عرقاب يؤكد أن منظومة الكهرباء متحكم فيها: التوقيع قريبا على اتفاقية لتزويد أوروبا بالكهربـــــاء مـــــن الجزائـــــــر

أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أن المنظومة الكهربائية في الجزائر مسيرة من طرف كفاءات جزائرية مؤهلة ذوي خبرة عالية يتحكمون في توزيع الكهرباء عبر التراب الوطني بنجاعة وتغطية متوازنة لجميع المناطق، وكشف عن قرب التوقيع على اتفاقية لتزويد بلدان أوربية بالطاقة الكهربائية.
قام وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس بزيارة تفقدية إلى المركز الوطني لتسيير المنظومة الكهربائية الواقع ببلدية جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة، وأشاد في تصريح له عقب ذلك بالتسيير الجيد والمحكم للمنظومة الكهربائية في الجزائر، وأشار في هذا الصدد إلى ازدياد الطلب على الكهرباء والوصول إلى ذروة جديدة بلغت 19.200 ميغاواط.
و عليه طمأن الوزير بأن منظومة الكهرباء في بلادنا متحكم فيها وهي تسير بنجاعة من طرف جزائريين ذوي كفاءة وقال «هذا يدل على أن المنظومة الكهربائية مسيرة من طرف جزائريين مؤهلين ذوي خبرة عالية، يتحكمون في الكهرباء وفي توزيع الكهرباء عبر التراب الوطني، ما يعطينا تغطية رائعة وممتازة وبنجاعة في كل التراب الوطني دون أي خلل».
و أضاف عرقاب في نفس السياق بأن هذا التحكم في الكهرباء من قبل مهندسي سونلغاز جعلنا في أريحية، حيث أن البرامج التي سطرتها سونلغاز نفذت في الميدان على غرار إنتاج الكهرباء الذي يفوق حاليا عتبة 25 ألف ميغاواط ، وشبكة كهربائية معززة بمختلف الحملات من 400 كيلو فولط، 200 كيلوفولط و600 كيلو فولط وغيرها، وكل هذه الشبكة تعطينا توزيعا رائعا وجيدا ومنظما ومتوازنا وعادلا بين مختلف الولايات والمناطق في البلاد. وتحدث عن التفكير في وضع شبكة نقل جديدة للطاقة الكهربائية في الجزائر وتقويتها وتوسعتها لأن الجزائر دولة كبيرة وصناعية وهي بحاجة لنقل كميات كبيرة من الكهرباء.
وفي ذات السياق وحسب بيان للوزارة فقد أشار الوزير إلى أن قدرات الإنتاج الوطنية من الكهرباء تقارب 26 ألف ميغاواط، وهي تغطي كل الاحتياجات الوطنية في فترات ذروة الطلب وخارجها، حيث سجلت الجزائر أرقاما قياسية جديدة لمستوى الطلب على الكهرباء آخرها يوم الخميس الماضي بـ 19135 ميغاواط، يزيادة معتبرة في الاستهلاك مقارنة بشهر جويلية من العام الماضي الذي سجلت فيه ذروة استهلاك بلغت 18697 ميغاواط، كما سجلت أمس بعين المكان ذروة أخرى بلغت على الساعة الثانية بعد الزوال 19422 ميغاواط.
وبهذا الخصوص قال الوزير أن مجمع سونلغاز باشر تحضيرات صائفة 2024 منذ سبتمبر 2023، من خلال استكمال كل المشاريع والأعمال اللازمة لضمان التزويد بالكهرباء في أفضل الظروف الممكنة خلال فترة الصيف، وذلك عبر تجسيد مشاريع استثمارية ضخمة بتمويل من الدولة، حيث أنجز برنامج استعجالي لتعزيز شبكة النقل الكهربائي سيما على مستوى 16 ولاية التي عرفت العام الماضي استهلاكا استثنائيا للكهرباء.
وقد تم في هذا الإطار- يضيف وزير الطاقة و المناجم- اتخاذ كل التدابير اللازمة من طرف الشركات التابعة لمجمع سنولغاز لتقوية الإنتاج الكهربائي وإعادة النظر في تنظيم الشبكة وتدعيمها ببعض المعدات الكهربائية التي يمكن أن تتحمل حرارة شديدة تفوق 55 درجة، وهذا كله نتاج الاستثمارات الهامة جدا التي وضعتها الدولة من خلال دعمها لمختلف مشاريع مجمع سنولغاز، فضلا عن الخبرة والمعرفة المكتسبة من طرف المجمع.
كما أكد عرقاب على مواصلة سونلغاز تجسيد التزاماتها في ما يخص برنامج الربط بشبكات الكهرباء والغاز للمواطنين والمحيطات الفلاحية والمناطق الصناعية، ومناطق النشاط وكذا مختلف البرامج المسطرة.
وقد تلقى وزير الطاقة والمناجم بالمركز الوطني لتسيير المنظومة الكهربائية شروحات حول تفاصيل عمل مركز قيادة النظام الكهربائي الوطني ونوعية التجهيزات التي يتوفر عليها، وهو المركز الذي يعتبر عقل الشبكة الكهربائية الوطنية نظرا لكونه مركزا لاتخاذ القرار في عملية ضمان توازن النظام الكهربائي والتوفيق بين العرض والطلب في ما يتعلق بالطاقة الكهربائية، وهو يعتمد على آخر التكنولوجيات الحديثة في التسيير، كما يتوفر على نظام معلومات موثوق، وأنظمة متقدمة للمراقبة والتحكم عن بعد.
و إلى جانب ذلك يأخذ المركز بعين الاعتبار التطور المستقبلي للنظام الكهربائي بما في ذلك إدماج الطاقات المتجددة في الشبكة الوطنية ومتطلبات الترابطات الدولية. وقد أثنى عرقاب على جهود جميع عمال سونلغاز سيما فرق التدخل والصيانة المختصة بالإنتاج، التوزيع ونقل الكهرباء والغاز للتدخل بشكل دائم في حال وقوع انقطاع.
وفي سياق آخر كشف الوزير، محمد عرقاب، عن قرب التوقيع على اتفاقية لنقل الكهرباء نحو أوربا، وقال في تصريح له أمس أن سونلغاز بالشراكة مع مجمع سوناطراك يحضران عقودا لإنجاز كابل ربط بالشبكة الكهربائية يمد عبر البحر الأبيض المتوسط بين الجزائر وأوروبا، وأوضح أن التحضير جار لإمضاء هذه الاتفاقية في الأيام القليلة القادمة، والشروع في إنجاز هذا الكابل الذي وصفه «بالتاريخي» بالنسبة للجزائر، و الذي سيزود دولا أوروبية بالكهرباء المنتجة في الجزائر من الغاز وتلك المنتجة من الطاقات البديلة على غرار الطاقة الشمسية وغيرها.
إلياس -ب