حذرت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص من اقتناء الأدوية مجهولة المصدر التي يتم الترويج لها عبر شبكات التواصل على أساس أنها منتجات أصلية، عن طريق ما يعرف «بالكابة»، مؤكدة بأن تناول مواد صيدلانية غير مراقبة تؤدي إلى تعقيدات صحية خطيرة.
وأفاد الناطق باسم النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية بأن الكثير من المواطنين يقعون ضحية شبكات تقوم بالترويج لأدوية ومنتجات صيدلانية عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، بسبب الإقبال على اقتنائها بأسعار خيالية، والمغامرة بتناولها دون التأكد من نوعيتها وما إذا كانت مطابقة للمعايير الصحية.
وسجل المتدخل في تصريح «للنصر» تداول عدة أنواع من الأدوية من قبل مصادر مجهولة، بعد أن يتم استقدامها من الخارج عن طريق «كابة»، ليتم الترويج لها على أساس أنها مواد أصلية وناجعة، ولديها فعالية كبيرة في معالجة الأمراض، لا سيما المستعصية منها، في وقت يمنع قانون الصحة منعا باتا بيع الأدوية عن طريق منصات التواصل.
وأضاف المصدر بأن نقابة الصيادلة الخواص تعمل بالتنسيق مع الوزارة الوصية لضمان وفرة مختلف أصناف الأدوية، التي يتم إنتاجها محليا وكذا المستوردة من الخارج بترخيص من الهيئات المعنية، مؤكدا بأن الإجراءات المطبقة على ارض الميدان تضمن وفرة الأدوية ومنع حدوث ندرة أو تذبذب في التوزيع، وكذا حماية المواطنين من تناول أدوية مجهولة المصدر.
وأفاد المتحدث بأنه لا يمكن إدراج أي دواء ضمن مدونة الأدوية القابلة للاستهلاك إلا بعد إخضاعه للتحاليل على مستوى المخبر الوطني للرقابة على الدواء ومستحضرات التجميل، ويتم منع المنتجات التي لا تخضع للشروط الصحية، والتي تحتوي على تركيبات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أو أعراض جانبية قد لا يتحملها المريض، لذلك يتم اللجوء إلى سحب أدوية من السوق في حال كانت نتائج التحاليل غير مرضية.
ونبه ممثل نقابة الصيادلة الخواص المواطنين الذين يلهثون وراء الشبكات التي تروج للأدوية مجهولة المصدر، إلى أن المواد التي يتم استقدامها بطريقة غير مقننة هي في الغالب عبارة عن منتجات مغشوشة، لكنها تظهر للعين المجردة بأنها مطابقة تماما للمواد الأصلية، وهو ما تفنده التحاليل المخبرية.
وأضاف المصدر بأن أغلب الأدوية التي يتم جلبها خفية عن أعين الرقابة، ليست صحية وناقصة من حيث التركيبة الكميائية، لذلك فهي لا تضمن الشفاء للمريض الذي يدفع أموالا طائلة من أجل الحصول عليها، بل قد تعرضه إلى مخاطر صحية، خاصة ما تعلق بالمضادات الحيوية المراهم التي تستخدمها بعض النساء لتبييض البشرة، وهي تؤدي إلى القصور الكلوي وسرطان الجلد.
ويتم الترويج للمواد الصيدلانية عبر منصات التواصل بأسعار خيالية، بحجة أنها أصلية وذات فعالية مقارنة بالأدوية الجنيسة، وذكر السيد مراد شابونية على سبيل المثال الأقراص المسكنة للآلام التي تباع عن طريق «الكابة» ب 800 دج للعلبة الواحدة، ما يمثل أربعة أضعاف ثمنها الحقيقي في البلد المنتج للدواء.
ولا تتحمل المصادر غير الرسمية التي تقف وراء الترويج للأدوية عن طريق الأنترنيت، في حال تعرض من يستهلكها إلى أخطار صحية، لأنها تعمل بطريقة خفية وهي ليست معروفة لدى وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، لذلك يطلب من المواطنين التحلي بالوعي وتفادي كل ما هو غير مقنن.
وأكد ممثل نقابة الصيادلة الخواص في ذات السياق على نجاعة الأدوية محلية الصنع، قائلا إن أزمة كورونا أكدت الفعالية العالية للمنتوج الوطني، الذي كان أداة هامة وأساسية في محاربة الوباء وحماية الصحة العامة، والتحكم في انتشار الفيروس الذي تمت محاصرته بفضل تناسق الجهود، وكذا التقيد بالإجراءات الصحية.
لطيفة بلحاج