* توافق تام في تفضيل الحل الدبلوماسي للنزاعات
أعلن المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، صامويل واربرغ، أن بلاده تدعم انضمام الجزائر إلى مجلس الأمن الأممي. و قال بأن الجزائر تلعب دورا مهما من أجل أمن واستقرار المنطقة، حيث ثمنت واشنطن عاليا مجهوداتها لتسوية الأزمة في النيجر.
أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية صامويل واربرغ، الخميس، بنيويورك، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتوافق مع الجزائر في تفضيل الحل الدبلوماسي للنزاعات. وقال واربورغ في تصريح للبعثة الإعلامية إلى نيويورك «الحكومة الأمريكية تتفق مئة في المئة مع الحكومة الجزائرية في هذا الموقف، فنحن دائما نفضل المسار الدبلوماسي».
وأكد المتحدث أن الحكومة الجزائرية الحالية تلعب دورا مهما بالنسبة للأمن والاستقرار، ونحن يجب أن نشكر الجزائر على الجهود التي تقوم بها في هذا الشأن، ونهيب بها للعب دور أكبر في الملفات الإقليمية».
من جانب آخر، قال المسؤول الأمريكي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم انضمام الجزائر إلى مجلس الأمن الأممي. وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نرحب بمشاركة الجزائر في مجلس الأمن وفي مختلف المؤسسات والهيئات واللجان الدولية”.
ومن المنتظر أن تشغل الجزائر بداية العام المقبل منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي بعد نيلها ثقة عديد الدول التي صوتت لصالح الجزائر لشغل المقعد، الذي سيكون منبرا أمميا تستغله الجزائر للدفاع عن القضايا العادلة في العالم، والدفع نحو التسوية السلمية للنزاعات الدولية.
وكان رئيس الجمهورية، قد استعرض في كلمته خلال أشغال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أولويات الجزائر خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن الدولي، حيث قال بأن الجزائر التي تتأهب لتبوء مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن “على وعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقها” بالنظر إلى التحديات التي تواجهها المجموعة الدولية، حيث “ستسخر في هذا الصدد خبرتها الثرية في مجال الوساطة وتغليب التسوية السلمية للنزاعات”.
وشدد رئيس الجمهورية على أنه “حان الوقت للتفكير معا في سبيل إعلاء قيم ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتعزيز التزاماتنا الجماعية و إرساء الأسس المتينة التي تفضي إلى المزيد من التعاون العالمي الفعال بشأن القضايا الرئيسة” ، بهدف “التمكن من تكريس السلم والأمن الدوليين والتنمية المستدامة في عالم متعدد الأقطاب”.
واغتنم رئيس الجمهورية هذه السانحة ليجدد الشكر للدول الـ 184 التي صوتت لصالح الجزائر، مؤكدا على أن هذه الثقة “ستحرص الجزائر على صونها أثناء عهدتها بمجلس الأمن”، كما أنها “ستسعى على تجسيدها بالتعاون الوطيد مع كافة الدول الأعضاء بمجلس الأمن وفي هيئة الأمم المتحدة”.
كما ستعمل الجزائر –يضيف رئيس الجمهورية– على “تسخير خبرتها الثرية في مجال الوساطة وتغليب التسوية السلمية للنزاعات”، مشيرا إلى أنه و “عملا بهاته الروح، فإن الجزائر ستنضم الى مجلس الأمن حاملة لآمال شعوب القارة الإفريقية والمنطقة العربية” وداعية الى “الاعتماد على مقاربة ترتكز على الحلول النهائية للأزمات من خلال معالجة أسبابها الجذرية”.
وذكر رئيس الجمهورية، في هذا السياق بأن الجزائر كانت قد “ناضلت ومنذ نحو 50 سنة خلت ومن هذا المنبر الأممي إلى إصلاح مكامن الخلل في النظام الدولي الحالي” من خلال دعوتها إلى نظام دولي جديد تكون فيه المساواة بين الدول” وهي المبادئ التي كانت قد تأسست من أجلها منظمة الأمم المتحدة”.
اتصالات ولقاءات مكثفة بين الجزائر وواشنطن
وبات لافتا تكثّف الاتصالات السياسية بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية في الفترة الأخيرة وبشكل لافت، إذ جرت لقاءات ومكالمات هاتفية بين كبار المسؤولين من البلدين، لمناقشة عدد من القضايا المركزية في منطقة الساحل، وكان آخرها اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، و وفدا دبلوماسيا أمريكيا رفيع المستوى بقيادة نائبة كاتب الدولة، فكتوريا نولاند، وذلك على هامش مشاركته في أشغال الشق الوزاري للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حسبما أفاد به بيان للوزارة.
ولفت بيان الوزارة إلى أن الوفد الأمريكي ضم أيضا كلا من مساعدة كاتب الدولة لشؤون الشرق الأوسط، السيدة باربرا ليف، ومساعدة كاتب الدولة لشؤون المنظمات الدولية، السيدة ميشيل سيسون، وكذا مساعدة كاتب الدولة المكلفة بالشؤون الافريقية، السيدة كاثرين في.
وأبرز بيان الخارجية أن المحادثات بين الجانبين «تمحورت حول عدد من المسائل المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة في دورتها الحالية، لاسيما تطورات الأزمة في النيجر وآفاق تعزيز الجهود الدبلوماسية على ضوء مبادرة الحل السلمي التي تقدم بها رئيس الجمهورية.
كما تم التطرق إلى «تطورات الأزمة في مالي وسبل تكثيف المساعي لتهدئة الأوضاع وتمكين الأطراف المالية من استئناف تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر»، يضيف البيان.
ومن جانب آخر، أجرى الوزير محادثات ثنائية مع مساعدة كاتب الدولة لشؤون الشرق الأوسط، السيدة باربرا ليف، خصصت لاستعراض مستجدات الأزمة في ليبيا وتأكيد دعم البلدين لجهود المبعوث الأممي، السيد عبد الله باثيلي.
ويؤكد محللون أن «كثافة الاتصالات الجزائرية الأميركية الأخيرة، تعطي مؤشراً على رغبة واشنطن في تعزيز التعاون بالدولة الأكبر والأهم في منطقة شمال أفريقيا والساحل، خاصة بسبب الأهمية التي باتت تكتسبها الجزائر في مجال محاربة الإرهاب، والمبادرة إلى إحلال السلم في منطقة الساحل، خاصة بعد تحرك الجزائر الفعال الذي حال دون إطلاق حملة عسكرية مجهولة العواقب في النيجر. ع سمير