كشف انسحاب جنود جيش الاحتلال الصهيوني من بعض المناطق في قطاع غزة عن حجم الكارثة التي لحقت بالقطاع في أسوء حرب عرفها التاريخ البشري ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن، وتحدث شهود عيان
عن انتشار عشرات الجثامين المتحللة لشهداء في شوارع غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال من بعض المناطق.
تحدث كل هذه الجرائم وسط صمت المجتمع الدولي الذي لم يتمكن من إصدار قرار أممي يوقف العدوان على غزة، ولم تكن الجرائم البشعة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع أمام مرآى العالم كله كافية لتحرك الضمير الإنساني العالمي لوقف آلة الحرب ضد المدنيين، والتي راح ضحيتها أزيد من 20 ألف شهيد و7 آلاف مفقود تحت الأنقاض وأكثر من 53 ألف جريح.
وتحدث أمس التقرير الإعلامي اليومي الصادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة عن عشرات الجثامين المتحللة التي تم العثور عليها في تل الزعتر بشمال قطاع غزة بعد انسحاب جنود الاحتلال، وتحدث نفس المصدر عن انتشار الجثث في كل مكان بالمنطقة، وتعكس هذه الصور جزء من حجم المأساة والجرائم التي ارتكبها الاحتلال في حق المدنيين العزل، واستخدم ضدهم كل أساليب الإبادة من القصف الجوي والبحري والمدفعي، وكذا الإعدام الميداني رميا بالرصاص في الشوارع والمساكن التي اقتحمها.
وفي السياق ذاته أشار التقرير اليومي لحركة حماس في غزة إلى تصاعد القصف الوحشي والعنيف على مختلف مناطق قطاع غزة، واستمرار جيش الاحتلال النازي في ارتكاب المجازر بكل من النصيرات وخانيونس ومناطق شمال قطاع غزة، والدمار الواسع الذي خلفته الغارات الجوية والقصف المدفعي على الأحياء السكنية، ولفت نفس التقرير إلى منشورات جيش الاحتلال التي ألقاها على مناطق النصيرات ومخيم البريج يطالب السكان فيها بإخلاء مخيم البريج وأكثر من نصف مساحة مخيم النصيرات، والنزوح إلى دير البلح في عملية تهجير قسري وحشية تتم تحت القصف والمجازر.
من جانب آخر اعتبرت حركة حماس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 الذي صدر مساء الجمعة ويدعو إلى توسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها بالخطوة غير الكافية، ولا تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني الذي يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل آلة البطش والإرهاب الصهيونية، خاصة وأن القرار حسب نفس المصدر لم يتضمن قرارا دوليا بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال الإرهابي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما أن هذا القرار واجه سلسلة تأجيلات وصلت إلى 7 مرات بفعل التعديلات الأمريكية التي أفرغت القرار من مضمونه وأخرجته بهذا الشكل الهزيل وفق ما أشار إليه تقرير حركة حماس في غزة، كما تحدث نفس المصدر عن رفض الوفد الأمريكي تعديلات روسية على مشروع القرار، حيث حاولت الوصول بالنص إلى صيغة تطالب بوقف لإطلاق النار، في حين الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض الفيتو.
وأكدت حماس أن الولايات المتحدة الأمريكية بهذا السلوك، ورفضها لأي إلزام بإيقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تؤكد انخراطها الكامل في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ومنحها الضوء الأخضر لحكومة الإرهاب في القدس المحتلة بالاستمرار في مجازرها بحق المدنيين، وأضاف نفس المصدر أن إلزام الاحتلال بإدخال المساعدات بكميات كافية، هو من واجب مجلس الأمن الدولي، والمساعدات يجب أن تشمل جميع مناطق قطاع غزة، خصوصا مناطق الشمال التي تتعرض إلى جانب المجازر اليومية، لحصار فاشي وسياسة تجويع مستمرة.
وبخصوص الوضع الإنساني والصحي، أوضح التقرير اليومي لحركة حماس في غزة أن حالة المواطنين والنازحين خاصة تزداد سوءا، لاسيما مع نزوح السكان من مناطق جديدة في مخيمات المحافظة الوسطى، ولا يجد النازحون أي مأوى سوى افتراش الشوارع، في ظل برد شديد ودخول منخفضات جوية قارسة البرودة، وجدد نفس المصدر التأكيد على دخول قطاع غزة في مجاعة واسعة، وفقدان المواد الأساسية من غذاء وماء ودواء وأبسط الاحتياجات المدنية، والغلاء الفاحش للمواد المتوفرة، وعدم تلبية المساعدات التي تدخل على جنوب قطاع غزة لاحتياجات المواطنين.
وفي سياق متصل دعت حماس المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى توثيق المجازر المروعة والإعدامات الميدانية بحق المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، خصوصا في مدينة غزة وبلدة جباليا، بحيث تعرضت المنطقتان على وجه التحديد حسب نفس المصدر إلى إبادة ممنهجة عبر تدمير كافة مناحي الحياة، كما دعت حركة حماس إلى رفع هذه الجرائم والفظائع إلى المحاكم الجنائية المختصة حول العالم، تمهيدا لمحاكمة قادة الصهاينة المجرمين على ما ارتكبوه من فظائع يندى لها جبين الإنسانية، وفي نفس الوقت دعت الحركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية بمتابعة أوضاع وحقوق الأسرى إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم القانونية ومتابعة وتسليط الضوء على ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني من انتهاكات وتعذيب ممنهج.
نورالدين ع