حل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية حيث سيشارك في أشغال الدورة العادية الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
و ستنطلق أشغال الدورة 78 العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الاثنين بصفة رسمية و تستمر إلى غاية 24 من شهر سبتمبر الجاري، بمشاركة 140 من قادة العالم بينهم رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، الذي يشارك في هذه الأشغال للمرة الأولى منذ انتخابه.
ومن أبرز القضايا التي سيتناولها قادة دول العالم في الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة الحالية مسألة الصحة عبر ثلاثة اجتماعات، وتتطرق لمختلف الجوائح التي يعرفها العالم لا سيما كورونا أو أي وباء آخر، ومسألة التغطية الصحية الشاملة في العالم، واجتماع آخر رفيع المستوى حول مرض السل.
ومن بين القضايا السياسية الأخرى التي ستكون حاضرة في هذه الدورة بقوة الأزمة الأوكرانية، حيث سيعقد مجلس الأمن اجتماعا هاما حول هذا الملف، وتحدثت تقارير إعلامية عن خطة للسلام في أوكرانيا سيتم الكشف عن تفاصيلها لاحقا خلال انطلاق الأشغال.
كما سيتناول المشاركون في هذه الدورة أيضا مسائل وملفات متفرقة على غرار التنمية الشاملة والتطرق أيضا لمسألة التغيرات المناخية وغيرها.
وتعتبر دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة أكبر محفل دبلوماسي سنوي في العالم حيث يلتقي العشرات من قادة دول العالم فيه، وتتم خلالها مناقشة كبريات القضايا المطروحة على العالم.
ومن هذا المنطلق فإن مشاركة رئيس الجمهورية في هذه الدورة لها أهمية كبيرة خاصة في ظل الظروف والتحولات المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم على كافة المستويات، والتحديات الكبيرة التي تفرضها هذه التحولات، حيث ستشكل هذه المشاركة فرصة حقيقية لعرض وجهة نظر ورؤية الجزائر للعديد من المسائل و كبرى الملفات المطروحة اليوم على الساحة الدولية.
ومن أبرز هذه القضايا التي كانت الدبلوماسية الجزائرية قد بذلت جهودا كبيرة بشأنها منذ مدة، مسألة الأمن في منطقة الساحل، حيث قدمت الجزائر بكل وضوح رؤيتها لهذه المسألة عبر مقاربة شاملة تزاوج بين الأمن والتنمية ورفض التدخلات العسكرية الخارجية في هذه المنطقة من القارة الإفريقية، وهو ما ذكرت الجزائر به في المدة الأخيرة خلال وقوع الانقلاب العسكري في النيجر. كما ستكون دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة أيضا للجزائر للتأكيد مجددا على نظرتها لحل الأزمة في ليبيا والتأكيد مجددا على حقوق الشعبين الفلسطيني والصحراوي.وانطلاقا من الدور الإقليمي الواضح الذي تلعبه الجزائر في ضمان الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة وفي العالم باعتراف العديد من الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، وباعتبارها شريكا هاما في هذا الجانب، فإن انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي بداية من جانفي المقبل سيكون هو الآخر ملفا مهما لرئيس الجمهورية خلال وجوده في نيويورك حيث سيعرض رؤية الجزائر من جديد حول المسائل التي تخص الأمن والسلم الدولي، ودور الجزائر ونهجها في ذلك خلال وجودها في مجلس الأمن الدولي.أما بالنسبة لقضايا التغيرات المناخية والصحة وضمان العلاج لكل سكان المعمورة فإن موقف الجزائر من ذلك كان واضحا خلال الاجتماعات واللقاءات الدولية المتخصصة التي عقدت لهذا الغرض. أما في مجال التحدي الطاقوي الذي يمر به العالم فإن الجزائر وباعتراف العديد من الأطراف تعتبر شريكا موثوقا وهاما في هذا الجانب، وهو ما يمكنها التأكيد عليه مجددا في دورة الجمعية العامة.
كما ستكون دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة من ناحية أخرى لنشاط دبلوماسي مكثف وعالي المستوى لرئيس الجمهورية من خلال اللقاءات الثنائية التي سيعقدها مع نظرائه من قادة دول العالم على الهامش.
وتعد الجمعية العامة جهاز الأمم المتحدة التمثيلي الرئيسي للتداول وصنع السياسة العامة وهي بذلك تحتل موقعا مركزيا بوصفها الهيئة الرئيسية للتداول ورسم السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة، ولكل دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة صوت واحد ويتطلب التصويت الذي يجري على مسائل هامة محددة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، لكن المسائل الأخرى يبث فيها بأغلبية بسيطة.
وتعتبر الجمعية العامة منتدى ومساحة فريدة لإجراء المناقشات متعددة الأطراف بشأن كل المسائل الدولية التي يشملها ميثاق الأمم المتحدة، لذلك فإن الكثير من قادة العالم يحرصون دائما على المشاركة فيها.
إلياس -ب