خرج أمس شباب قسنطينة في خانة أكبر مستفيد من الجولة 23 لبطولة الرابطة المحترفة، عقب نجاحه في العودة بكامل الزاد من خنشلة، أين تجاوز عقبة «سيسكاوة» في مباراة منح فيها طمين الأسبقية للسنافر ليرد عليه توسين من جانب الإتحاد، لكن بداية المرحلة الثانية عرفت ترجيح كفة «الخضورة» بهدف كان بنيران صديقة، ليبصم على الفوز الرابع تواليا للشباب، والخامس من نوعه خارج الديار منذ بداية الموسم، الأمر الذي جسّد عودة التشكيلة القسنطينية بقوة في النصف الثاني من المشوار، مع تمسكها بالصف الثاني في سلم الترتيب، ولو بفارق 10 نقاط عن المتصدر مولودية الجزائر.
تواجد شباب قسنطينة في «فورمة» عالية تجلى في موقعة الأمس بخنشلة، رغم أن المدرب عمراني كان مجبرا على إجراء تغيير اضطراري على التشكيلة الأساسية قبل انطلاق اللقاء، بعد إصابة المدافع بعوش على مستوى عضلة الفخذ أثناء عملية الإحماء، وعوضه بزميله مداحي، في انتظار ظهور نتائج الكشوفات المعمقة التي سيجريها، للتأكد من إمكانية لحاقه بموعد نصف النهائي أمام مولودية الجزائر من عدمه، حتى يتسنى للتقني التلمساني إدراج اسمه ضمن القائمة المعنية بتربص وهران بداية من اليوم، بعدما قرر قوراري توفير طائرة خاصة لنقل المجموعة، في الوقت الذي عمد فيه عمراني في لقاء الأمس إلى منح ذيب راحة نسبية، والإبقاء على مداني خارج نطاق الخدمة، مقابل الزج بمهاجم الرديف خلفاوي لأول مرة.
سير «السنافر» بديناميكية الانتصارات المتتالية مكنهم من التمسك بمركز الوصافة، لأنهم مازالوا يتقدمون بخطوة واحدة عن شباب بلوزداد الفائز دون عناء على اتحاد بسكرة، بأهداف حملت توقيع كل من مزيان وبوصوف، وآخر سجله المدافع البسكري عدوان بالخطأ في مرماه، ومؤشرات الصراع على التأشيرة الثانية المؤهلة إلى دوري أبطال إفريقيا ارتسمت، مادام الرائد مولودية الجزائر قد حقق الأهم بتفادي الهزيمة في مقرة، مما مكنه من مواصلة التغريد خارج السرب، بفارق 10 نقاط عن أقرب المنافسين.
وفي سياق متصل فقد أبقى وفاق سطيف على حظوظه في الظفر بمقعد فوق «البوديوم» قائمة، إثر الإنتصار الصعب الذي أحرزه على شبيبة الساورة، والذي جاء بعد مخاض عسير، لأن «النسر الأسود» قلب الطاولة على «نسور الجنوب»، بفضل هدفي عقون وعويسي، كرد على الأسبقية التي منحها حامية للساورة، وهو فوز نصب الوفاق في الصف الرابع.
أما على مستوى القاعدة الخلفية فإن جمعية الشلف أحسنت الاستثمار في سفريتها إلى الوادي، وعادت بالزاد كاملا، لتحصل على جرعة أوكسجين، عززت بها حظوظ النجاة من شبح السقوط، بينما فشل نجم مقرة في استغلال ورقة الأرض أمام الرائد مولودية الجزائر، حاله حال اتحاد خنشلة الذي واصل التراجع، ليبقى للمباراة الخامسة تواليا دون فوز، وهزيمة الأمس داخل الديار وضعته على مشارف منطقة الجاذبية. حمزة / س