانات، في ظل ما توفره الدولة من فرص عدة في مجال التكوين المهني من تخصصات، فضلا عن التعليم عن بعد، كما ان النجاح لا يقاس بنيل الشهادة، بل بالتوفيق في المجالات التي يختارها التلميذ.
لطيفة بلحاج
