شدّد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، على أن الحكومة تعمل من أجل خلق قدرة تخزين تفوق 9 مليون طن من الحبوب، و السعي من جهة أخرى إلى تحقيق مليون هكتار من حقول الحبوب في الجنوب بحلول العام 2025.
أعطى وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، أمس من العطاف بولاية عين الدفلى، إشارة الانطلاق في تنفيذ البرنامج الوطني لتعزيز قدرات التخزين في مجال الحبوب بحضور المتدخلين في القطاع، و كشف الوزير في تصريحات صحفية له بالمناسبة على أن الهدف الأساسي من هذا البرنامج هو خلق قدرة تخزين تفوق 9 مليون طن في مجال الحبوب، أي ما يساوي 90 مليون قنطار.
وكشف الوزير عن رفع التجميد عن العديد من المشاريع في هذا المجال، و الشروع في إنجاز 350 مركزا جواريا لتخزين الحبوب على المستوى الوطني، بقدرة استيعاب تتراوح بين 50 و 70 ألف قنطار للواحد منها، فضلا عن إنجاز 36 صومعة تخزين للحبوب بطاقة استيعاب تقدر بـ 250 ألف قنطار، وهي العملية التي تخص 44 ولاية عبر القطر الوطني.
و أبرز هني في هذا الصدد على أن البرنامج الوطني لتعزيز قدرات تخزين الحبوب هذا يعتمد على نظرة أفقية تدمج جهود العديد من القطاعات الوزارية، على غرار الداخلية والجماعات المحلية، الصناعة، الطاقة، الموارد المائية والأشغال العمومية، مؤكدا بأن البرنامج الذي انطلق أمس فعليا في الميدان لابد أن يحظى بمتابعة تقنية مستمرة وأن تحترم فيه آجال الإنجاز.وشدد الوزير بأن شعبة الحبوب تعد من أولى أولويات الدولة الجزائرية وتحدث عن برنامج مخطط ومسطر وبشكل صارم لتطوير زراعة الحبوب على مستوى ولايات الجنوب من حيث توسيع الأراضي المخصصة للزراعة، والسعي لزراعة مليون هكتار من الحبوب في ولايات الجنوب بحلول سنة 2025.وأضاف بأن الهدف من كل هذه الجهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب، والتقليص من استيراد القمح اللين بنسبة 50 من المائة في أقرب الآجال على الأقل.و ببلدية العطاف قام وزير الفلاحة والتنمية الريفية بوضع حجر الأساس لإنشاء مركب استراتيجي لتخزين الحبوب بسعة جد معتبرة تقدر بـ 200 ألف قنطار، وقد استفادت ولاية عين الدفلى ضمن هذا البرنامج من إنجاز 11 مركزا جواريا لتخزين الحبوب، وهو ما سيساهم- حسب الوزير- في تعزيز الأمن الغذائي المحلي والوطني ويقرب الفلاحين من مراكز التخزين ويسهل لهم جميع الإجراءات الخاصة بهذه العملية.
وزيادة على هذا تحدث الوزير كذلك على مشاريع أخرى تخص تخزين البقول الجافة وشعب فلاحية أخرى في المستقبل.
مخطط جديد لتوزيع الحليب المبستر
وفي سياق متصل كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني عن مخطط جديد لتوزيع الحليب المبستر بداية من شهر سبتمبر أو أكتوبر القادمين بالتنسيق والتعاون مع وزارة التجارة، و قال بأن شعبة الحليب تعد من بين أصعب الشعب الفلاحية.ويتضمن البرنامج الجديد حسب المتحدث إعادة النظر بشكل كلي في تسيير هذه الشعبة من حيث تدعيم الإنتاج الوطني بشكل قوي في هذا المجال، والتقليص من قيمة الاستيراد، و يتضمن هذا البرنامج تتبع مسار الحليب من الملبنة وصولا إلى المستهلك.وقال إن الفارق الذي تدفعه الدولة في الوقت الحالي سيذهب بداية من سبتمبر أو أكتوبر مباشرة لدعم الإنتاج الوطني، بمعنى وضع مبادرة جديدة لدعم الإنتاج الوطني، وتحفيزات تخص المربين والمنتجين وجامعي الحليب. وتحدث الوزير هنا عن برنامج مخطط ومسطر بدقة ستنفذ المرحلة الأولى منه في شهر سبتمبر، مشيرا إلى وضع أرضية خاصة لدفع المواد الأولية بالنسبة لـ 118 ملبنة تابعة للديوان الوطني للحليب، ومواصلة رقمنة الشعبة من أجل تتبع مسار إنتاج الحليب في كل بلديات الوطن، كما لم يستبعد الوزير استعمال الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.وكشف أن الإنتاج الوطني الحالي من مادة الحليب وحسب إحصائيات دقيقة يساوي 850 مليون لتر في السنة، مشيرا إلى أن سنة 2022 شهدت إنتاج 910 مليون لتر، وأضاف بأن ما نسبته 80 من المائة من هذه الكمية تذهب للصناعات التحويلية، مشددا على أن الحليب لابد أن يذهب للمستهلك مباشرة وليس للصناعات التحويلية، كما ألح على ضرورة خلق نوع من التوازن بين الإنتاج والاستيراد في هذه الشعبة والعمل من أجل تغليب الإنتاج. إلياس -ب
