يشرع أساتذة السنة الأولى متوسط الأحد المقبل في المعالجة البيداغوجية للتلاميذ الذين تعثروا في امتحان تقييم المكتسبات، وتخص العملية الفئة المصنفة في الخانتين "ج" و"د"، على أن تتواصل المعالجة البيداغوجية على مدار السنة الدراسية تحت إشراف مفتشي المواد.
تتم المعالجة البيداغوجية لتلاميذ السنة الأولى متوسط على ضوء النتائج المحققة في امتحان تقييم المكتسبات، من أجل تحسين مستواهم التعليمي، وتجاوز الصعوبات التي تواجههم من حيث التحكم في مختلف جزئيات المقرر الدراسي.
ويقصد بالخانتين "ج" و"د" التلاميذ المصنفين في التقديرين التحكم الجزئي والأدنى في مختلف المواد التي تلقاها التلميذ في الطور الابتدائي، قصد مساعدتهم على سد النقائص وتجاوز نقاط الضعف وتحسين مستوى التحصيل العلمي، وإعدادهم للانتقال إلى مرحلة التعليم الثانوي.
وأكد في هذا الصدد الأمين الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة في تصريح "للنصر"، بأن المعالجة البيداغوجية تعتمد على جملة من المعايير العلمية، وستتم مرحليا، مع تخصيص الأيام الأولى من العام الدراسي لمعالجة الصعوبات ذات الأهمية القصوى أو الطابع الاستعجالي، على غرار الأخطاء الإملائية التي تتكرر لدى التلاميذ المعنيين بالمعالجة البيداغوجية، وكذا صعوبة القراءة وفهم المنطوق.
وأضاف المتدخل بأن الوزارة وضعت بين أيدي أساتذة الأولى متوسط خارطة طريق لاعتمادها في المعالجة البيداغوجية، بعد أن تم شرح تفاصيلها خلال الدورة التكوينية التي جرت يومي 17 و18 سبتمبر الجاري، بتأطير من المفتشين.
وسيتم إنجاز المعالجة البيداغوجية من قبل الأساتذة بصفة فردية، أي بتخصيص جزء من الوقت خلال الحصة للتلاميذ الذين واجهوا صعوبات أو تعثروا في امتحان تقييم المكتسبات، أو ضمن مجموعات صغيرة باعتماد الطرق البيداغوجية التشاركية، على أن تستمر العملية خلال السنة الدراسية وفق تسلسل التعلمات.
وأضاف المصدر بأن المعالجة البيداغوجية ستكون أيضا في إطار الامتحانات الفصلية، وذلك بتكييف الأسئلة مع مستوى التلاميذ المعنيين بالمرافقة البيداغوجية، بطريقة تسمح بتحديد النقائص ونقاط الضعف قصد تصحيحها من طرف الأستاذ خلال الفصل الدراسي الموالي.
وترمي المعالجة البيداغوجية التي تتواصل عبر كافة سنوات الطور المتوسط، إلى تحسين مستوى التلاميذ المصنفين في الخانتين "ج" و"د" وتمكينهم من الانتقال إلى الطور الثانوي، ومواصلة المسار التعليمي واجتياز شهادة البكالوريا، بما يؤدي إلى التقليل من نسبة التسرب المدرسي.
ويتم اعتماد هذه الطريقة من قبل الدول التي لديها منظومة تربوية ناجحة، تقوم على المرافقة المستمرة للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلم، من أجل مساعدتهم على تخطي العقبات والانتقال بسلاسة من مستوى إلى آخر، دون دفعهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكرة بدعوى ضعف المستوى.
ويقوم أستاذ المادة بوضع برنامج خاص بالتلاميذ المتعثرين في امتحان تقييم المكتسبات، اعتمادا على النتائج التي تم تدوينها على دفاتر تقييم المكتسبات، وكذا المعلومات التي توفرها الأرضية الرقمية التابعة لوزارة التربية الوطنية.
وينتظر أن تفرج الوصاية عن مناشير جديدة لتأطير المعالجة البيداغوجية، ومرافقة الأساتذة المعنيين بتجسيد هذا البرنامج، بحكم أنها تجربة أولى ما تزال قيد الدراسة وقد تشهد تحسينات إضافية في مواسم مقبلة، من أجل بلوغ الأهداف المرجوة من قبل الوزارة.
وأثار الأستاذ عمورة في سياق الحديث عن المعالجة البيداغوجية إشكالية تأخر بعض المدارس الابتدائية عن طباعة دفاتر تقييم المكتسبات الخاصة بكل تلميذ، مما قد يعطل انطلاق المعالجة البيداغوجية على مستوى بعض الأقسام، إلى حين توفر المعلومات الكاملة والمفصلة لدى أساتذة الطور المتوسط.
وتسجل أعلى نسبة رسوب في السنة الأولى متوسط، لذلك ارتأت وزارة التربية الوطنية إلغاء شهادة التعليم الابتدائي، وتعويضها بامتحان تقييم المكتسبات، لتشخيص النقائص التي تسجل على التلاميذ في نهاية الطور الابتدائي، ومعالجتها تدريجيا في مرحلة التعليم المتوسط وفق الطرق العلمية.
لطيفة بلحاج