قال المتحدث باسم السلطات الصحية في قطاع غزة، أشرف القدرة، أمس الاثنين، أن الاحتلال الصهيوني ارتكب 13 مجزرة في القطاع أسفرت عن استشهاد 156 فلسطينيا وإصابة 246 آخرين خلال 24 ساعة، فيما حذرت الأمم المتحدة، من أن نصف سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة، مشيرة إلى أن أكثر من 90 % من الفلسطينيين في القطاع ظلوا دون طعام لمدة يوم كامل عدة مرات، نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال أشرف القدرة، في تصريحات صحفية، أن حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 21.978 شهيدا و57.697 مصابا، وأن 70 في المائة من ضحايا العدوان الغاشم هم من الأطفال والنساء.
كما أشار إلى أن العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 326 من الكوادر الصحية وتدمير 104 من سيارات الإسعاف وإخراجها عن الخدمة، مشيرا إلى أن الاحتلال مستمر في اعتقال 99 من الكوادر الصحية في ظروف غير إنسانية.
وأضاف المتحدث ذاته أنه يتم العمل الآن من أجل إعادة تشغيل المستشفيات في شمال غزة، و أنه جاري البحث مع المؤسسات الأممية لإعادة تشغيل المراكز الصحية في مختلف مناطق القطاع.
وطالب المتحدث الرسمي باسم السلطات الصحية في غزة، المؤسسات الأممية بالعمل على حماية المنظومة الصحية وأطقمها، مؤكدا على ضرورة إرسال الفرق الطبية والمستشفيات الميدانية لتلبية الحاجة الهائلة في القطاع.
من جهة أخرى، أفاد مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، جيمس إلدر، أن أكثر من 1000 طفل في غزة بترت لهم ساق واحدة أو كلتا الساقين، من جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ونقل عمال الإغاثة الدوليون، الذين يزورون القطاع، المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في ظل العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وبشأن تفاقم الأزمة الصحية من جراء الحصار الصهيوني والنقص الشديد في المستلزمات الطبية، أوضحت «اليونيسف» أن الأطباء في غزة يضطرون إلى بتر الأطراف ليس فقط من دون مواد مخدرة بل بعمليات سريعة خارج المرافق الصحية، ومن دون أدوية مسكنة أيضا.
وشدد مسؤول في «اليونيسيف» على أنه «حتى لو تعافى الأطفال من البتر فإنهم لا يهربون من جحيم التهديد بالقتل بسبب القصف الصهيوني».
وذكرت المتحدثة باسم المنظمة، الطبيبة مارغريت هاريس أن موظفي منظمة الصحة العالمية في غزة لا يستطيعون التنقل بين أقسام الطوارئ في مستشفيات القطاع «خوفا من الدوس على الناس»، في إشارة إلى اكتظاظ المراكز الطبية بالجرحى والمرضى والنازحين من العدوان.
ووصفت الوضع داخل المستشفيات بأنه «غير معقول» و»لا يصدق أن العالم يسمح باستمرار هذه المعاناة» مؤكدة أن المرضى والجرحى يعانون من آلام شديدة ويطلبون الطعام والماء.
وأكدت الأمم المتحدة أن العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على القطاع «خلق كارثة إنسانية»، وأن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون للمجاعة.
وقال كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، عارف حسين، إن الكارثة الإنسانية في غزة هي «من بين أسوأ الكوارث التي شهدها القطاع على الإطلاق»، مشيرا إلى أن 20 % من السكان يواجهون نقصا حادا في الغذاء.
وأضاف حسين، في تصريحات صحيفة : «أفعل هذا منذ حوالي 20 عاما.. لقد زرت كل مناطق الصراع تقريبا، اليمن، جنوب السودان، شمال شرق نيجيريا، إثيوبيا.. ولم أر شيئا كهذا من قبل، سواء من حيث حجمه أو ضخامته، وأيضا من حيث الوتيرة التي حدث بها».
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن الكيان الصهيوني عاقب المدنيين في غزة بشكل جماعي واستخدم تجويع المدنيين و»كلاهما جرائم حرب محتملة».
من جهتها قالت المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود الدكتورة غيليميت توماس، أن الكيان الصهيوني سمح في الأسابيع الأخيرة بدخول ما بين 100 إلى 120 شاحنة إلى غزة يوميا، إلا أن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من الـ500 شاحنة التي كانت تدخل كل يوم قبل العدوان، وأقل بكثير مما هو مطلوب.