شدد وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة على ضرورة رفع مستوى الإنتاج بالنسبة لمادة البطاطا، لتلبية الطلب المتزايد عليها من قبل المستهلكين، وكذا وحدات التحويل، إلى جانب المصدرين، داعيا الفلاحين إلى العمل التشاركي لتحقيق الأهداف المسطرة.
وأفاد بيان لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية صدر أمس، بأن لقاء جمع مؤخرا المسؤول الأول على القطاع مع أعضاء المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة البطاطا، خصص لمناقشة عدة محاور تتعلق بهذه الشعبة الاستراتيجية، وآفاق تطويرها.
وتناول اللقاء دراسة سبل تدعيم الفلاحين لتحسين المردود الخاص بمنتوج البطاطا، من أجل تعزيز الأمن الغذائي، وكذا تدعيم وحدات التحويل، وتمكين المصدرين من رفع الكميات التي تحول إلى الخارج، لتنويع الصادرات خارج المحروقات، إذ تعد المنتجات الفلاحية من بين العناصر التي يعول عليها لرفع مستوى الصادرات، لا سيما اتجاه البلدان الإفريقية.
وتسهر وزارة الفلاحة على مساعدة الفلاحين في الحصول على وسائل ومدخلات الإنتاج، خاصة ما تعلق بالبذور والأسمدة والعتاد الفلاحي، فضلا عن مساهمتها في مرافقة المنتجين لمعالجة الإشكالات التي قد تعترضهم، ومن بين الآليات المعتمدة لتحقيق هذا المبتغى استحداث آلية لضبط المنتجات الفلاحية الاستراتيجية، من بينها مادة البطاطا.
ويؤكد في هذا الصدد بيان وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بأنه من ضمن النقاط الأساسية التي تم طرحها على طاولة النقاش، توفير البذور وضبط الإنتاج، وذلك عن طريق تدخل الوصاية لتخزين الفائض من المحاصيل التي يحققها الفلاحون، وطرحه في السوق خلال الفترات التي تتراجع فيها كميات الإنتاج، بهدف الحفاظ على استقرار أسعار المواد الاستراتيجية، من بينها مادة البطاطا التي تعد ضابطا لأسعار باقي المنتجات الفلاحية، من خضر وفواكه، ومن بين عوامل استقرار السوق.
وشدد يوسف شرفة في ذات المناسبة على أهمية العمل التشاركي ما بين الوزارة والمنتجين الفلاحيين، وعلى ضرورة تبني مبدأ الحوار الدائم مع كافة الفاعلين لتعزيز القدرات الإنتاجية، وبلوغ الأهداف المسطرة في هذا المجال.
ويتزامن الاجتماع الذي تم عقده على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مع الشروع الفعلي في التحضير لشهر رمضان المقبل من قبل القطاعات المعنية، عبر تجنيد الوسائل المادية والبشرية لضمان الوفرة مع استقرار الأسعار، وتم لأجل تحقيق ذلك إطلاق عملية واستيراد كميات هامة من المواد الغذائية لتغطية العجز، على غرار اللحوم البيضاء والحمراء والبقول الجافة.
كما تهدف وزارة الفلاحة من خلال التنسيق مع المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة البطاطا إلى ضمان الوفرة المستمرة والدائمة لهذا المنتوج الاستراتيجي على مستوى الفضاءات التجارية المختلفة، والحيلولة دون الوقوع في ندرة أو تراجع محسوس في الإنتاج، لأن ذلك سيؤدي إلى غلاء أسعار هذه المادة الغذائية الأساسية، وإلى حدوث اضطراب في المستوى العام لأسعار باقي المحاصيل الفلاحية.
ويتجاوز إنتاج مادة البطاطا سنويا 40 مليون قنطارا، وتعد ولاية الوادي من المناطق الرائدة في توفير هذه المادة الغذائية الاستراتيجية، إلى جانب عدد من المناطق الغربية للوطن على غرار ولاية عين الدفلى، في حين يقدر مستوى استهلاك الفرد الواحد لمادة البطاطا سنويا بحوالي 100 كلغ.
وتقوم الوزارة الوصية بتخزين كميات هامة من هذا المنتوج تحسبا لشهر رمضان على مستوى غرف التبريد، التي يتم اخضاعها إلى رقابة مشددة من أجل فرض احترام الشروط الصحية من قبل القائمين على عملية التخزين، حفاظا على القيمة الغذائية لهذه المادة بعد إخراجها إلى الأسواق، وكذا من أجل منع المضاربة والاحتكار.
لطيفة/ب