عاد الوفد الطبي الجزائري إلى أرض الوطن مساء أول أمس الخميس بعد مهمة تطوعية قام بها في مستشفيات غزة، وحظي الوفد الطبي باستقبال شعبي حار بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة بعد عودته من هذه المهمة النبيلة، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وصعوبة العمل في مستشفيات القطاع أمام استهداف الكيان الصهيوني لكل شبر بالقطاع دون تمييز بين مستشفيات ومراكز إيواء وخيام نازحين، وارتكابه يوميا عدد من المجازر ضد المدنيين والنساء والأطفال.
وكان الوفد الطبي قد قضى أسبوعين في قطاع غزة، أجرى خلالهما عمليات جراحية لجرحى العدوان الصهيوني في القطاع، إلى جانب تقديم فحوصات طبية للمرضى، وتدريب وتكوين الأطباء الشباب المتخرجين من كليات الطب بغزة، بعد أن فرضت عليهم الحرب العمل في المستشفيات دون خبرة، كما أجرى الفريق الطبي الجزائري عدة عمليات جراحية مستعجلة بالمستشفى الإندونيسي بشمال القطاع.
وقال رئيس الوفد الطبي فيصل بلجيلالي عقب العودة إلى أرض الوطن في منشور عبر صفحته على الفايسبوك إن الاستقبال الحافل الذي حظوا به في مطار هواري بومدين إنما هو في الحقيقة فرصة عبر فيها الحاضرون ومن تحملوا عناء التنقل عن دعمهم للقضية الفلسطينية وللمجاهدين والصامدين هناك، مضيفا أنهم تمنوا أن يتزامن وجودهم في غزة أو خروجهم منها مع وقف للحرب ولملمة جراح الغزيين، قائلا «خرجنا والناس هناك بأمس الحاجة لكل شيء، للأطباء والدواء والوقود والغذاء والأمن والإعمار وكفالة الأيتام وحتى الدعاء» مشيرا إلى أن مهمة الوفود الطبية تتم بهذه الطريقة، وتكون محددة بمدة زمنية فلا يخرج وفد حتى يحل محله وفد آخر، مؤكدا أن ما قدموه لأهل غزة فرض عين وواجب.
وكان أعضاء من الوفد الطبي الجزائري العائد من غزة تحدثوا للنصر في تصريحات سابقة أثناء تواجدهم في غزة عن الظروف الصعبة التي تمر بها مستشفيات القطاع، والمعاناة الشديدة للمرضى والجرحى، في ظل انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية، ونقص الوقود بسبب الحصار الصهيوني الذي يفرضه على القطاع منذ بداية العدوان، وتحدثوا عن اضطرارهم لإجراء عمليات جراحية تحت أضواء الهواتف، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب نقص الوقود، كما تحدثوا عن معاناة أصحاب الأمراض المزمنة في ظل انعدام الأدوية، وأشار أحد الأطباء إلى فحص عدة حالات من أصحاب الأمراض المزمنة والحوادث العادية، في حين وقف عاجزا عن تقديم أي شيء لهم أمام انعدام الأدوية، خاصة المضادات الحيوية، مما جعل المرضى يعانون لأشهر طويلة رغم أن علاجهم قد يقتصر على توفر بعض الأدوية البسيطة فقط التي يرفض الاحتلال الصهيوني إدخالها، كما تحدث الأطباء عن معاناة سكان غزة أمام تدمير الاحتلال البنية التحتية وتفشي المجاعة والافتقار لمياه الشرب وانتشار الأمراض المعدية والأوبئة وغيرها. نورالدين ع
