كبدت المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد منذ بداية المعركة البرية في غزة، وتحدث مساء أول أمس الناطق العسكري باسم كتائب القسام « أبوعبيدة» في تسجيل صوتي عن تدمير 825 آلية صهيونية منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وحولت المقاومة الفلسطينية القطاع إلى مقبرة للغزاة، حيث يعترف جيش الاحتلال الصهيوني يوميا بإصابة ومقتل العشرات من جنوده وضباطه في معارك غزة، على الرغم من أن المعركة ليست متكافئة لا من حيث العدة ولا العتاد، كما أشارت مصادر إعلامية صهيونية عن تقديرات تتحدث عن وصول أعداد جرحى جنود الاحتلال إلى 20 ألف مصاب، إذا أضيف لهم المصابون بصدمات نفسية.
وفي السياق ذاته يعيش جنود الاحتلال العائدين من معارك غزة صدمات نفسية قوية، وتحدثت مصادر إعلامية صهيونية أمس عن إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات الطب النفسي، كما تحدثت نفس المصادر عن إعداد حكومة الاحتلال برنامج خاص للتكفل النفسي بالجنود العائدين من غزة، وفي الإطار ذاته ذكرت مصادر أخرى قيام جندي صهيوني عائد من غزة بإطلاق النار على الحائط بعد استفاقته من كابوس أثناء النوم، وأصاب عدد من زملائه.
وفي نفس الصدد تحدث القادة العسكريون لجيش الاحتلال الصهيوني عن ضراوة المعارك في غزة، وأكدوا صعوبة القتال وتعقيدات كبيرة يواجهونها، وبالمقابل أبدت المقاومة الفلسطينية كفاءة كبيرة في إدارة المعركة، من حيث قوة التصدي وكفاءة الخطة وجاهزية المقاتل، وصولا إلى إدارتها حربا إعلامية ضربت عمق الوعي الصهيوني وخلخلت صفوف الجبهة الداخلية الصهيونية، كما يواجه كيان الاحتلال صراعات داخلية تكاد تعصف بحكومته الائتلافية، نتيجة ارتباك المشهد الداخلي الصهيوني وحالة الفشل واليأس التي يعاني منها الجنود والضباط في معارك غزة، وكذا فشلهم في تحرير الأسرى من أيدي المقاومة الفلسطينية.
من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال الصهيوني لليوم 83 ارتكاب المزيد من المجازر في حق الفلسطينيين من المدنيين الأبرياء، حيث قدرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عدد الشهداء خلال 24 ساعة الأخيرة ب 187 شهيدا و312 مصابا ليرتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني إلى 21507 شهيد و55915 مصاب.
ويستمر جيش الاحتلال في القصف الجوي والمدفعي على مخيمات البريج والنصيرات المكتظة بالسكان والنازحين، وسقط أمس عشرات الشهداء والمصابين، وأشار أمس التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى أن مخيمات البريج والنصيرات تحولت إلى مراكز لجوء ونزوح فعلي لمئات الآلاف من النازحين في مناطق شمال القطاع وخانيونس، وحسب نفس المصدر فإن العدو الصهيوني يلاحق النازحين في كل منطقة وزاوية لجأوا إليها، ولا وجود نهائيا لمناطق آمنة في غزة كما يحاول الاحتلال الترويج لأكاذيبه، بوجود مناطق آمنة في جنوب القطاع يمكن للنازحين التوجه إليها.
وفي السياق ذاته يواصل جيش الاحتلال قصفه العنيف على المناطق السكنية في خانيونس ورفح وجباليا، في ظل انعدام مناطق آمنة قد يلجأ إليها المدنيون، إضافة إلى انهيار النظام الصحي، وعدم وجود أي نقاط لعلاج المصابين الناجين من القصف والذين ينتظرون الموت البطيء، وأشار نفس المصدر إلى عدم وجود مراكز طبية أو مستشفيات في مناطق شمال قطاع غزة ومنطقة جباليا وبيت لاهيا ومخيم جباليا التي تتعرض لقصف وحشي ومجازر مروعة، وسقوط العشرات من الشهداء، إلى جانب الجرحى الذين لا يجدون علاجا أو إسعافا.
وفي نفس الوقت يواصل جيش الاحتلال حسب نفس المصدر بث الرعب في أوساط الشعب الفلسطيني في غزة من خلال الترويج لمجازره التي يرتكبها في مناطق بعينها من إعدامات واعتقالات وممارسات إجرامية بحق السكان المدنيين الذين رفضوا الخروج من منازلهم، وأكد المكتب الإعلامي لحماس في غزة أن العدو الصهيوني يهدف من هذه الممارسات إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من ديارهم كما حدث في سنة 1948 من خلال ارتكاب المجازر ثم بث الشائعات التي شجعت المواطنين على مغادرة مدنهم وقراهم.
وطالبت أمس حركة حماس في بيان صحفي الأمم المتحدة ووكالة الأونروا بالوقوف عند مسؤولياتهم القانونية اتجاه وقف جريمة التهجير القسري التي يحاول الاحتلال المجرم الدفع بها ضد سكان غزة، وذلك عبر تهدديهم بإخلاء مناطقهم تحت القصف، والتوجه لمناطق أخرى يقوم بقصفها لاحقا، ما يشكل حسب نفس البيان جريمة حرب وحشية ومركبة، كما طالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدةبالتحرك الجاد لوقف هذه النازية الصهيونية التي تتم على مرأى ومسمع من العالم، والعمل على إيصال المساعدات والمستلزمات الضرورية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني في عموم القطاع، وعدم الإذعان لتهديدات الاحتلال وضغوطه لحصر توزيع المساعدات والخدمات في أماكن معينة دون غيرها.
أما على صعيد الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة، فالوضع يزداد سوءا وتعقيدا أمام استمرار العدوان العنيف على مناطق مختلفة من القطاع وارتكاب الاحتلال عشرات المجازر يوميا في حق المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن، إلى جانب استمرار سلاح التجويع والحصار الذي يمارسه الاحتلال وقلة المساعدات الإنسانية التي تصل القطاع، بحيث لا تغطي حسب المتحدث باسم الإعلام الحكومي في غزة سوى 1 بالمائة من احتياجات سكان القطاع من المواد الغذائية والطبية والحاجيات الأخرى.
على صعيد آخر أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية الخمسة المجتمعة في لبنان أول أمس على ضرورة وقف العدوان الصهيوني قبل تبادل الأسرى، وشددت الفصائل الفلسطينية على الوقف الفوري لحرب الإبادة والأرض المحروقة والتطهير العرقي في قطاع غزة، كما أكدت على ضرورة كسر الحصار والشروع بإدخال المساعدات الإغاثية والطبية والوقود وإمداد الشعب الفلسطيني في غزة بكل مستلزمات الحياة، ونقل الحالات الخطرة من الجرحى إلى الخارج للعلاج.
نورالدين ع