أتم، أمس الثلاثاء، المترشحون لنيل شهادة البكالوريا في الشعب العلمية والأدبية اليوم الثالث للدورة الحالية في ظروف جد عادية، طبعها الانسجام التام مع أجواء الامتحانات الرسمية والترتيبات الخاصة بها، لاسيما وأن المواضيع المطروحة كانت ضمن المقرر الدراسي، وفي المتناول بالنسبة لمن كد واجتهد خلال العام، وحضر لهذا الموعد المصيري.
تتواصل مجريات امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2024 في أجواء هادئة وتنظيم محكم، دون تسجيل نقائص أو خلل في التنسيق بين الهيئات الساهرة على تأطير هذه الامتحانات الرسمية التي تعني هذه السنة أكثر من 862 ألف مترشح في الشعب العلمية والأدبية.
واجتاز الطلبة أمس الامتحانات المقررة في اليوم الثالث عبر مختلف المراكز في ظروف عادية، وسط تباين للآراء حول مستوى المواضيع بين من رآها سهلة، لاسيما مادة الفلسفة لشعبة الآداب، ومن وجدها معقولة لا بسيطة ولا معقدة، فقط تتطلب التحضير المسبق.
وكان التفاؤل باديا أكثر على مترشحي شعبة الآداب الذين كانوا من بين الأوائل الذين غادروا المراكز بعد اجتياز مادة الفلسفة في الفترة الصباحية، خاصة وأن أحد الموضوعين المقترحين تم الإجماع عليه من طرف جل الممتحنين كموضوع مناسب يمكن حله بسلاسة.
كما كان امتحان الفلسفة بالنسبة لشعبة اللغات الأجنبية جد مقبول في تقدير المترشحين، الذين أكدوا على ضرورة المراجعة والمثابرة خلال السنة لتفادي المفاجآت أو الصدمات الناتجة عن الانسياق وراء التوقعات والاحتمالات التي تجعل المترشح يركز على محاور في المقرر دون غيرها، على أساس أنها لم تدرج منذ سنوات في شهادة البكالوريا.
وكان المترشحون في شعبة العلوم التجريبية آخر الطلبة الذين غادروا مراكز الإجراء بعد انتهاء الفترة الصباحية بعد اجتياز الامتحان في مادة العلوم الطبيعية، واتفق أغلبهم على المستوى المقبول للموضوعيين الاختياريين، اللذين تضمنا أسئلة متدرجة من حيث الصعوبة، لم تكن معقدة أو مستحيلة الفهم، لكنها تطلبت من الممتحنين التركيز واسترجاع ما تم دراسته في القسم، للتوصل إلى الحلول الصحيحة والمناسبة، فكانت اختبارا فعليا للطلبة المثابرين.
كما عبر طلبة شعبة الرياضيات عن ارتياحهم لموضوع العلوم الطبيعية، الذي لم يخالف توقعاتهم وآمالهم، ولم يحد عن سياق المستوى العام للمواضيع المدرجة منذ انطلاق الدورة الحالية التي غابت عنها الإغماءات والصدمات النفسية لدى الطلبة، بسبب محتوى الأسئلة.
وبدا الارتياح أيضا على مترشحي شعبة الرياضيات الذين اجتازوا الامتحان في مادة التكنولوجيا، مؤكدين بأن الموضوع كان في متناول متوسطي المستوى، متوقعين تحقيق علامات لا بأس بها.
كما كانت مادة التسيير المالي والمحاسباتي في المستوى المتوقع من قبل عامة المترشحين في شعبة الاقتصاد والتسيير، بعد أن عبر الكثير عن امتعاضهم من امتحان مادة الرياضيات الذي جرى أول أمس، مبدين الاستعداد لتقديم الأفضل خلال ما تبقى من مجريات دورة البكالوريا التي تسدل ستارها غدا الخميس باجتياز أخر المواد من قبل طلبة الشعب العلمية واللغات الأجنبية، فيما ينهي طلبة شعبة الآداب والفلسفة اليوم امتحانات البكالوريا دورة جوان 2024.
اتفاق لدى المترشحين على خلو الأسئلة من التعقيدات
وتطابقت الظروف الملائمة المحيطة بتنظيم امتحانات البكالوريا في يومها الثالث عبر مجمل الولايات، وسط تفاؤل بين المترشحين لتحقيق النجاح، وفق ما عبر عنه الممتحنون بولاية تبسة، من بينهم طلبة شعبة الآداب والفلسفة، الذين أكدوا بأن موضوع الفلسفة لم يكن صعبا عكس ما كان متوقعا، كما أجمع من جهتهم طلبة شعبة العلوم التجريبية على سهولة امتحان مادة علوم الطبيعة والحياة، لاسيما وأن أغلب التلاميذ وقع اختيارهم على الموضوع الأول.
وجاءت مواضيع امتحان مادة التكنولوجيا للتقني رياضي، والمحاسبة بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتسيير متباينة من حيث الصعوبة وفق رأي المترشحين، بين من رآها متوسطة ومن وجدها سهلة، يمكن لصاحب المستوى المتوسط التعامل معها وحلها وتحصيل نقاط لا بأس بها.
بقسنطينة أعرب جل الممتحنين عن ارتياحهم للمواضيع المقدمة التي قالوا عنها أنها كانت في المتناول، و أجمع الممتحنون على سهولة المواضيع المقدمة خلال مجريات اليوم الثالث من امتحانات نيل شهادة التعليم الثانوي، إذ أن السمة الغالبة لدى جل التلاميذ الذين تقربت منهم النصر على اختلاف شعبهم هو اختيارهم للنص التاريخي عند اجتيازهم لمادة اللغة الفرنسية خلال الفترة المسائية، ما جعل معظم تلاميذ شعب الآداب والفلسفة، اللغات الأجنبية والعلوم التجريبية يتفاءلون بالحصول على علامات جيدة، تشجعهم على الاستمرار بقوة فيما تبقى من امتحانات، خاصة بالنسبة لشعبة اللغات الأجنبية باعتبارها مادة أساسية، وبدرجة أقل بالنسبة لشعبتي الآداب والفلسفة والعلوم التجريبية.
وبالوادي أفاد عدد من المترشحين في شعبة العلوم التجريبية بأن أسئلة مادة العلوم الطبيعية كانت في المستوى، وفق ما تم اقتراحه من نماذج من قبل الأساتذة، رغم صعوبة التحكم في عامل الوقت، كما أجمع طلبة شعبة الآداب والفلسفة بدورهم على سهولة موضوع الفلسفة، لاسيما وأنهم قاموا بحل تمارين مشابهة خلال المراجعة.
وكان أيضا امتحان المحاسبة سهلا في تقدير المترشحين، رغم أنه تطلب منهم تحرير عدة أوراق للإجابة على الأسئلة المطروحة، في حين تراوحت ردود الأفعال بشأن امتحان اللغة الفرنسية الذي جرى في الفترة المسائية، الذي كان غاية في السهولة بالنسبة للشعب العلمية.
وتقاطعت أراء المترشحين بولاية تيزي وزو عند سهولة موضوع الفلسفة الخاصة بشعبة الآداب، بينما تباينت آراء تلاميذ شعبة تسيير واقتصاد بخصوص امتحان التسيير المحاسبي والمالي، وأكدوا بأن من حضر يمكنه أن يتحصل على نقاط جيدة، ومن جهتهم أكد تلاميذ شعبة علوم تجريبية أن امتحان اللغة الفرنسية لم يكن صعبا، كما عبروا عن ارتياحهم لمضمون امتحان علوم الطبيعة والحياة بعد أن جاءت الأسئلة سهلة.
المراسلون/ لطيفة/ب