كشف عبد الجبار داودي مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الأحد، بأن المؤسسات الجامعية الموزعة عبر أنحاء التراب الوطني والمقدر عددها بـ 115 مؤسسة تستعد لاستقبال أكبر عدد من الطلبة الجدد منذ الاستقلال، في إطار اتخاذ جملة من التدابير الجديدة.
وأعلن المصدر لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية بأن عدة ترتيبات تم القيام بها من أجل استقبال الطلبة الجامعيين الجدد في أحسن الظروف، لاسيما وأن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي يستعد للتكفل بأكبر عدد من طلبة السنة الأولى جامعي منذ الاستقلال، بعد أن تم تسجيل زيادة بأكثر من 8 بالمائة في عدد الحائزين على شهادة البكالوريا مقارنة بمواسم ماضية.
وسيتم توزيع الوافدين الجدد على القطاع على 115 مؤسسة جامعية، على أن تتم مختلف مراحل التسجيلات الجامعية التي تنطلق غدا الثلاثاء عبر الأرضية الرقمية، دون الاعتماد على الوثائق الورقية أو التقدم لإدارة المؤسسات المعنية، تجسيدا لبرنامج الوزارة لرقمنة مختلف العمليات البيداغوجية والتسييرية.
وأوضح السيد داودي بأنه في إطار التحضير للموسم الجامعي الجديد تم إطلاق بوابة إلكترونية تتضمن ثلاث منصات، وفق ما كشف عنه وزير القطاع مؤخرا كمال بداري، وهي منصة «توجيهكم» التي تكمن مهمتها في عرض مضمون المنشور الوزاري الخاص بتوجيه حملة شهادة البكالوريا الجدد، وهي تتميز بالخاصية التفاعلية بهدف تقديم أكبر توضيحات للطلبة المعنيين. وتم اعتماد اللغة الإنجليزية لأول مرة، إلى الجانب اللغتين العربية والفرنسية، وكذا خانة لشرح الرموز الخاصة بمختلف التخصصات، في سياق تحسين التسجيلات الجامعية عن بعد، فضلا عن تقديم أحسن الخدمات للطلبة الجدد، وكذا تبسيط مراحل التسجيل ومعالجة مختلف العوائق التي قد تواجه الطالب.
وأضاف المتدخل في فوروم الإذاعة الوطنية بأن الوزارة بادرت أيضا بتفعيل منصة تعمل بالذكاء الاصطناعي، بهدف مساعدة الطلبة على اختيار أفضل وأحسن التخصصات، وبحسب المصدر فإن المنصة يمكنها معالجة أزيد من عشرة ملايين نقطة تخص السنوات الخمس الأخيرة، بما يمكن من مقارنة نسب النجاح في كل تخصص بالنسبة لكافة الطلاب الجامعيين. ويتمثل التطبيق الثالث في «تكوين المسار» ويسمح للطلبة بمعرفة مساراتهم المهنية بعد انتقاء التكوين والتخصص المرغوب فيه، ويتضمن هذا التطبيق فضاء الطلبة من الاستعلام عن الخدمات الجامعية والأرقام والبيانات المختلفة.واستحدثت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تخصصات جديدة تماشيا مع التوجهات التي أضحى يميل إليها الطلبة الجامعيون، وكذا من أجل إثراء خارطة التكوين، على غرار اعتماد تخصص الأمن السيبيراني على مستوى القطب الجامعي التكنولوجي سيدي عبد الله بالعاصمة الذي يحمل اسم الشهيد عبد الحفيظ إحدادن.
ويرمي إنشاء مدرسة عليا للأمن السيبيراني إلى ضمان السيادة الرقمية للبلاد، من خلال تكوين كفاءات جزائرية قادرة على التحكم في التكنولوجيا الجديدة، وتحقيق الاستقلال التكنولوجي للبلاد، وبحسب ضيف الإذاعة فإن المدرسة العليا للأمن السيبيراني تخضع إلى الوصاية المزدوجة لوزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والدفاع الوطني، وهي موجهة للمتفوقين في شهادة البكالوريا دورة 2024.
وأقرت الوزارة أيضا تحسبا للدخول الجامعي المقبل الشهادة المزدوجة لفائدة الطلبة الراغبين في انتهاج مسارين تكوينيين في آن واحد، من خلال التسجيل فيهما بنفس شهادة البكالوريا، وبحسب المصدر فإنه بموجب الإجراء الجديد يمكن للطالب أن يتابع الدراسة في تخصصين مختلفين، والحصول بعد ثلاث أو خمس سنوات من عمر التكوين على شهادتين جامعيتين. وبهدف التكيف مع مستجدات قطاع الشغل، أو ما يعرف بمهن المستقبل، أصبح بإمكان طلبة العلوم الطبية ابتداء من الدخول الجامعي المقبل الحصول على شهادة مزدوجة ضمن خمسة عروض جديدة للتكوين، من بينها تكوين أطباء مختصين في الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات الضخمة، وكذا في «بيو معلوماتية» وغيرها من التخصصات الجديدة الجاري اعتمادها. وتعمل الوصاية أيضا وفق المتحدث على تكييف التخصصات الجامعية المعتمدة مؤخرا من قبل القطاع مع طبيعة كل منطقة، وما تعرفه من نهضة في شتى المجالات، لاسيما في المجال الصناعي، على غرار ولاية غليزان التي حظيت باعتماد تخصص جديد في مجال هندسة النسيج، بفضل ما تشهده من حركية في مجال الصناعة النسيجية. وينتظر أيضا أن يستفيد الطلبة الجدد من خمسة عروض للتكوين في مجال الصناعة التكنولوجية للسيارات، في وقت تستعد فيه البلاد لإحراز تقدم في هذا المجال وصولا إلى تصنيع سيارة جزائرية بنسبة إدماج كاملة، عبر بناء قاعدة صناعية صلبة تجسيدا للإرادة السياسية للدولة.وأكد ممثل الوزارة في سياق مداخلته بأن كل الترتيبات الخاصة بالدخول الجامعي المقبل التنظيمية والتقنية تم استكمالها في انتظار انطلاق التسجيلات الجامعية الأولية التي تدوم ما بين 23 و27 جويلية الجاري.
لطيفة بلحاج
