أشاد، أمس، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، من تيزي وزو، بمجهودات الدولة في سبيل ترقية اللغة الأمازيغية ، وتعميم استعمالها في مؤسسات الدولة ومدارس الجمهورية، مؤكدا أن الأمازيغية ليست فقط لغة بل هي ركيزة أساسية لهويتنا الوطنية ووحدة أراضينا.
وقال عصاد في كلمته التي ألقاها خلال إشرافه على انطلاق أشغال الأيام العلمية والبيداغوجية الوطنية لفائدة مفتشي اللغة الأمازيغية على مستوى مركز الترفيه العلمي لمدينة تيزي وزو، أن اللغة الأمازيغية لها مكانة قانونية خاصة بها في الدستور الجزائري والمنظومة التربوية، وقال أن هذه اللحظات التي لا تنسى من الاحتفال باليوم الوطني للعلم في امتداده الرمزي للربيع الأمازيغي، فإن فكرته الأولى تتجه نحو رواد التعليم لمادة اللغة الأمازيغية سنة 1995 وإلى جميع الذين التزموا بأن تجد الأمازيغية مكانتها الشرعية في الدستور وفي المنظومة التربوية.
وتابع أنه يقدر تماما معنى ونطاق التضحية التي تم تقديمها من أجل الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كمؤسس ومشترك للجزائريين، كما ثمّن شجاعة الأساتذة والمفتشين الذين عرفوا كيف يوقدون علميا وتربويا شعلة الأمل التي لا تزال تشرق وتنير مسيرة الجزائر الموحدة غير القابلة للتجزئة.
وفي ذات السياق، أشار عصاد، إلى أن افتتاح الأيام العلمية والبيداغوجية الوطنية، بالاستماع إلى بيان أول نوفمبر باللغة الأمازيغية يؤكد على الارتباط الوطيد بين الأمازيغية والوحدة الوطنية.
وخلال نزوله ضيفا على إذاعة تيزي وزو الجهوية، أكد سي الهاشمي عصاد أن هيئته تؤمن بالبعد الوطني للغة الأمازيغية وبأنها تمكنت من بعث رسالة أمل بأن هذه اللغة لها مكانتها الحقيقية وستعمم عبر كامل مدارس ولايات الجمهورية، مشيرا إلى أن عدد المفتشين في اللغة الأمازيغية بلغ 44 مفتشا عبر الوطن يكرسون عملهم على تطويرها إلى جانب 4 آلاف و780 أستاذا.
وفي ذا الصدد ، أكّد أن مهمة المحافظة السامية للأمازيغية منذ تأسيسها هي مواصلة عملها من أجل ترقية وتطوير هذه اللغة في كل المشاريع وفي المؤسسات وتحسين تعميمها على المستوى الوطني، مضيفا أن الأمازيغية بحاجة إلى كل الكفاءات لتعزيز مكانتها في ترسيخ الهوية الوطنية.
ويرى سي الهاشمي عصاد ، أن تدريس اللغة الأمازيغية في بعض ولايات الجمهورية مهدد بالزوال، ولذلك يجب تدارك الوضع، مؤكدا أن هيئته لا يمكنها أن تعمل بمفردها ولذلك تم تأسيس شبكة مهمتها تطوير هذه اللغة عبر مختلف الولايات، مضيفا أن المحافظة السامية للأمازيغية تعمل رفقة معاهد اللغة الأمازيغية والعديد من الوزارات على غرار وزارة الثقافة والفنون، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الاتصال وغيرها.
و أوضح عصاد، أن تدريس الأمازيغية هدف تم تحقيقه في عدد من الولايات، إلا أن المشوار لا يزال طويلا من أجل تعميمها عبر 58 ولاية ، وهو الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إلى تحقيقه المحافظة السامية للأمازيغية، مشيرا إلى أن النقائص يجب تداركها، وفي ذات السياق، أشار إلى أن أساتذة اللغة الامازيغية يحتاجون إلى دعم من هيئته منها التكوين المتواصل ومرافقتهم في مختلف الولايات التي يدرسون فيها، والقيام بزيارات ميدانية، مع ضرورة ترسيم الأساتذة في مناصبهم، مؤكدا على ضرورة استمرارية تعليم هذه اللغة عبر جميع المراحل الدراسية حتى يتمكن التلاميذ الذين بدأوا بالفعل في تعلم الأمازيغية من استكمال دراستهم.
وفي معرض حديثه عن المحافظة السامية للأمازيغية، أكد سي الهاشمي عصاد أن هذه الهيئة ، قطعت أشواطا كبيرة منذ تأسيسها وتوصلت إلى تحقيق بعض أهدافها، وهي تعتمد على إستراتيجية تساعدها على العمل بتأن وحذر ، مشيدا بما حققته طيلة هذه السنوات، مؤكدا «أن كل عملية لها عدة مراحل، وبالنسبة لنا يتعلق الأمر حاليا بتعزيز ما تم تحقيقه بالفعل».
سامية إخليف