تدخلت وحدات الحماية المدنية بعنابة، خلال 48 ساعة الماضية، مدعومة بمصالح الغابات لإخماد عدة حرائق، منها 3 وقعت، صبيحة أمس، على مستوى الطريق الوطني الرابط بين البوني والحجار، حيث سمح التدخل السريع لوحدات الإطفاء، بالتحكم في الحريق، مع الإبقاء على فرق للحراسة والغلق المؤقت للطريق أثناء الإطفاء والمناوبة في حال تجدد الاشتعال.
واستنادا لمصالح الحماية المدنية وحسب ما عاينته النصر بعين المكان، فإن الحريق الأول نشب على مستوى المدخل الجنوبي لمدينة البوني، مقابل مصنع الحليب وانتشر إلى غاية وصوله لمشتلة قريبة أتت عليها ألسنة اللهب بالكامل، لتمتد لأشجار النخيل المعمرة والغابة المجاورة، حيث سارعت مختلف الوحدات لتوقيف حركة السير والنيران التي كادت أن تصل إلى القطب العمراني بوزعرورة، أين توجد مساحة غابية وأشجار معمرة أيضا. كما تدخلت وحدات الإطفاء لمنع انتقال ألسنة اللهب إلى داخل مصنع حليب «الايدوغ»، بعد أن أتت النيران على الأعشاب المحيطة بالمصنع، كما تم تسريح العمال بسبب الدخان الكثيف.
وفي نفس مسار الطريق على بعد نحو 3 كلم، اشتعلت النيران مقابل ملعب ديري مختار بالحجار، حيث تدخل السكان ومستعملو الطريق في البداية لإطفاء الحريق، ما استدعى تدخل الحماية المدنية لمنعه من الانتشار في الأراضي الفلاحية المجاورة.
وبفعل هبوب رياح مصحوبة بالحرارة، انتقلت ألسنة اللهب إلى أعالي حي بوخضرة، أين التهمت المساحات الغابية الموجودة بمحيط التجمع السكني، ما خلف فزعا لدى السكان والخروج من سكناتهم للمساعدة في الإطفاء.
وتشير التحريات، إلى أن الحرائق المندلعة بعنابة، أمس، كانت في توقيت واحد في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا وزاد انتشارها مع هبوب رياح «السيروكو» الساخنة، حيث اشتعلت في أوقات متقاربة.
كما تم أول أمس، تسجيل عدة حرائق على غرار حريق غابة على مستوى النقطة الكيلومترية 8 بطريق سرايدي، حيث تم إخماده والسيطرة عليه، فيما قدرت المساحة المتضررة بحوالي 1000 متر مربع، كما تم إطفاء حريق نشب في عجلات مطاطية في حي 8 مارس، وتم منعه من الانتشار إلى المواقع المجاورة.
وتتابع خلية الأزمة المنصّبة على مستوى ولاية عنابة، حركة ألسنة اللهب، كما تم تسخير الرتل المتحرك للمناوبة عبر المناطق الحدودية القريبة مع ولاية سكيكدة وكذا الطارف وقالمة. وفي سياق متصل، تم، أمس، إبلاغ مستعملي الطريق المتوجهين إلى الولايات المجاورة لعنابة، بأخذ الحيطة والحذر مع انتشار الحرائق وارتفاع درجة الحرارة.
من جهتها رفعت جميع المصالح الأمنية و وحدات الجيش والحماية المدنية والغابات، حالة التأهب القصوى لمكافحة حرائق الغابات، لتجنب أي طارئ طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة، كما تكفلت الفرق المناوبة الموزعة عبر إقليم ولاية عنابة، بعملية الرصد من خلال أبراج المراقبة الجديدة التي وضعت حيز الخدمة، لمتابعة حركة النيران من المرتفعات وتزويد العاملين بالميدان بالمعلومات.
من جهتها تقوم مصالح الدرك الوطني وكذا الغابات، بعمليات تحسيس على مستوى التجمعات السكنية الواقعة في الوسط الغابي، خاصة بسرايدي، من أجل حمايتهم من أي خطر في حال انتشار الحرائق والتبليغ عن أي مواقد قد تشتعل في أسرع وقت.
حسين دريدح