دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، أمس الثلاثاء بالعاصمة، إلى التمعن في دلالات وأبعاد ذكرى عيد النصر، من أجل تعميق الانتماء للوطن والمساهمة في بناء الجزائر الجديدة.
وفي ندوة تاريخية بعنوان :"19مارس 1962 / 2024، نصر الأمس ، وفاء اليوم و عزيمة الرجال حققت الآمال"، إحتضنها مقر ولاية الجزائر، أكد السيد ربيقة على "ضرورة التمعن في دلالات الذكرى وأبعادها، للحفاظ على وحدتنا الوطنية، وتمتين جبهتنا الداخلية وتعزيز التماسك الاجتماعي وروح المواطنة المسؤولة عبر تعميق الانتماء للوطن والمساهمة في بناء جزائر جديدة متجددة".
وأضاف بأن هذا التوجه يتأتى "من خلال التحلي بالإرادة والحزم للمضي قدما نحو الأفضل بروح الأمل والإقدام تجاه مستقبل واعد تزدهر فيه التنمية وتتأصل فيه المآثر والمكاسب من أجل جزائر شامخة شموخ الجبال الراسيات".
وبعد أن أبرز ضرورة الاستفادة من دروس هذه الذكرى، "وفاء لصنيع الرجال وتعميقا للوعي الوطني"، ذكر الوزير برسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حول هذه المناسبة في العام الماضي، بتأكيده على أن "مناسبات الاحتفاء بعيد النصر وغيره من الأحداث في تاريخنا المجيد، تشهد على وفاء متجذر لدى أجيال الاستقلال المتشبعة بالروح النوفمبرية وتعمق لدى الشعب الجزائري حسا يقظا ضامنا للتلاحم الوطني".
و تابع السيد ربيقة بأن 19 مارس 1962 يشكل "فرصة لاستحضار المعاني التي يمثلها هذا اليوم في سيرة ماضينا المجيد ومسيرة ثورتنا، لترسخ من خلاله المعاني العميقة التي يحملها هذا اليوم في فؤادنا وضمائرنا، بما يعطي معنى لوجودنا ولأعمالنا في كنف الوفاء للمبادئ والقيم التي سار عليها الأولون"، كما مثل أيضا "قوة أفسحت الطريق أمام المفاوضين الجزائريين في (إيفيان) لتأكيد مواقفهم الثابتة بخصوص الوحدة الترابية والسيادة الوطنية".
من جهته أكد والي ولاية العاصمة، السيد محمد عبد النور رابحي على أن الاحتفال بالمناسبات التاريخية البارزة "دليل قاطع على الارتباط الوجداني للجزائريين بالكفاح الذي خاضه الآباء والأجداد دفاعا عن الأرض والحرية والسيادة"، مجددا العزم على "المساهمة في بناء جزائر قوية بإعادة الاعتبار لقيمة العلم والجهد والعمل والسعي لخدمة بلادنا وإعلاء رايتها وفاء لتضحيات الشهداء".
من جهة أخرى تميزت الندوة التاريخية--التي جرت بحضور ممثلي السلطات المحلية لولاية الجزائر والتنظيمات الوطنية للأسرة الثورية وعدد من نواب البرلمان بغرفتيه وفعاليات المجتمع المدني-- بتقديم شهادات حية لمجاهدين ومداخلات من طرف أساتذة جامعيين تمحورت حول المغزى من إحياء هذه الذكرى.
تجدر الإشارة إلى أن وزير المجاهدين كان قد أشرف برفقة والي ولاية الجزائر على التدشين الرسمي لنصب تذكاري بساحة المقاومة ببلدية الجزائر الوسطى، حيث تم وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.
يذكر بأن الجزائر العاصمة تحتضن الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى 62 لعيد النصر تحت شعار "تضحية، نصر و وفاء".