أعلنت مصالح الحماية المدنية عن الدخول في حالة استنفار من المستوى الأول لمواجهة الاضطرابات الجوية التي تشهدها عدة مناطق من البلاد، مع تسخير الوسائل الضرورية للتكفل بالمرضى والنساء الحوامل بالمناطق البعيدة، وتوزيع دوريات على النقاط السوداء من أجل الاستجابة الفورية لنداءات الاستغاثة.
كشف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم كمال بن فحصي «للنصر» أمس عن إعلان الاستنفار رقم واحد على مستوى المديريات الولائية للحماية المدنية بالمناطق المعنية بالاضطرابات الجوية، التي سارعت إلى تجنيد وتسخير الوسائل البشرية والمادية المتوفرة للتكفل بالحالات الطارئة، وتخفيف العزلة عن سكان المناطق البعيدة والنائية.
وتتضمن حالة الاستنفار من المستوى الأول تصميم خارطة للأخطار تتناسب مع طبيعة كل منطقة، مع التركيز على النقاط السوداء التي تشهد خلال الاضطرابات الجوية اختناقات مرورية أو فيضانات وانزلاقات للتربة وارتفاع لمنسوب المياه عبر الطرقات أو المجمعات السكنية، إلى جانب تشكل الجليد وكذا الضباب مما قد يسبب وقوع حوادث مرور.
كما تم تزويد وحدات التدخل التابعة لمصالح الحماية المدنية بالوسائل اللازمة، من بينها سيارات إسعاف وشاحنات مجهزة، فضلا عن تشكيل دوريات استطلاعية على مستوى القرى والمداشر، من أجل التدخل السريع في حال تلقي نداءات استغاثة أو طلب مساعدة من قبل قاطني هذه المناطق التي تبعد عن مراكز المدن والمرافق العامة بعدة كيلومترات.
ويحظى أصحاب الامراض المزمنة بعناية خاصة من قبل مصالح الحماية المدنية، التي وضعت تدابير استثنائية لمرافقة هذه الفئة خلال الاضطرابات الجوية والتساقط الكثيف للثلوج التي تعرفها هذه الأيام المناطق الداخلية، عبر تسخير سيارات إسعاف لنقلهم إلى المستشفيات لمزاولة العلاج، على رأسهم المصابون بالعجز الكلوي، فضلا عن الحرص على نقل النساء الحوامل إلى مصالح الولادة في المناطق التي تنقطع فيها حركة الطرقات بسبب كثافة الثلوج.
كما نصحت ذات المصالح المواطنين بالتزام الحيطة والحذر، وعدم المغامرة بالتنقل في مسافات بعيدة خلال تساقط الأمطار والثلوج نهاية هذا الأسبوع إلا للضرورة، مع الحرص على المتابعة المستمرة للنشرات الخاصة لمصالح الأرصاد الجوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وشبكات التواصل الاجتماعي، لتفادي الاختناقات المرورية التي تنجر عنها حوادث طرقات أليمة ومميتة في كثير من الحالات.
وتوجه في هذا السياق المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم كمال بن فحصي إلى الأفواج الكشفية والجمعيات التي تعتزم التنقل إلى المرتفعات التي كستها الثلوج من أجل الاستكشاف والسياحة، بتذكيرها بالإجراءات الاحتياطية الواجب التقيد بها من أجل ضمان رحلات آمنة، وتفادي حوادث التيهان وسط الغابات والأحراش.
وأكد المصدر على ضرورة الاستعانة بعدة وسائل قبل انطلاق الرحلة، من بينها خارطة مفصلة للموقع وبوصلة وأجهزة اتصال، مع إعلام مسبق للمصالح الأمنية بشأن برنامج النزهة ووجهتها، وعدد الأفراد المعنيين بها، من أجل التدخل الفوري في حالة الطوارئ، وذكر المتحدث بما شهدته نهاية السنة الفارطة بعد أن ضل 36 شخصا الطريق شهر ديسمبر المنصرم بأعالي جبال تيكجدة بالبويرة قبل العثور عليهم.
وعاد المتدخل مجددا لتذكير الأسر بالتدابير الوقائية الواجب التقيد بها للحماية ضد التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون أو القاتل الصامت الذي ما يزال يتسبب في حوادث مميتة، إذ تم تسجيل منذ مطلع السنة الجديدة وفاة 5 أشخاص جراء استنشاق غازات غير مكتملة الاحتراق المنبعثة من أجهزة التسخين والتدفئة، والانعدام التام لمصادر التهوية.
وأكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية بأن استعمال المواقد التقليدية في التدفئة من ضمن أسباب استمرار حوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، خاصة على مستوى الورشات، فضلا عن تجاهل الصيانة الدورية لأجهزة التدفئة وتسخين المياه، ووضعها في الأماكن غير المناسبة، وكذا استعمال أنابيب مرنة لتصريف الغازات المحترقة، و هو هو ما حذرت منه مؤخرا وزارة الداخلية والجماعات المحلية.
كما لفتت المديرية العامة للحماية المدنية الانتباه إلى ضرورة مراعاة التدابير الوقائية تزامنا مع إحياء مناسبة يناير، لتجنب الحوادث المنزلية وكذا حوادث
الطرقات. لطيفة بلحاج