أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير، أن الأمن هو الركيزة الأساسية لبناء دولة مستقرة ومتطورة ومزدهرة تحقق الرفاه لشعبها في جو من الانسجام الداخلي. وأكدت أن الجيش الوطني الشعبي يواصل تأدية مهامه الدستورية دون هوادة وباقتدار والتزام وإخلاص. مشيرة إلى أن كل المؤشرات توحي بأن الجزائر تسير على النهج السليم نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز أمننا الغذائي.
اعتبرت افتتاحية مجلة الجيش لعدد شهر جوان، أن كل المؤشرات توحي بأن الجزائر تسير على النهج السليم نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز أمنها الغذائي. وجاء في افتتاحية العدد الأخير الذي جاء تحت عنوان « الجزائر الجديدة.. غد أفضل وآفاق أرحب»، أنه “إدراكا منها أن الأمة التي لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع، هي أمة مرهونة القرار محدودة السيادة، أولت السلطات العليا وعلى رأسها رئيس الجمهورية، أهمية بالغة للشق الاقتصادي والتنموي سيما قطاع الفلاحة الذي حقق هذه السنة نتائج جد ايجابية، حيث توحي كل المؤشرات بأن بلادنا تسير على النهج السليم نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز أمننا الغذائي.
وأشارت المجلة إلى أن “مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي تشهد حركية كبيرة، سواء تعلق الأمر بقطاع الصناعة أو الطاقة والمناجم أو المؤسسات الناشئة أو غيرها، من خلال إطلاق العديد من المشاريع الكبرى على غرار مشروع غارا جبيلات الذي أصبح حقيقة ولم يعد مجرد حلم، ومشروع السكة الحديدية تندوف – بشار الذي شُرع في إنجازه، ومشروع إنشاء أكبر مزرعة في العالم لإنتاج الحليب مع الأشقاء القطريين، إلى جانب تشجيع وتسهيل الاستثمار، مع إيلاء عناية خاصة بالشباب.
وبحسب المجلة، فإن هذه الجهود تترجم طموح بلادنا لتعزيز مكانتها الاقتصادية، وهو ما أكده رئيس الجمهورية، الذي التزم بتطوير الاقتصاد أكثر فأكثر، حيث بدأت تتجلى بوادر هذا التطور، باعتراف كل الهيئات الاقتصادية الاقليمية والدولية، حيث أصبح اقتصاد بلادنا يحتل المرتبة الثالثة افريقيا، مشيرا إلى أن سنة 2027 ستكون مفصلية في المستقبل الاقتصادي للجزائر.
الجيش سيواصل تأدية مهامه الدستورية بالتزام وإخلاص
ومن جهة أخرى، أكدت مجلة الجيش أن السيادة الوطنية تصان بجيش قوي مهاب واقتصاد متطور مثلما أكده رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون خلال زيارته الأخيرة إلى وزارة الدفــاع الوطني وجدد التأكيد عليه خـلال زيارته يــوم 30 ماي الفارط إلى ولاية خنشلة بقوله أن “الدول القوية هي تلك التي تملك جيشا قويا واقتصادا قويا”.
وقالت المجلة، إنه من هذا المنطلق، وباعتبار الأمن هو الركيزة الأساسية لبناء دولة مستقرة ومتطورة ومزدهرة، تحقق الرفاه لشعبها في جو من الانسجام الداخلي والتكيف الدائم مع المحيطين الإقليمي والدولي، يواصل الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وحامل رسالته المقدسة، تأدية مهامه الدستورية دون هوادة باقتدار والتزام وإخلاص.
وأكدت « أن الشغل الشاغل للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي هو تعزيز جاهزيته و قدراته القتالية وترقية أدائه لضمان الاستعداد الكامل و الدائم لرفع مختلف التحديات و مواجهة كافة التهديدات، حيث تم قطع أشواط معتبرة على هذا النهج بفضل مقاربة شاملة ومدروسة بعناية ترتكز على التجهيز بأحدث المعدات والأسلحة والتدريب والتحضير القتالي الدائم والمستمر. كما تعمل قيادة الجيش، على تحديث وعصرنة المنشآت، ومن خلال الاعتماد أساسا على مورد بشري كفء متحكم في ناصية العلوم والتكنولوجيات الحديثة والدقيقة والمعقدة، قادرة على كسب مختلف الرهانات ورفع التحديات واستقراء ما يلوح به المستقبل من أحداث ومستجدات.
وأكدت لسان حال الجيش الوطني الشعبي أن النتائج النوعية المحققة سواء في الجانب العملياتي أو في جانب التحضير القتالي تعكس التطور الذي أحرزه جيشنا الوطني لاسيما في السنوات الأخيرة. وما يثبت هذا النهج القويم –كما قالت الجيش- هو نجاح المناورات والتمارين البيانية منفذة بنجاح واحترافية عالية على غرار عديد التمارين التي شهدتها النواحي العسكرية المختلفة، والتي أشرف عليها رئيس أركان الجيش.
وأوضحت «الجيش» بأن هذه الجهود المبذولة تصب كلها في مسعى تثبيت وترسيخ أمن الجزائر وحماية استقلالها وحفظ وحدتها الترابية والشعبية، واستدلت بتصريحات الفريق أول، السعيد شنقريحة، الذي أكد خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية: «بان التمتع بالعيش في كنف السلم والأمن والطمأنينة حق مشروع لكافة الشعوب وطموح لكل البشرية دون استثناء تكفله جميع التشريعات الإنسانية وتعمل الدول على تحقيقه من خلال بناء قوة دفاعية رادعة، تضمن هذا الحق وتحميه، لأن الحق غير المسنود بالقوة يبقى سرابا بعيد المنال. ومن هذا المنطلق، تضيف المجلة، نقلا عن الفريق أول السعيد شنقريحة، سيظل الجيش الوطني الشعبي، يعمل، على منح الجزائر القوة الكفيلة بالمحافظة على حق شعبها في العيش عزيزا مكرما في كنف الاستقلال والسيادة.
الجزائر هي وطننا الذي لا وطن لنا سواه
وأكدت مجلة «الجيش» انه «في خضم هذا التطور الذي تشهده بلادنا على مختلف الأصعدة والمستويات نحو غد أفضل وآفاق أرحب، وفي ظل الجهود الكبرى المبذولة للنهوض ببلادنا وإقامة دعائمها القوية، علينا أن ندرك أن الجزائر هي وطننا الذي لا وطن لنا سواه. « وأضافت «وهي البلد الآمن الذي يجمعنا ويوحدنا، والعز والفخر الذي نحمله في أعماقنا حيثما نراها شامخة متألقة آمالنا وطموحاتنا وصانعة مستقبلنا المشرق».
وشددت الافتتاحية، على أن الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهود المتفانية بكل عزيمة وإصرار كل في موقعه لاستكمال بناء دولة قوية داخليا حتى تفرض نفسها خارجيا. وختمت الافتتاحية مقالها، بأن الجزائر ستظل على الدوام قوية مزدهرة باقتصادها ومقدراتها، صلبة موحدة بشعبها ومؤسساتها، آمنة بجيشها الوطني الشعبي صائن وديعة شهدائنا الأبرار.
ع سمير