تعكف وزارة التجارة وترقية الصادرات لاستكمال التحضيرات الخاصة باستقبال شهر رمضان المقبل، لضمان تموين السوق بصفة منتظمة بالمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، والحفاظ على استقرار الأسعار، عبر مضاعفة كميات العرض خاصة ما تعلق باللحوم الحمراء والحليب.
وخصص وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني اليوم الأخير من سنة 2023، لعقد جلسة عمل بحضور إطارات مركزية وجهوية بذات الهيئة، لعرض آخر الترتيبات المرتبطة بالتحضير لشهر رمضان المقبل، فضلا عن الإجراءات الكفيلة بضمان صحة المستهلكين من خلال تكثيف الحملات التفتيشية والرقابة لمنع التجاوزات التي قد يرتكبها التجار.
وتعكف الوزارة الوصية على استكمال الإجراءات التحضيرية لاستقبال الشهر الفضيل في أوضاع مستقرة وهادئة، وذلك بالتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين ونقابات التجار، لضمان التموين المستمر للسوق بمختلف المواد الاستهلاكية التي يزداد عليها الطلب في رمضان من قبل عامة الأسر، التي تفضل بدورها الإعداد لهذه المناسبة الدينية والاجتماعية مبكرا.
وأفادت في هذا السياق مصادر من نقابات التجار بأن الوزارة الوصية تبحث مع المستوردين وكذا فيدرالية اللحوم الحمراء سبل تموين السوق باللحوم الحمراء الطازجة بأسعار معقولة تراعي جيب المواطن البسيط، وتضمن حقوق التجار والمستوردين، استعدادا لشهر رمضان.
وأضافت ذات المصادر بأن كميات معتبرة من اللحوم الحمراء الطازجة سيتم استيرادها من بلدان أوروبية، من أجل إغراق السوق بهذه المادة الغذائية وكسر أسعارها التي وصلت إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، مما دفع بالسلطات العمومية إلى الاستيراد لضبط السوق.
وينتظر أن تدخل أولى كميات من لحم العجول الطازجة خلال شهر جانفي الجاري، على أن تتواصل عملية الاستيراد طيلة شهر فيفري المقبل، مع الحرص على إقحام التجار في توسيع شبكة التوزيع لتصل الكميات المستوردة إلى مختلف مناطق البلاد، من أجل تحقيق استقرار الأسعار والوفرة.
وينتظر أن تفصل وزارة التجارة في أسعار اللحوم الحمراء الطازجة التي ستدخل السوق قريبا، عبر وضع سقف محدد لا ينبغي للتجار تجاوزه، فضلا عن تشديد الرقابة على مختلف الفضاءات التجارية حتى لا تباع اللحوم المستوردة بأسعار مضاعفة، على أساس أنها منتوج محلي، من أجل إنجاح التدابير الرامية إلى دعم المواطن البسيط.
وتتمحور المفاوضات القائمة ما بين مصالح الوزارة الوصية والمتعاملين حول إمكانية تسقيف سعر بيع اللحوم الحمراء الطازجة المستوردة بـ 1300 دج للكغ الواحد، مع السعي إلى تخفيض سعر لحوم الأبقار المستوردة مؤخرا من دول أمريكا اللاتينية المعروضة حاليا في الأسواق إلى أقل من 1200 دج، بما يضمن مصالح كافة الأطراف المتدخلة في توفير هذه المادة وطرحها عبر مختلف نقاط التوزيع.
ويذكر أيضا بأن الديوان المهني للحبوب بادر هو الآخر إلى استيراد كميات هامة من البقوليات استعدادا لشهر رمضان، بعد أن تم تسجيل بعض الخلل في التموين بالحبوب الجافة على مستوى عدد من المساحات التجارية، خاصة ما تعلق بمادة الفاصولياء التي يكثر عليها الطلب في فصل الشتاء.
ويتوقع أن يساهم المرسوم التنفيذي الخاص بتسقيف هوامش ربح الحبوب الجافة المرتقب صدوره هذه الأيام، في ضمان استقرار أسعار هذه المواد واسعة الاستهلاك، والحد من الممارسات التي قد يلجأ إليها بعض التجار من أجل تحقيق الأرباح، عن طريق اعتماد أسعار مضخمة للبقول الجافة.
وتشمل التدابير الاستباقية لوزارة التجارة وترقية الصادرات أيضا توفير حليب الأكياس المدعم، وتم لأجل تحقيق هذا الهدف رقمنة خارطة طريق توزيع هذه المادة، مع تحيينها من أجل إيصال هذه المادة الغذائية الأساسية إلى كافة الأحياء والمجمعات السكنية.
كما قامت من جهتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بمنح رخص إضافية لاستيراد غبرة الحليب، عقب تسجيل بعض الثغرات التي أدت إلى اختفاء هذه المادة على مستوى عدد من نقاط التوزيع، مما أثار قلق المواطنين من إمكانية العودة مجددا إلى أزمة حليب الأكياس التي استنفرت السلطات العمومية لوضع حد لها، إلى جانب تشديد الرقابة لمنح الاحتكار والمضاربة غير المشروعة بالمواد الغذائية المدعمة.
لطيفة بلحاج