اتجهت انطباعات عديد المترشحين لنيل شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2024 على المستوى العادي للمواضيع المدرجة في اليوم الأول لهذه الامتحانات، مؤكدين بأنها كانت في المتناول، في ظل تضارب المواقف حول موضوع مادة الفيزياء بين من وجد فيه بعض الصعوبة، ومن رآه في المستوى المطلوب.
سارت أمس، امتحانات شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2024 عبر مجمل مراكز الإجراء في ظروف هادئة وأجواء مريحة، بفضل التحضير المسبق لهذه الامتحانات من قبل مصالح وزارة التربية الوطنية، لاسيما ما تعلق بتجنيد عدد هام من المؤطرين، وتجهيز مراكز الإجراء بالوسائل الضرورية لضمان راحة المترشحين وكذا القائمين على تنظيم الامتحانات الرسمية.
وكانت وجهة أزيد من 818 ألف مترشح لنيل شهادة التعليم المتوسط صبيحة أمس إلى مراكز الإجراء التي فتحت أبوابها على الساعة السابعة والنصف، لاستقبال المترشحين الذين اجتازوا الامتحان في مادتي اللغة العربية والفيزياء خلال الفترة الصباحية، وسط حضور لافت لعناصر الأمن التي سهرت على ضمان انسيابية حركة المرور، ومنع التوقف العشوائي بالمحاور المؤدية إلى مراكز الإجراء، لتمكين المترشحين من الوصول في الوقت المحدد، وتفادي التأخر الذي قد يحرم التلميذ من النجاح.
وغادر المترشحون قاعات الامتحان بعد انقضاء الفترة الصباحية في ظل ارتياح عام لمستوى موضوع مادة اللغة العربية الذي كان في المتناول في تقدير كثير من المترشحين، وتمحور حول النظافة، كما كانت الأسئلة المدرجة في النص مستمدة من المقرر الدراسي، مما ساعد الممتحنين على اجتياز أول عقبة في ظروف مريحة، في حين تباينت المواقف حول موضوع الفيزياء إلى جانب التربية المدنية، بين من وجدهما في المتناول، ومن واجه صعوبات في معالجة بعض ما تضمنته من الأسئلة في المادتين.
إجماع على السير الحسن للامتحانات في يومها الأول
وتم تسجيل نفس الانطباعات عبر مجمل مراكز الإجراء الموزعة على مختلف الولايات، من بينها المراكز التابعة لولاية تبسة، حيث عبر الممتحنون عن فرحتهم لسهولة امتحان مادة اللغة العربية الذي كان في متناول الجميع، وسهلا على العموم، مؤكدين بأن الأسئلة كانت من المقرر الدراسي، في حين اشتكى أغلب المترشحين ممن تحدثت إليهم "النصر" من السؤالين الأول والثاني في امتحان مادة الفيزياء، مقارنة بالأسئلة المتضمنة في الوضعية الإدماجية التي كانت حسبهم في المتناول.
ووقفت " النصر" في جولة قامت بها عبر عدد من مراكز الامتحان بالولاية، على أراء بعض المترشحين مؤكدين بأنهم لم يتوقعوا بأن تكون أسئلة مادة الفيزياء صعبة، وظهر على بعضهم الخوف والارتباك، لكنهم أبدوا الاستعداد لتدارك ما فاتهم في باقي الامتحانات، بينما أجمعوا على سهولة موضوع امتحان اللغة العربية، الذي رفع معنوياتهم وعزز أملهم في تحقيق معدل مقبول، والتفوق والامتياز بالنسبة للتلاميذ النجباء.
كما سارت الامتحانات في ولاية تيزي وزو في ظروف حسنة وإجراءات تنظيمية وصحية وأمنية محكمة، وقد أشرف الوالي جيلالي دومي على إعطاء إشارة انطلاق الامتحانات من متوسطة "إقربورتي" ببلدية واقنون، وتجاوز عدد المترشحين بالولاية 18 ألفا، من بينهم 26 مترشحا من ذوي الهمم، مع تخصيص مركز إجراء بالمستشفى لفائدة التلاميذ المرضى. وأجمع أغلب المترشحين الذين التقت بهم "النصر"، على أن أسئلة موضوع اللغة العربية كانت في المتناول، بينما تباينت الآراء حول امتحان العلوم الفيزيائية والتكنولوجيا، وأكد الغالبية بأن التمرين الأول كان صعبا.
وبولاية ميلة أكد المترشحون لنيل شهادة التعليم المتوسط ارتياحهم لسهولة مواضيع اليوم الأول، وأكدوا بأن المواد الأربع التي تم اجتيازها كانت في المتناول، مما عزز أملهم في النجاح والانتقال إلى الطور الثانوي بمعدلات جيدة تتيح لهم اختيار أفضل الشعب. وأحصت ولاية ميلة أزيد من 37 ألف مترشحا موزعين على 64 مركز إجراء، وأشرف الوالي على إعطاء إشارة انطلاق الامتحانات من ثانوية "رمضان مغلاوة"، في ظل وضع جملة من الترتيبات لإنجاح الموعد.
كما شهدت ولاية برج بوعريريج تنظيما محكما لامتحانات شهادة التعليم المتوسط، من خلال الحضور البارز لأعوان الأمن أمام مراكز الإجراء لتسهيل حركة المرور، مع تخصيص دوريات عبر عدة محاور، ووضع تشكيلات شريطية لمرافقة نقل المواضيع إلى مراكز التجميع والتصحيح.وبأم البواقي أكد والي الولاية عيسات عيسى بأن مصالحه شرعت في التحضير للامتحانات الرسمية قبل عدة أشهر، قائلا إن كل الشروط مهيأة أمام المترشحين من إطعام وتغطية صحية وأمنية، مشيرا بأن الولاية أحصت 57 مركز إجراء، وأكثر من 16 ألف مترشح.
وبولاية عنابة أبدى الممتحنون ارتياحا بعد اجتياز امتحان اللغة العربية، في حين أكد مدير التربية للولاية بأن الامتحانات في يومها الأول جرت في ظروف حسنة، دون تسجيل أي تجاوزات عبر 39 مركز إجراء، حيث كانت الانطلاقة بحضور وزير التربية الوطنية.وخرج التلاميذ أمس من مختلف مراكز الإجراء بولاية الوادي مستبشرين خيرا بعد الامتحان في اللغة العربية، نظرا لسهولة الأسئلة بحسب انطباع بعضهم، في حين اختلفت الآراء حول موضوع الفيزياء بين صعوبة الأسئلة وسهولتها، بينما رأوا بأن موضوعي التربية الإسلامية والمدنية كانا الأسهل على الإطلاق لاسيما بالنسبة للتلاميذ النجباء. وسجلت الولاية أكثر من 14 ألف مترشح موزعين على 63 مركز إجراء، مع تخصيص مركز لنزلاء المؤسسات العقابية.ويجتاز اليوم المترشحون الامتحان في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية في الفترة الصباحية، والتاريخ والجغرافيا في الفترة المسائية، في ظل نفس الترتيبات والإجراءات التنظيمية الرامية إلى إنجاح الموعد، والتصدي لكل ما من شأنه أن يخل بهذا الحدث البيداغوجي الهام، الذي يتوج مسار تسع سنوات من الدراسة في الطورين المتوسط والابتدائي، ويعد التلميذ لولوج مرحلة التعليم الثانوي وهو ملم بأهم التعلمات.
المراسلون/ لطيفة بلحاج