أكدت، أمس، السبت، رئيسة حزب تجمع أمل الجزائر ، فاطمة الزهراء زرواطي من قسنطينة، أن التحرك الدبلوماسي الجزائري الأخير باتجاه المعسكر الشرقي، يعد توجها موفقا جدا فهو يعمل وفقا لرؤية واستراتجية براغمتية مع شركاء دوليين حقيقين بهدف تحقيق المنفعة المتبادلة، داعية النخب والمواطنين إلى الانخراط في الحياة السياسية لتقوية الجبهة الداخلية، كما رافعت من أجل إعلام قوي يتولى الدفاع عن المصالح الوطنية.
وأشرفت أمس، رئيسة حزب «تاج «، على لقاء جمعها بإطارات حزبها بقسنطينة، وذلك على مستوى المركز الثقافي ابن باديس، حيث أكدت أن الهدف من التجمع، هو تعزيز النشاط اللامركزي، من خلال تكثيف النشاطات الميدانية بمختلف الولايات واستغلال فترة العطلة لاستقطاب أكبر عدد من المناضلين، إذ يركز الحزب على هيكلة القاعدة من خلال عقد المجالس الولائية وتقوية المؤسسات بداخل الولايات، «لأن حزبنا» مثلما قالت، يحمل مشروعا سياسيا له امتداد في القاعدة النضالية تعمل على تطبيقه على مستوى المجالس المنتخبة، كما أن الهدف من النشاط المحلي، بحسبها، ليس انتخابيا فقط، وإنما يهدف إلى التأسيس لعمل سياسي مستديم لتأطير المواطن والمجتمع.
ولفتت المتحدثة، لدى تطرقها إلى الوضع السياسي الوطني، أن الضعفاء لا وجود لهم الآن في المجتمع الدولي، والجزائر، مثلما قالت قوية، و تعمل دائما على صناعة قاعدة وجبهة قوية داخلية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية منها أو الخارجية، مؤكدة أن الجيش الوطني الشعبي يشكل صمام أمان للجزائريين وعلى الشعب أن ينخرط بقوة في مختلف التحديات الوطنية، كما لفتت زرواطي، إلى أن الأحزاب السياسية بمختلف مشاربها ، مطالبة بالدفاع عن الثوابت الوطنية وأن تتنافس سياسيا فقط من أجل خدمة البلاد.
ولدى تطرقها إلى السياق الدولي ، أبرزت رئيسة حزب تاج، أن أحادية القطب بعد جائحة كورونا أصبحت مرفوضة من مختلف دول العالم ، مؤكدة أن التحرك الدبلوماسي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، باتجاه روسيا والصين وتركيا وقطر، يعد قرارا صائبا جدا «إذ أننا» ،مثلما صرحت، في حاجة لأن نصنع لأنفسنا طريقا ورؤية واضحة مع شركاء حقيقين وفقا لمبدأ براغماتي ومنفعة متبادلة، إذ أثبتت التجارب السابقة أن الغرب يريدون فرض سياستهم فقط دون أن تستفيد الجزائر، قبل أن تشير إلى أن النزعة الاستعمارية لا يمكن أن تترك الجزائر وشأنهاـ فهي تسعى دائما إلى إثارة النعرات و خلق النزاعات في المنطقة ككل.
وذكرت زرواطي، أن الجزائر في أريحية من أمرها إذ تتوفر على كل مصادر الطاقة ناهيك عن شساعة مساحتها وموقعها الاستراتيجي المطل على البحر المتوسط في الشمال بالإضافة إلى كونها بوابة كبرى لأفريقيا من الجنوب، داعية إلى ضرورة تركيز الجزائر دائما على الشراكات الرابحة اقتصاديا، لتنمية البلاد وتطوير الاقتصاد، وعلى الطبقة السياسية، مثلما أكدت، أن تواكب مختلف التحولات السياسية والجيوستراتيجة.
ودعت المتحدثة، الشعب إلى الانخراط في المشهد السياسي وكذا تسيير شؤون الحياة العامة، حيث قالت إن الطبيعة لا تحتمل الفارغ، وفي حال عزف النخبة والمواطنون عن المشاركة و المبادرة فإن النتيجة ستكون ملء الساحة بفئات غير قادرة على التغيير أو التسيير، مؤكدة على ضرورة إعادة تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعي كالمدرسة والمسجد وغيرها، من أجل إعداد نخبة قادرة على صنع التغيير المنشود.
ووجهت رئيسة تاج، انتقادات للمعالجة الإعلامية لقناة فرانس 24 للحرائق التي عرفتها العديد من ولايات الوطن، مؤكدة أن الكرة الآن في ملعب الصحفيين الجزائريين، الذين وجب أن يتبنوا دورا طلائعيا في الدفاع عن القضايا الوطنية وتحسين صورة الجزائر، إذ نعيش اليوم في زمن الحروب الإعلامية ووجب التمكن والتحكم في مختلف أدواتها.
وتابعت، أن الخطر الكبير الذي يهدد أمن الجزائر لا يأتي من المغرب بالدرجة الأولى وإنما من حليفها الكيان الصهيوني، الذي سيستغل أي فرصة للإساءة للجزائر، قبل أن تؤكد على ضرورة توحيد كل الرؤى الوطنية لتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة أي خطر أو اعتداء محتمل، مع العمل على الاستشراف للمستقبل في مختلف المجالات سواء الأمنية أو الاقتصادية أو الطاقوية .
وأكدت زرواطي، وهي وزيرة بيئة في حكومات سابقة، عند تطرقها إلى أزمة الحرائق، على ضرورة تطبيق أقسى العقوبات في حق المتورطين في هذه الجريمة التي أتت على الأرواح والممتلكات والطبيعة في آن، مشيرة على ضرورة وضع مخططات استشرافية لمواجهة التغيرات المناخية التي ستؤثر لا محالة، بحسبها، على كل مجالات الحياة.
لقمان/ق