الرئيس تبون يدعو إلى حشد الدعم الدولي للشعب الفلسطيني ويؤكد: يجـب اتخـاذ إجـراءات فعليـة لوقـف حمـام الـدم في غـزة

*  تسبيق دفع الشطر الثاني من مساهمة الجزائر في ميزانية السلطة الفلسطينية
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، أن الوضعية المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية أمام عجز المجتمع الدولي في التعامل بكل عدالة مع القضية الفلسطينية، ودعا إلى تكثيف الجهود وحشد الدعم الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الجريح، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية ضد الاحتلال الصهيوني لإجباره على وقف حمام الدم وتحميله التبعات القانونية والجزائية لجرائمه الشنيعة.
وفي كلمة له قرأها نيابة عنه وزير الصحة السيد عبد الحق سايحي، بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى للاستجابة الطارئة في غزة، والذي احتضنته العاصمة الأردنية، عمان، أعرب الرئيس تبون عن أمله في أن يفضي هذا الحدث إلى الخروج بحلول عملية تخفف معاناة إخواننا الفلسطينيين في غزة وتعالج وضعيتهم الإنسانية المقلقة.
ولفت رئيس الجمهورية إلى أنه في الوقت الذي ينعقد فيه هذا اللقاء الدولي بالأردن، ما زال آلاف الأطفال والنساء والشيوخ يواجهون، وهم عزل، آلة الدمار والتقتيل، معتبرا بأن ذلك وصمة عار في تاريخ الإنسانية أمام عجز المجتمع الدولي في التعامل بكل عدالة مع القضية الفلسطينية.
وإزاء ذلك، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر، ومن موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن و عضو بمجلس حقوق الإنسان، عملت على تقديم القرارات لوقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات والدفع باتجاه احترام القرارات الدولية، مشيرا إلى أن الجزائر قامت بإرسال مساعدات إنسانية ضمن عمليات تنسيق مع دولة مصر الشقيقة وتقديم مساعدة لوكالة الأونروا، لذلك نسعى – كما قال - للتخفيف من معاناة إخواننا وأشقائنا في دولة فلسطين.
ولفت في هذا الإطار إلى أن الجزائر، وانسجاما مع مبادئ سياستها الخارجية، تود من خلال مشاركتها في هذا الحدث تحقيق ثلاثة أهداف، يتمثل الأول منها في تفعيل القرارات الأممية في وقف إطلاق النار واعتماد طرق وآليات للوقف الفوري لإطلاق النار، مع ترحيبها بالقرار 2735 الذي شدد على ضرورة تطبيقه فورا حتى تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل.
أما الهدف الثاني الذي ترمي إليه الجزائر – كما ذكر السيد الرئيس- فهو ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين وضمان حمايتها مع إعطاء صيغة تنفيذية لقرار مجلس الأمن رقم 2728، فيما يتمثل الهدف الأخير في ضرورة تفعيل المسار الرامي إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.
ودعا رئيس الجمهورية بذات المناسبة إلى تكثيف الجهود وحشد الدعم الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الجريح، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية ضد سلطة الاحتلال الصهيوني لإجباره على وقف حمام الدم وتحميله التبعات القانونية والجزائية لجرائمه الشنيعة.
وأعرب الرئيس تبون عن أمله في أن تساهم مخرجات هذا الحدث الهام بحلول عملية تخفف من معاناة إخواننا الفلسطينيين في غزة وتعالج وضعيتهم الإنسانية المقلقة جراء مواصلة سلطة الاحتلال الاستيطانية لعملياتها العسكرية المخالفة للقانون الدولي وللقيم والضوابط الإنسانية والأخلاقية والقانونية بشكل عام وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بشكل خاص.
ولفت رئيس الجمهورية في هذا السياق إلى أنه من منطلق دعمها الدائم و اللامشروط للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة، ليس بالغريب أن تكون الجزائر حاضرة في هكذا حدث يرمي بالأساس إلى تكثيف الجهود وحشد الدعم الدولي للوقوف إلى جانب هذا الشعب الجريح في ظل تجاوز سلطة الاحتلال لكل الخطوط الحمراء التي تؤسس لتعامل حضاري وإنساني مع الوضع في غزة، والانتهاكات الجسيمة والمفضوحة التي يرتكبها جيشها المحتل.
من جهة أخرى أعلن الرئيس تبون عن قرار الجزائر، تسبيق دفع الشطر الثاني من مساهمتها المالية في ميزانية السلطة الفلسطينية بعنوان السنة الجارية، معربا عن أمله في أن يساهم هذا الإجراء في التخفيف من معاناة إخواننا في غزة، وقال «من منطلق المسؤولية والتضامن تجاه إخواننا الفلسطينيين واتساقا مع النهج الذي تتبعه الجزائر بانتظام في دفع مساهماتها في ميزانية السلطة الفلسطينية وفي الآجال المحددة، يسعدني أن أغتنم هذه السانحة لأعلن قرارنا بدفع، بصفة مسبقة، للشطر الثاني من مساهمة الجزائر المالية بعنوان السنة الجارية».
وأعرب رئيس الجمهورية في هذا الإطار عن أمله بأن يساهم هذا الإجراء في التخفيف من معاناة إخواننا في غزة وأن يشكل مصدر إلهام للأطراف المانحة لزيادة
دعمها والمساهمة بشكل فعلي وبناء في إنهاء مأساة الفلسطينيين.
ع.أسابع