أكد أمس الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي مراد كواشي أن الاقتصاد الوطني حقق مؤشرات إيجابية لا يمكن نكرانها، وتحدث في تصريح للنصر عن تحقيق معدل نمو اقتصادي تجاوز 4 بالمائة، وذلك في ظرف صعب تميز بالكساد الكبير الذي يخيم على الاقتصاد العالمي وانخفاض معدلات النمو، كما تحدث الخبير كواشي عن زيادة حجم الصادرات خارج المحروقات، والمديونية الصفرية، وغيرها من الأمور الإيجابية التي تحققت.
وأوضح الخبير الاقتصادي مراد كواشي أن الدولة الجزائرية شرعت منذ ثلاث سنوات في إصلاحات عميقة للاقتصاد الوطني من أجل فك الارتباط بالمحروقات وإحداث التنمية الاقتصادية، وحصر هذه الإصلاحات في قانون جديد للاستثمار دخل حيز الخدمة العام الماضي، وتضمن تسهيلات وامتيازات للمستثمرين الأجانب والمحليين، إلى جانب الإصلاحات التي مست المنظومة البنكية والمصرفية خاصة مراجعة قانون النقد والقرض، ومحاولة إعطاء دفع آخر للمنظومة البنكية من خلال إنشاء فروع بنكية في الخارج لاسيما في دول إفريقية وفرنسا من أجل مرافقة المستثمرين الجزائريين، وزيادة حجم وقيمة تحويلات المهاجرين الجزائريين خاصة من فرنسا، كما تحدث نفس الخبير عن فتح رأسمال بنكين عموميين من أجل زيادة تنافسية وأداء المنظومة البنكية، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير من طرف رئيس الجمهورية والحكومة بالرقمنة، مشيرا في السياق ذاته إلى الإصلاحات التي مست قطاع العقار، كما بذلت مجهودات كبيرة حسبه في القطاع الفلاحي، منها إنشاء بنك للبذور والذي من شأنه أن يحسن نوعية وكمية الإنتاج الحيواني والنباتي، إلى جانب الترخيص باستيراد العتاد الفلاحي الأقل من 7 سنوات، وفي نفس الوقت تم مراجعة قانون الصفقات العمومية من أجل إعطاء أكثر شفافية للصفقات العمومية ورقمنتها، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالمؤسسات الناشئة حسب نفس المتحدث.
وفي السياق ذاته تحدث الخبير كواشي عن الجهود المبذولة على المستوى الدبلوماسي، وقال بأن الجزائر بذلت قصارى جهودها على مستوى الدبلوماسية الاقتصادية من خلال تنظيم معارض سواء في إفريقيا وبعض الدول العربية أو في الجزائر من أجل الترويج للمنتوج الجزائري، والترويج للجزائر كوجهة استثمارية، وكذا تدعيم العمق الإفريقي للاقتصاد الجزائري، خاصة من خلال زيادة عدد الرحلات البحرية والجوية لعدد من العواصم الإفريقية، إلى جانب الطريق البري بين الجزائر وموريتانيا، ومشاريع استثمارية هامة على مستوى طريق الوحدة الإفريقية، ومشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا، النيجر والجزائر ومشروع الألياف البصرية.
وفي نفس الإطار تطرق كواشي إلى عدد المشاريع الاستثمارية في الفترة ما بين الفاتح نوفمبر2022 إلى 15 جوان 2023 وتحدث عن تسجيل أكثر من 2600 مشروع بقيمة مالية قاربت 8 مليار دولار لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، و أوضح أن هذه المشاريع هامة وموزعة على القطاع الصناعي بـ 51 بالمائة، وقطاع البناء والأشغال العمومية بنسبة 15 بالمائة، و 14 بالمائة في قطاع النقل، و166 مشروعا في قطاع الفلاحة، ودعا نفس المتحدث الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار إلى تقديم أرقام حول المشاريع المجسدة قصد تقديم ثمرة هذه الإصلاحات للشعب الجزائري ونسبة المشاريع الموجودة قيد الإنجاز. من جهة أخرى قال الخبير مراد كواشي بأن وتيرة سير القطاعات تتم بوتيرة مختلفة، و أوضح أن هناك قطاعات تسير بوتيرة جيدة وأخرى بوتيرة بطيئة، ودعا إلى مواصلة الإصلاحات ومحاربة البيروقراطية، وتحدث عن رهانات كبيرة تنتظر الحكومة الجزائرية أهمها محاربة السوق السوداء، والرقمنة وتطوير القطاعين الفلاحي والصناعي.
نورالدين ع